ماذا تفعل طهران بمرتزقتها الأفغان بعد عودتهم؟ نيويورك تايمز تجيب

ماذا تفعل طهران بمرتزقتها الأفغان بعد عودتهم؟ نيويورك تايمز تجيب
بدأت صحيفة الـ "نيويورك تايمز" دراسة تحليلية، ترجمها موقع أورينت نت، قولها إن إيران درَّبت ونشرت الآلاف من المقاتلين الأفغان الشيعة كقوات اقتحام في الحرب الطائفية لدعم نظام الأسد في سوريا، وتناقلت المحطات التلفزيونية وصفحات التواصل الاجتماعي والصحف صورَ وفيديوهاتِ أعضاء الوحدات الأفغانية والتي تعرف إحداها بـ "لواء الفاطميون" وهم يرتدون رقعة كتف عليها كلمات الثناء للمرشد الأعلى الإيراني كشهادة شرف.

الخوف من الصراع السعودي الإيراني

إن ما يمكن أن يفعله هؤلاء المقاتلون عندما يعودون إلى إيران هو الآن ما يشغل أذهان المسؤولين الإيرانيين الذين يخشون أن تصبح أفغانستان ساحة المعارك الطائفية الكبرى القادمة بين إيران، بما أنها تعلن الوصاية على الشيعة من طرف، والمملكة العربية السعودية، راعي العقيدة السنية المحافظة حول العالم من طرف آخر.

وقال رحمة الله نبيل، رئيس المخابرات الأفغانية السابق: "الأمر جدُ خطير، إلى ماذا سيصير حال "لواء الفاطميون" عندما تنتهي الحرب في سوريا؟" الخوف هو التنافس في المنطقة، بين إيران والسعودية، الذي يمكن بدوره (التنافس) أن ينتقل إلى أفغانستان، وأعتقد أن الاشتباك سينتقل بالفعل".

أفغانستان وتاريخ شراء وكلاء الحرب

هناك ما يدعو للقلق، فتاريخ الانقسامات الفصائلية التي قادت الحرب الأهلية المدمرة في أفغانستان في تسعينيات القرن الماضي مازال في الذاكرة، حين كانت القوى الأجنبية تسعى للحصول على وكلاء. وهناك قلق جديد بالزيادة الملحوظة للهجمات ضد الأقلية الشيعية في أفغانستان، ومعظمها من قبل المتطرفين السنة الموالين لتنظيم داعش، الأمر الذي تتخذه إيران ذريعة لزيادة تدخلها ونفوذها في البلاد.

ونالت الهجمات تغطية واسعة في وسائل الإعلام الإيرانية. وقال أحد مقاتلي "فاطميون" الذي عاد قبل حوالي ثلاثة أشهر من سوريا إن العنف ضد الشيعة الأفغان كان موضوعاً متكرراً أثاره قادتهم في "حرس الثورة الإسلامية".

وكان المقاتل الأفغاني عاد إلى موطنه في ياكاولانغ، وهي قرية في مقاطعة باميان حيث قتلت طالبان أكثر من 300 شيعي عام 2001. يقيم مئات من السكان مآتماً سنوية في مقبرة تلة ويضربون صدورهم في حداد على أحبائهم الذين قضوا في ذلك اليوم، وقد نقشت أسماؤهم على علامة معدنية غطاها الصدأ  يرتديها المقاتل من وقت للآخر.

باميان قاعدة لـ "الفاطميون"

وقال المقاتل العائد من سوريا الذي رفض الكشف عن هويته لتجنب التعرض للهجوم مثل غيره ممن تمت مقابلتهم في مقال صحيفة الـ"نيويورك تايمز" إن "قادة الحرس الثوري أخبروهم بأنهم سيجعلون باميان قاعدة لـ "الفاطميون".

القوة الناعمة سلاح بديل 

واعتمدت إيران منذ مدة طويلة على القوة الناعمة أكثر من القوة المسلحة في أفغانستان، حيث لعب نفوذها الثقافي والديني والاقتصادي في المناطق الغربية الأفغانية القريبة من الحدود، وعلى الرغم من أن إيران أظهرت استياءً من وجود جيش الولايات المتحدة على حدودها، إلا أنها أيدت في الغالب الإدارة التي تدعمها الولايات المتحدة في كابول.

سوريا هدف مؤقت لرؤية أكبر

ويُنقل عن العميد إسماعيل قاني، نائب قائد قوة القدس داخل الحرس الثوري، مؤخرا أنه أخبر المقاتلين الأفغان بأن سوريا مجرد هدف مؤقت في رؤية أكبر.

أضاف العميد في تصريح نقلته وسائل الإعلام الإيرانية المحلية أن "الفاطميون" ثقافة جديدة وهي مجموعة من الشيعة الذين لا يرون حدودا في الدفاع عن القيم الإسلامية( الشيعية).

ويقول مراقبون إن معظم مقاتلي "الفاطميون" شُكلوا من الميليشيات الشيعية التي كان لها الدعم الإيراني خلال الحرب الأهلية الأفغانية، وذهب البعض إلى العراق للقتال نيابة عن إيران ضد صدام حسين.

الأفغان تم تجنيدهم من اللاجئين 

معظم المرتزقة الأفغان تم تجنيدهم في الغالب من بين اللاجئين الأفغان أو العمال غير الشرعيين في إيران براتب يصل إلى 600 $ في الشهر، بالإضافة إلى وعود النظام الإيراني بمنحهم أوراق الإقامة الإيرانية بعد مشاركتهم في سوريا. تستمر الإقامة ثلاثة أشهر، لكنهم سرعان ما يدركون أن الفوائد أريد لها أن تكون جزرة على عصا حيث يجب التحقق من صحتها كل عام، وهذا يتطلب التجنيد مرة أخرى.

وقال أحد مقاتلي "الفاطميون" السابقين الذي عاد إلى كابول، مستخدما اسم آخر خشية استهداف تنظيم الدولة: "هنا، أخشى - من الحكومة و داعش،"  مضيفا إذا لم أرجع إلى سوريا فان جواز سفري الإيراني سينتهي صلاحيته".

ويقول المسؤولون الأفغان إن الشرطة الإيرانية كثَّفت حملاتها ضد المهاجرين الأفغان غير الشرعيين واعتقلت أكثر من 200 شخص يومياً، وعندما وصلوا إلى مراكز الترحيل، تقدم الضباط الإيرانيون إليهم بخيار الحرب في سوريا كطوق نجاة لخلاصهم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات