وكان الكرملين أصدر بيانا نص على "اتفاق" بين الرئيسين على أن لا حل عسكريا في سوريا، والتأكيد على الالتزام بسيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها ومواصلة الجهود المشتركة بهدف هزيمة تنظيم الدولة، بالإضافة لحث ما سماه البيان "كل أطراف الصراع السوري على المشاركة بفاعلية في عملية السلام بجنيف".
اتفاق للإبقاء على رأس النظام
الرئيس الأسبق للائتلاف السوري لقوى المعارضة "خالد خوجة"، قال في تصريح خاص لـ "أورينت نت" إن البيان ينطوي على دخول الطرفين في اتفاق ضمني للإبقاء على رأس النظام "بشار الأسد" في المرحلة المقبلة من مستقبل سوريا، وهذا يمكن اعتباره اعترافا "روسيا – أمريكيا" ببقاء بشار مستقبلا، مشيرا إلى إمكانية استغلال هذا الاتفاق فيما يسمى بالإصلاح الدستوري بوجود بشار الأسد.
وأكد خوجة أن البيان سيحدد سقف المؤتمرات القادمة في جنيف وأستانا ومؤتمر الرياض المقبل أيضاً، واستثماره في إعطاء موافقة وفقا لوجهة النظر الروسية بالحل في سوريا، وبالتالي دفع محادثات السلام التي يرعها دي ميستورا بهذا الاتجاه.
تجاوز القرارات الدولية
وأوضح الخوجة أن البيان هو محاولة روسية للقفز فوق القرارات الدولية ذات الصلة، لا سيما بيان جنيف وقرار مجلس الأمن 2254، والذي ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالي واعتماد مسار لصياغة دستور جديد لسوريا وعلى أساسه يتم إجراء انتخابات نزيهة.
من جانبه حذّر المعارض السوري "سمير نشار" المعارضة السورية من جعل مؤتمر جنيف 8 منصة لمناقشة "محاربة الإرهاب" وصياغة دستور جديد، وبالتالي مسايرة وجهة النظر الروسية التي تحاول فرض أخذ المعارضة بعيدا عن قرارات مجلس الأمن 2118 و2254 وجنيف1 وفرض رؤيتها على الجميع بإعادة تدوير نظام بشار الأسد.
المخططات الإيرانية
وأكد نشار في تصريح لـ "أورينت" أن البيان في صورته الظاهرة لم يأت بجديد، لكن يجب التوقف عند نقطة مهمة حول تسمية البيان بـ "الاتفاق"، وهو ما يخشى أن يكون اتفاق ضمني يخفي خلفه خطوط عريضة يراد من الجانبين السعي باتجاهها.
وتساءل "النشار" عن المواقف الإيرانية العدائية الرافضة لكل أشكال الحل في سوريا ومحاولتها تعطيل سبله في إطار القرارات الدولية ذات الصلة، مؤكداً أن هذه الأخيرة لا تعير اهتماما بالاتفاقات الدولية في سبيل سعيها لتنفيذ مخططاتها الطائفية في المنطقة، ضاربة القرارات الدولية بعرض الحائط.
في المقابل، استبعد الباحث والكاتب السوري الدكتور عبد الرحمن الحاج، حصول الروس على تنازل أمريكي في هذا البيان، إلا أنه قد يخدم الروس في الوصول لتنازلات من المعارضة السورية بهدف دفع العملية السياسية.
الضغط لتوحيد المعارضة
وأكد "الحاج" في حديثه لأورينت، أنه من الصعب فهم البيان أو "الاتفاق" في إطار موافقة الأمريكية لوجهة النظر الروسية في شكل الحل بسوريا، لا سيما أنه (البيان) أكد على تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بسوريا، ومضى: "الأمريكيون لا يردون الانخراط في المباحثات وبعيدون عن العملية السياسية، وفقا لأولوياتهم بالقضاء على داعش وتثبيت مناطق النفوذ في الوقت الحالي، وانتظار ما ستؤول إليه الأمور".
أما فيما يتعلق بمستقبل المباحثات والمؤتمرات القادمة، يؤكد الباحث والكاتب السوري، إن هذا الاتفاق أو التقارب سينعكس لما بعده، لا سيما بالضغط لتوحيد المعارضة بدمج منصات موسكو والقاهرة في مؤتمر الرياض، مشيراً في هذا السياق إلى وجوب ابتعاد المعارضة السورية عن الخوض في النقاش بمستقبل وفقا لوجهة النظر الروسية الداعمة لديمستورا فيما يخص إمكانية إعادة تدوير نظام بشار الأسد، والتأكيد على الالتزام بالقرارات الدولية ذات الصلة.
التعليقات (10)