الغلاء والكساد يغزوان أسواق اللاذقية.. وهاجس التدفئة يشغل بال الأسر

الغلاء والكساد يغزوان أسواق اللاذقية.. وهاجس التدفئة يشغل بال الأسر
أكثر ما يخشاه الناس في اللاذقية هو وقود التدفئة، ذلك لأن الشتاء المنصرم كان قاسياً، ندرة في المازوت والكهرباء، وانتشار أوبئة وأمراض الشتاء جعل أبنائها وأطفالها في أخطار غير سهلة. 

لم ينخفض سعر المازوت لحد الآن رغم الانخفاض الجزئي في الأسعار نظراً لما يقوم به النظام وميليشياته في ضبط عمليات صرف الدولار، فهبوط سعر الدولار مراده عملية اقتصادية ربحية للدولة وأعيانها من التجار، أما السوق فعلياً فلم يتعرض لأي عملية اقتصادية فيها ضخ لإنتاجيات اقتصادية فعلية، وإلى اليوم لم يتم إدخال حقول النفط المستعادة في دوامة الإنتاج، وبالتالي يبدو الخوف من الشتاء حقيقياً.

موسم المدارس

اقتصادياً واجتماعياً، تبدو الحياة في المدينة "شبه ميتة" التجار يعانون من كساد هائل وقلة في الأعمال، والمدينة تغلق أبوابها منذ السابعة والنصف رغم الانتعاش الظاهر في أوقات الكهرباء، فالناس تلتزم بيوتها جراء الفقر الشديد، خاصة أن إحصاء بسيطاً يظهر عجزاً اقتصادياً لدى المواطنين جراء التحضير لموسم المدارس، حيث بلغ سعر أرخص حقيبة مدرسية 5000 آلاف ليرة سورية، واللباس المدرسي مع القرطاسية وغيرها حوالي 10 آلاف ليرة سورية، وهو ما يزيد عن نصف راتب أي موظف سوري، خاصة أن أغلب العائلات السورية تملك طفلين أو أكثر. 

حتى الأهالي عانوا من الرسوم المرتفعة للروضات فالاشتراك السنوي لأرخص روضة أطفال لا يقل عن خمسة وسبعين ألف ليرة سورية، وهذا مبلغ ضخم جداً لأي عائلة.

https://orient-news.net/news_images/17_11/1509881014.jpg'>

أسواق كاسدة

يحاول النظام إعلامياً اصطناع الفرح والبهجة، وحتى عبر الصفحات الرسمية يُعبر عن ابتهالات خيرة ومبهجة بالمطر وغيره وبقدوم فصل الشتاء، إلا أن الواقع اليومي للناس يبدو مرعباً، فخلو الشوارع ليلاً وحتى ظهراً يبدو مشوباً بأزمة اقتصادية لا يخرج منها الناس بسهولة، ومستويات الإرهاق التي عانى منها الناس في التحضير للشتاء برزت معالمها في الحركة العامة للسكان. 

منذ بداية فصل الشتاء الذي تزامن مع هجوم الموظفين الحكوميين على التجار مما جعل السوق في حالة مضطربة، فالنظام الذي استقر وضعه عسكرياً بدعم إيراني روسي جعل الموظفين المدنيين في حال هستيرية لاختراق السوق التجاري وضربه بالإتاوات والمخالفات وغيرها، ما جعل التجار ينتقمون من المواطنين بالحفاظ على مستوى الأسعار العالي لتعويض خساراتهم أمام الموظفين المدنيين.

ظاهرة جديدة في المدينة بدأت تنشأ وهي الإغلاق العام للمحلات التجارية في حال وصول دورية تموين واحدة إلى السوق، حيث يهرب التجار من دوريات التموين والجمارك، مما يزيد الكساد ويحافظ على الأسعار، وفي ذات الوقت يمنع الناس من ارتياد الأسواق.

توقف مساعدات النازحين

وفي شقٍ آخر، يبدو أن الشتاء سيكون قاسياً بالفطرة من حيث خلو مدينة اللاذقية من عدد كبير من النازحين، حيث توقفت بشكل كبير الإعانات المالية للنازحين، واكتفت الجمعيات بتقديم الدعم الغذائي فقط، ما جعل الناس في عوز شديد وواضح على مستوى الصرف اليومي الجاري، فالأموال التي كانت تأتي على شكل مساعدات حركت مدينة اللاذقية بشكل كبير والساحل عموماً، أما اليوم فالمدينة تكتفي بتحريك اقتصادها بأبنائها، الذين في عمومهم أرهقهم الاستعداد للمدارس، ويرهقهم منذ اليوم تأمين عيشهم الدافئ. 

وعود النظام بشتاء دافئ غير جادة، فكيف ستعيش العائلات بشكل طبيعي وهي بالكاد تستطيع شراء طعام جيد لأبنائها، وإن كان النظام نجح في تخفيض الدواجن والتي بالغ في جعلها إنجازاً هائلاً له ولاقتصاده، إلا أن هذا الإنجاز لا يساوي شيئاً أمام حياة اقتصادية كبيرة يجتاحها الغلاء الفاحش. 

المضحك أن شتاء هذه المدينة قد بدأ بـ"ثورة" على الدجاج، وأن النظام يقنع جماهيره بأن لحم الدجاج أصبح متاحاً للجميع وبسعر مقبول، وأن دورياته التموينية تلاحق محلات الشاورما بكثافة لكي يأكل الشعب الشاورما بسعر بخس!

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات