مدنيو دير الزور محاصرون .. القصف والإعدام أو المرض يلاحقهم

مدنيو دير الزور محاصرون .. القصف والإعدام أو المرض يلاحقهم
يعاني مئات الآلاف من المدنيين بمحافظة دير الزور (شرق سوريا)، من تردي الأوضاع الإنسانية فالموت يلاحقهم بأشكال متعددة، حيث نزح القسم الأكبر منهم إلى البوادي ومخيمات ميليشيا "الوحدات الكردية" هرباً من المعارك بين تنظيم داعش من جهة وميليشيا نظام الأسد وروسيا وميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) والتحالف الدولي من جهة أخرى.

يشتكي مدنيو دير الزور في  ما تبقى من المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم من فقدان الأمن بسبب الغارات المتواصلة عليهم من طسران روسيا والنظام والتحالف، فهي تستهدفهم في أي مكان ينزحون إليه بحجة محاربة التنظيم في حين يقتل فقط النساء والأطفال والرجال وتدمر المستشفيات وجميع البنى التحتية، بحسب شبكات إخبارية تابعة لدير الزور.

أهالي مدينة دير الزور في خطر كبير

تستمر ميليشيا نظام الأسد بدعم من الميليشيات الإيرانية وجيش الاحتلال الروسي حملتها العسكرية على المدينة للأسبوع الثالث على التوالي، تمكن النظام خلالها من السيطرة على عدة أحياء في المدينة وانحسار التنظيم في 5 أو 6 أحياء على الأكثر.

ويقول ناشطون من دير الزور لـ"أورينت نت"، إن روسيا تعتمد سياسة الأرض المحروقة في حربها ضد التنظيم في المدينة، في سيناريو مشابه لما تم قبل عام تقريباً في أحياء حلب الشرقية حين أُجبرت فصائل المعارضة مع آلاف المدنيين على الانسحاب بعد أن دمرت جزءاً كبيراً من تل الأحياء وقتلت المئات منهم قصفاً وجوعاً.

xxbE2OuHpro

في دير الزور يقول الناشطون، إن روسيا تواصل دك الأحياء ليل نهار عبر طائراتها والنظام عبر مدفعيته، ما خلّف دماراً هائلاً في المدينة وسهل على ميليشيا النظام السيطرة على عدد من أحيائها. وأوضحوا أن الصور التي يبثها إعلام النظام من مدينة دير الزور شاهدة على حجم الدمار الكبير هناك.

دمار كبير في مدينة دير الزور نتيجة القصف الروسي وقصف نظام الأسد

من جانبها، تعترف وسائل إعلام النظام بمقتل ضباط كبار (أبرزهم العميد عصام زهر الدين) في المعارك ضد تنظيم "الدولة" في مدينة دير الزور، واعترفت هذه الوسائل بأن داعش يبدي شراسة كبيرة في القتال.

ومع تضييق الخناق على عناصر التنظيم في المدينة، انتشرت أخبار على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل شبكات إخبارية تابعة لدير الزور، تتحدث عن احتمال حدوث اتفاق بين النظام والتنظيم يقضي بخروجهم مع العائلات التي في المدينة إلى الريف الشرقي بشكل يشبه خروج التنظيم في الرقة.

إلا أن هذه الأخبار لم يتم تأكيدها -حتى ساعة إعداد هذا التقرير- سواء من النظام أو حتى من التنظيم.

وتعليقاً على هذا الموضوع قال أحد المدنيين المحاصرين في دير الزور ( لم يتم الكشف عن اسمه)  في رسالة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي قال فيها، "يبدو أن النظام مصر على الاستمرار في المعارك فهو يريد أن ينتقم من أهالي هذه المدينة التي جرّعته الهزيمة على مر السنوات الماضية".

ولفت  في رسالته إلى أن النظام يعلم أن هناك عشرات العائلات في المدينة ورغم ذلك هو يستمر بالقصف مما يوقع شهداء وجرحى وسط غياب للعناية الطبية مع انقطاع تام للمواد الغذائية والماء والكهرباء. من جانبهم ناشد ناشطون من دير الزور المجتمع الدولي والمنظمات الدولية للتدخل لإنقاذ المدنيين وفح لهم ممر آمن للخروج.

أين سيذهب المدنيّون

منذ بدء الحملة العسكرية التي يشنها نظام الأسد وروسيا على محافظة دير الزور مطلع شهر آب الماضي، ومع تصاعد حدة المعارك والقصف اضطر الآلاف من أبناء محافظة دير الزور للنزوح  من مدنهم وبلداتهم وقراهم باتجاه البادية أو مدينة البوكمال أو إلى مخيمات ميليشيا "الوحدات الكردية".

إلا أن هؤلاء يعانون ظروفاً إنسانية قاسية، فقصف الطائرات يلاحقهم إلى أماكن نزوحهم كما يحدث الآن في مدينة البوكمال وقراها، إضافة للإعدامات الميدانية التي تنفذها ميليشيا النظام والميليشيات الشيعية المساندة لها في المناطق التي تسيطر عليها كما حدث قبل نحو شهر في قريتي حطلة ومراط. اقرأ أيضاً: مأساة أهالي دير الزور تستمر بين تصفيات النظام الميدانية وتهجّير قسد

من جانب آخر، يعاني النازحون لمعاملة "غير إنسانية"، بحسب ماو صفها ناشطون، في المخيمات الكردية فهؤلاء يمنعون من أبسط حقوقهم في العيش، وسط انتشار الأمراض والأوبئة بينهم، في ظل منع ميليشيا "الوحدات الكردية" لهم من الخروج إلى الحسكة أو القامشلي للعلاج.

وبالنظر بشكل عام للأحداث التي تجري الآن في دير الزور يطرح الناشطون سؤالاً مهماً حول مصير المدنيين في هذه المحافظة خاصة وإن سباق السيطرة عليها من قبل روسيا وأمريكا يحتدم، في حين تتسابق ميليشيا "قسد" وميليشيا نظام الأسد على فرض السيطرة على ما تبقى من مناطق خاضعة لتنظيم "الدولة".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات