غسان عبود لمؤتمر واشنطن.. توحيد السوريين بعيداً عن الأجندات الخارجية

ألقى رجل الأعمال السوري غسان عبود كلمة مسجلة خلال مؤتمر السياسة السورية في العاصمة الأميركية واشنطن أكد فيها على الأهمية القصوى لوحدة الشعب السوري بكل توجهاته، في مواجهة الحرب على سوريا كاملةً.

تركزت الكلمة حول ضرورة إنشاء صندوق لرجال الأعمال السوريين لإعادة إعمار سوريا بعيداً عن التحكم الخارجي، و لضمان وصول هذه الأموال مباشرة إلى المناطق المنكوبة و إعادة إعمارها.

وفيما يلي نص الكلمة:

السيدات والسادة.. السلام عليكم..

إن حجم التضحيات في القضية السورية هائل، يقابله تخلٍ دولي هائل أيضا. لذلك لا يكفي أن تكون القضية عادلة لكي تحقق مبتغاها وانما بحاجة الى عمل سياسي متوازن، ليأخذنا الآخر في العالم وفي الأروقة السياسية بجدية على الأقل ولا أقول بندية.. للأسف..

نستطيع أن نكتب مجلدات عن أن النظام السوري فئة مافيوية من القتلة واللصوص ويحمل كل الصفات السيئة، ونستطيع أن نندب تخلي العالم عنا، ولكن إلى متى ذلك، وقد مل العالم هذه الأسطوانة ، ومل من تفاصيلها فدول العالم، تبحث عن مصالحها في سوريا، ولذا فمهما ذممتهم فهم يستندون على مصالحهم وليس على شعارات الخطب الإنسانية.

السوري للأسف وبعد العقوبة الكبرى التي تعرض لها نتيجة لمطالبته بالحرية والديمقراطية، يبدو انه فهم ان الديمقراطية حق ممنوع على شعوب الشرق الأوسط، فاختصر السوريون مطالبهم بحكم رشيد، يتيح لأسرهم أن تستيقظ صباحا فيفطر الوالدان مع أبنائهم بكل أمان، ويصطحبوهم الى المدارس بكل أمان، ويأتوا بهم من المدارس بعد يوم دراسي بكل امان، ويتغدون معا بكل امان، ثم يذهب كل منهم الى شأنه، من يريد ان يذهب الى الكنيسة او الجامع او النادي يذهب ويعود بكل امان، وينامون بأسرتهم بكل امان، ولا يختطف من الاسرة ابن او ابنه، ويمنع عن الوالدين حتى حق السؤال عنهم ان كانوا احياء او اموات.

ـ هل أصبحت هذه المطالب البسيطة محرمة على شعب سوريا خاصة وشعوب الشرق الأوسط عامة.

ـ للأسف ساهم بشار الأسد بتقسيم الشعب السوري الى قسمين مؤيد له ومعارض وساهمت المعارضة بانقساماتها، بتقسيم السوريين حتى أصبح في سوريا كل بيت مؤلف من غرفتين وصالة له رايته الخاصة. 

فمثلا انظروا الى مدينة الحسكة الآن... تمثل مشهدا مرعبا من اختلاف الرايات ألوانا واتجاهات.  

كثير من المعارضين اليوم باتوا يقبلون أن يكون مجرم قاتل على رأس السلطة في سوريا كبشار الأسد بحجة أن المجتمع الدولي خذلنا. 

وان الامريكان والأوروبيين لم يعد هدفهم الإطاحة ببشار الأسد، وكأن الامريكان او الأوربيين او الروس او الإيرانيين، او حكومات الدول العربية المختلفة هي من اقنعت الشعب السوري بالثورة على نظام القتل بكل وسائله، بما فيها الكيماوي ولو توفر النووي لما تردد في استخدامه ضد الشعب السوري، وذلك بدلا من العمل السياسي الصحيح، والتوقف عن ان يكونوا أوراقا بيد الدول اللاعبة على الساحة السورية. 

فعلى الأقل ان لم يستطيعوا ان يقدموا شيئا لقضية الشعب السوري لا اقل أن يتركوها حية برسم الأجيال القادمة بدلا من ان يورثوهم التخاذل والاستسلام.

ان ما يحدث في سوريا له تأثيراته على كل العالم فمثلاً لقد تضاعف عدد الراديكاليين اليهود في إسرائيل الى ثمانية آلاف عما كان عليه قبل أحداث الثورة السورية، وشهدنا في إسرائيل واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط كما يسميها العالم، هجوم أفراد من اليمين بالسكاكين على مظاهرة لليسار في أحد شوارع تل ابيب، وهذا يؤشر أن التطرف وباء قابل للعدوى ولا تنسوا ان المتطرف السني تحول الى العنف، وكان أول وأكبر ضحاياه هو السني المعتدل الذي لا يشبهه، وكذلك حدث مع الشيعة السياسية المتطرفة في لبنان ممثلة بحزب الله الذي قام بتصفية كل الشخصيات الشيعية التي لا تسير على نهجه.

أيها السيدات والسادة.. 

ـ بالأمس اختفت الرقة عن الخارطة السورية، ويشارف وجود مدينة دير الزور على الغياب عن الخارطة ايضا، وربما ادلب قريبا اذ يروج ان فيها 10 الاف عنصر من القاعدة ومع كل هجمة على المدن يتنقل الارهابيون الى مدينة أخرى، ويطاردهم المجتمع الدولي لتدمر مدننا مدينة تلو أخرى وقريبا سيجتاح الدمار اللاذقية وطرطوس لنفس السبب وهو مكافحة فلول الإرهابيين... ثم يطاردونهم بعد ذلك خارج الحدود السورية.

ـ سيناريو مرعب من الانفجارات اليس كذلك!؟

ـ لذلك لم تعد القصة قصة مؤيد ولا معارض وانما قصة وجود الشعب السوري ذاته، وأتمنى عليكم أيضا ان لا تصدقوا الدول التي تدعي انها ستساهم في بناء سوريا، فلا الصومال ولا أفغانستان ولا العراق الغني بالنفط بعد عشرين او ثلاثين عام قام أحد بإعادة بناء حجر على حجر فيها.

فروسيا وإيران قوى تدميرية تدعم الطغاة في المنطقة ولم يحدث ان بنت حجرا في دول الشرق أو دول أوربا التي احتلتها، وأما الاوروبيون والخليجيون فلديهم مشاكلهم التي تتعمق يوما بعد يوما.

ومن هنا نأمل أن يكون لدى الإدارة الامريكية التي وضعت ضمن أولوياتها تقليص النفوذ الإيراني ضمن الشرق الأوسط أن تحول هذه التصريحات الى سياسية حقيقية لا تستطيع إيران وروسيا تفريغها من مضامينها. 

ومن هنا يجب ان ينجح هذا المؤتمر حيث فشل الجميع في توحيد السوريين لإنهاء استمرار الحرب، وإنهاء ما يحاك لهم والاعتماد على الذات في بناء سوريا بعد الحرب، وذلك عبر تأسيس صندوق مالي برعاية رجال اعمال وشخصيات سورية يثق بها السوريون ويستطيع من خلالها السوريون أيضا ومن كل مكان المساهمة في هذا الصندوق كل حسب طاقته.

ان هذا الطرح فيما اعتقد قادر على أن ينجي السوريين من الهلاك ويمنع اختفاء سوريا الى الابد بعد ان أصبح بشار الأسد حجة الجميع في استمرار الحرب والتدمير.

ـ لم أفكر بامتهان التعارض من اجل المعارضة فقط، كما يفعل بعض المعارضين، بدل أن يؤمنوا بفكرة التغير لإنهاء مأساة الشعب السوري. 

ـ أيها السيدات والسادة 

إنكم تعرفون اني وقفت ضد القتل والإرهاب وساعدت في محاربة داعش، ولكن المسألة باتت اعقد من هذا التنظيم، انه الفكر الداعشي الراديكالي الذي طال كل المسائل والطروحات وانتشر في كل الطوائف بقوة، فكرة عدم قبول الآخر لا فكرا ولا حتى حياة.

 

ـ ومن هنا اشكر منظمي هذا المؤتمر من الجالية السورية في أمريكا الذين ساهموا دائما في رفع المحنة السورية... وأنحني لمئات الأطباء منكم الذين ذهبوا الى مشافي أورينت وغيرها وتطوعوا في علاج وإنقاذ مئات الاف الجرحى والمرضى. 

وشكرا لحسن استماعكم 

التعليقات (5)

    kk1

    ·منذ 6 سنوات 5 أشهر
    المؤتمر كلام بكلام كالعادة وبعده يذهب الجميع الى النوم وغدا موتمر جديد و اكل ومنظرة ونفاق وتبرعات كالعادة.. عندك مقومات تفي بغرض كرئيس ولك احباب واصحاب وقناه قد العمل وقدود وانت خائف مثلنا على بلدنا وبك خوف من الله عز وجل وشبعان بالعربي الفصيح .. الله سبحانه وتعالى سيؤاخذك ان لم تفعل شئ انت فادر عليه. والله سادعمك بكل الجالية السورية والعربية وليس فقط عند المنافقين هنا وغير هنا عند العرب وغيرهم واحسن دعم من الله ومخافته.. يا أخي انت قادر انو تلمنا وتجمعنا وتوحد معارضة سياسية ماالها مثيل؟؟؟؟؟

    حسن

    ·منذ 6 سنوات 5 أشهر
    انا لا ارى ان رجل الاعمال السوري هذا الذي لا اشك بوطنيته..كيف سينفز فكرته او ما هي الالية التي سيقوم فيها بحملته لاعادة اعمار سورية اذا كان النظام هذا باقي ويتحكم بكل شيئ...حتى الخبز والادوية...فكيف سيسمح للدكتور عبود..بالقيام بمهمته..بحرية...لاحول ولا قوة الا بالله..

    غسان

    ·منذ 6 سنوات 5 أشهر
    إذا أصبح ترامب رئيسا للولايات المتحدة، فلماذا لا يصبح عبود رئيسا لسوريا؟

    kk3

    ·منذ 6 سنوات 5 أشهر
    والله العظيم ماعم ادفشك على شي بس شايف ضو منك وعم يبدا معك ومن عندك وانا انسان عادي .. اتمنى الكساعدة من كل البي لوئف الظلم والحرب عالشعب اليتيم .. وهدول السياسيين السلبيين اذا خلصت الازمة وقف الراتب فمو من مصلحتهون تخلص ومشان شوية دولارات معفنة متلهم مو هاممون مين يموت.. خنزروا لأبعد الحدود وحتشوف انت انو اي حل ممكن او كان ممكن حيطلعولو بمشكلة..اكيد بتعرف هالشي .. بس انت احسن منا كلنا لانك اقدر عالتسميع وشريف عصامي ..ممكن ماتنشروا تعليكاتي بس اتمنى يوصلوك وتقرأهم وتقتنع انك الانسب بكل المقاييس

    kk

    ·منذ 6 سنوات 5 أشهر
    اتمنى من الادارة وضع هذا المقال او الموضوع على الصفحة الرئيسية لمدة كافية لاخذ اراء وموافقاات اغلب الناس .. انت لها والله الكل ليدعموك وخاصة امريكا من هون والامارات و حتلحقها السعودية وتركيا والاردن ومصر مافي شي بيخوف .. شكل فريق عمل سري وموثوق وابدأ... الله معك كلنا تحت تصرفك بس بلش
5

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات