صحيفة: أولوية تركيا وإيران في موقفهما من برزاني كانت السياسة لا الاقتصاد

صحيفة: أولوية تركيا وإيران في موقفهما من برزاني كانت السياسة لا الاقتصاد
 وصلت العلاقات الثنائية بين الحكومة التركية وإدارة إقليم شمال العراق خلال السنوات السابقة، وحتى وقت قريب إلى أفضل ما يمكن أن تصل إليه، وذلك على الأصعدة كافة ولا سيّما السياسية والاقتصادية منها.

ومع إعلان برزاني عن عزمه على إجراء استفتاء انفصال الإقليم، الذي وصفه بأنّه حلم الشباب، وإصراره على ذلك على الرغم من معارضة تركيا الكبيرة، أخذت العلاقات الثنائية بين الجانبين تسوء شيئا فشيئا.

 

برزاني لم يتوقع تخلّي تركيا عن علاقاتها مع الإقليم

عملت تركيا على إنشاء علاقات متينة مع إدارة إقليم شمال العراق، على الصعيد العسكري أشرفت القوات العسكرية التركية على تدريب قوات البشمركة، وعلى الصعيد السياسي أظهرت الحكومة التركية الدعم الكبير للإدارة، واستُقبل برزاني مرّات عدّة من قبل مسؤولين وعلى رأسهم أردوغان في القصر الرئاسي بأنقرة، أمّا على الصعيد الاقتصادي فقد حققت تركيا من التعاون المشترك مع الإقليم فيما يخص النفط أرباحا بقيمة 3 مليار دولار سنويا، في الوقت الذي حقق فيه إقليم الشمال أرباحا سنوية وصلت حتى 7 مليار دولار، وعلى الصعيد التجاري فيا يخص التعاون في المجال الجمركي وصلت أرباح الصادرات التركية إلى شمال الإقليم إلى ما يقارب 5-6 مليار دولار سنويا. 

بحسب "حسن بصري يالتشن" الكاتب لدى صحيفة تقويم التركية فإنّ برزاني في ظل العلاقات الثنائية الجيّدة التي تجمع بين تركيا والإقليم، لم يتوقّع احتمالية اتفاق أنقرة مع طهران، ولا سيّما في ظل اختلاف الرؤى بين البلدين في عدد من القضايا المتعلقة بدول الجوار، وكذلك لم يتوقّع من أن تتخلى تركيا عن التعاون الاقتصادي المشترك مع الإقليم.

 

لم يكن برزاني يعتمد على تركيا فحسب 

برأي الكاتب لم يكن برزاني يعتمد في اقتصاده على تعاونه مع تركيا فحسب، لافتا إلى أنّه -برزاني- في الوقت الذي كان يتعامل فيه اقتصاديا مع أنقرة، حقق أرباحا تجارية في مجال التعاون الجمركي مع إيران تصل إلى 4-5 مليار دولار سنويا، أي بتعبير آخر كان برزاني قد أنشأ خط تجارة مع إيران بحيث يكون بديلا عن خط تجارته مع تركيا، يفكّر من خلاله بسهولة في نقل تعاونه إلى إيران في حال انخفضت أسعار السلع التي تصل إلى الإقليم حتى النصف، نتيجة إغلاق تركيا معبر خابور بوجهه.

وبناء على ما سبق أشار الكاتب إلى أنّ تحالف تركيا مع إيران عقب إصرار برزاني على الاستفتاء كان مهما للغاية، وذلك لتضيق الخناق الاقتصادي على الإقليم أكثر، ومنعه من التفكير بنقل التجارة إلى أحد الجوانب في حال ساءت العلاقة مع أحدهما.

 

الأولوية للسياسة لا للاقتصاد

وذهب الكاتب إلى أنّ تركيا وإيران تجاهلتا الجانب الاقتصادي مع إدارة الإقليم عندما تعلّق الأمر بالسياسة، فأعطيا الأولوية للمصالح السياسية بدلا من المصالح الاقتصادية، مضيفا: "إن برزاني خاطر بكل شيء في سبيل تحقيق هدفه السياسي، كان برزاني سيتبع أسلوب السياسة الباردة في حال نجاح الخطوات التي أقدم عليها مؤخرا، وكان سيتعهّد لكلّ من "تركيا-إيران-العراق بوعود لن يقدر على الوفاء بها، في محاولة منه إلى القيام بمناورات سياسية، ولكن سرعان ما انقلب السحر على الساحر مع تحالف تركيا وإيران تاركين الخلافات فيما بينهم جانبا، إزاء التهديد الذي لوّح به استفتاء برزاني.

الكاتب والإعلامي التركي "وحيد الدين إنجي" أشار خلال لقاء أجراه مع قناة أورينت إلى أنّ تركيا وإيران والعراق مهما كان الخلاف بينهم كبيرا، وأيّا كان هناك اختلاف في وجهات النظر، فعندما تتعلق القضية بالأكراد، فإن هذه الدول تجتمع على رأي واحد، وتتحالف فيما بينهم، تاركين الخلافات الأخرى خلف ظهورهم.

وفي الإطار نفسه لفت عدد من كتّاب الرأي وعلى رأسهم برهان الدين دوران الكاتب لدى صحيفة صباح المؤيدة، إلى أنّ العلاقة بين إيران وتركيا عمادها القوّة لا الثقة، موضحا احتمالية تغيّر المواقف وتبدّلها بالنظر إلى المصالح القومية لكل بلد على حدة.

جدير بالذكر أنّ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أجرى أول أمس زيارة إلى العاصمة أنقرة، اجتمع خلالها إلى الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" إذ تناولا أبرز القضايا المتعلقة بآخر المستجدات على الساحة السياسية ولا سيّما بعيد استفتاء الانفصال الذي أجراه برزاني في 25 أيلول / سبتمبر الماضي، وكذلك أكّدا على ضرورة التعاون المشترك لمحاربة الإرهاب، وتعزير العلاقات الاقتصادية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات