صحيفة معارضة: أردوغان الذي ترفّع عن خطاب العبادي سابقا ينعته الآن بـ الصديق

صحيفة معارضة: أردوغان الذي ترفّع عن خطاب العبادي سابقا ينعته الآن بـ الصديق
أدى استفتاء الانفصال الذي أجراه مسعود برزاني زعيم إقليم شمال العراق في 25 أيلول/سبتمبر الماضي إلى نشوب تطورات سياسية كبيرة أسهمت في تعزيز العلاقات الثنائية بين عدد من الدول الكبرى الفاعلة في المنطقة، وخلق تحالف تركي-إيراني-عراقي، لم يكن لأحد أن يتوقعه قبيل الاستفتاء.

استطاع برزاني بإصراره على الاستفتاء، حسبما أفاد محللون سياسيون أن يُجلس ولأول مرّة كلّا من تركيا وإيران والحكومة المركزية في بغداد على طاولة واحدة، واتخاذ خطوات مشتركة تهدف إلى إحباط المشروع الذي يسعى إليه زعيم الإقليم والذي يتمثل بإعلان دولة كردية مستقلة، والذي لفت الانتباه إلى أنّه مشروع كان بمثابة حلم الطفولة بالنسبة إليه.

العبادي يزور أنقرة

وبالأمس وصل رئيس الورزاء العراقي "حيدر العبادي" إلى العاصمة التركية أنقرة، حيث اجتمع إلى الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، وعقدا لقاء صحفيا مشتركا، تطرّقا فيه إلى أبرز القضايا السياسية، والعلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى المحور الأساس الذي شدّد عليه أردوغان ألا وهو الإرهاب.

تباينت ردود أفعال وسائل الإعلام التركية حول زيارة العبادي إلى تركيا، فبعضها عاد ليذكّر بالتصريحات التي أدلى بها كلّ من الطرفين قبل عام من الآن، والبعض الآخر رأى فيها استراتيجية سياسية جديدة جاءت كنتيجة طبيعية لخطوة إدارة إقليم شمال العراق بعيد الاستفتاء.

أردوغان الذي ترفّع عن خطاب العبادي بالأمس ينعته اليوم بـ الصديق

صحيفة سوزجو المعارضة تناولت اللقاء المشترك بين كلّ من العبادي وأردوغان بأسلوب لا يخلو من الانتقادات الموجّهة ضد الأخير، لافتة إلى أنّ الرئيس التركي الّذي ترفّع العام المنصرم عن مخاطبة العبادي فيما يتعلق بأزمة بعشيقة قائلا "العبادي لا يرقى إلى مستوى أن يكون مخاطبا لي" عاد ليصفه بالأمس بقوله "الأخ والصديق العزيز".

 

بدلا من يلدرم يجلس أردوغان مع العبادي

ولفتت سوزوجو إلى أنّ اللقاء الثنائي بين أردوغان والعبادي جاء مخالفا للأعراف الدبلوماسية، موضحة أنّ العبادي كان من المفترض أن يجتمع إلى نظيره "بن علي يلدرم" ويعقد لقاء صحفيا معه بدلا من الرئيس التركي أردوغان.

أردوغان يحدّد الإرهاب بالاسم والعبادي يتحاشى ذلك

وأضافت الصحيفة أنّ رئيس الوزراء العراقي على عكس الرئيس أردوغان الّذي حدّد في معرض حديثه عن الإرهاب بـ PKK، فضّل تحاشي ذلك متحدّثا عن الإرهاب بشكل عام.

أفاد بعض المحللين السياسيين بأنّ حديث العبادي عن الإرهاب لا يُفهم منه بالضرورة إن كان يقصد PKK أم لا، منوّهين إلى أنّ تحاشي العبادي تسمية PKK في حديثه عن الإرهاب قد يكون بمثابة رسائل مبطنة لتركيا.

وذكرت سوزجو أنّه من بين المواضيع التي تناولها الزعيمان قضية بعشيقة التي خلقت أزمة بين الدولتين العام المنصرم، والتي أدت بالحكومة العراقية إلى مطالبة القوات المسلحة التركية المتواجدة في المنطقة بالانسحاب الفوري من أراضيها، تحت ذريعة أنّ تواجد القوات المسلحة التركية في بعشيقة يعدّ انتهاكا لسيادة العراق.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ العبادي لم يتطرق إلى قضية بعشيقة صراحة، وإنّما لمّح إلى ذلك تلميحا، وذلك عندما أفاد بأنّ الحكومة العراقية لا تسمح لأيّ من المجموعات غير المصرّح لها بحمل السلاح بحمله، سواء أكانت مجموعات عراقية أم مجموعات من خارج العراق، مضيفا: "فلا يمكننا السماح لمجموعات غير مصرّح لها بحمل السلاح وإقامة فعاليات فوق الأراضي العراقية.

تحالف تركيا-إيران-العراق نتيجة طبيعية للاستفتاء

في المقابل رأى محللون أنّ التحالف الثلاثي بين كلّ من العراق وتركيا وإيران على خلفية إصرار برزاني على إجراء استفتاء الانفصال كان خطوة في غاية الأهمية، ويهدف إلى الحيلولة دون تقسيم الأراضي العراقية، وبالتالي يحفظ للدول الثلاثة مصالحهم القومية، فيما أشار الإعلامي التركي "وحيد الدين إنجي" إلى أنّ إيران وتركيا والعراق مهما اختلفوا فيما بينهم، وأيّا كانت علاقاتهم سيئة إلا أنّ الأمر عندما يكون متعلقا بالأكراد كل شيء على الأرض يتغيّر، لافتا إلى أنّ قضية الأكراد تجمع هذه الدول المختلفة في وجهات نظرها، موضحا أن السياسة في نهاية المطاف تقتضي التفكير بالمصالح.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات