استشهد المئات ونزح الآلاف.. بيان مشترك لعدة منظمات يطالب بحماية المدنيين بدير الزور

استشهد المئات ونزح الآلاف.. بيان مشترك لعدة منظمات يطالب بحماية المدنيين بدير الزور
تعيش محافظة دير الزور بمدنها وبلداتها وقراها منذ بدء حملة ميليشيا الأسد العسكرية الأخيرة عليها مطلع شهر آب الماضي، سلسلة عمليات عسكرية رهيبة، خاصة بعد تصاعد وتيرة الغارات الجوية الروسية والأمريكية في ظل سباق السيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة".

وبسبب العمليات العسكرية التي يشنها نظام الأسد والميليشيات الإيرانية بدعم جوي روسي، فقد باتت قرى وبلدات كاملة جنوب نهر الفرات شبه خالية من السكان، وباتت نسبة الدمار في المنازل والمحال التجارية تفوق الـ40 بالمئة سواء بشكل كلّي أو جزئي.

وبحسب تقرير مشترك لمنظمات حقوقية ومدنية سورية، فقد تمّ توثيق استشهاد ما لا يقل عن 340 مدنياً بسبب الغارات الجوية المكثّفة على مناطق مختلفة في المحافظة دير الزور منذ بداية شهر آب وحتى نهاية شهر أيلول، بينهم 81 طفلاً و59 امرأة، حيث كانت ميليشيا نظام الأسد وروسيا المسؤولة عن سقوط الرقم الأكبر من الشهداء المدنيين.

بيان مشترك يدعو لحماية النازحين

ووقعت 17 منظمة حقوقية ومدنية سورية على بيان مشترك، حثت فيه قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، والقوات الموجودة على الأرض، على احترام حقوق الإنسان الأساسية على رأس أولوياتها، وبشكل أساسي الالتزام بقوانين الحرب أثناء العمليات العسكرية وبذل جميع الاحتياطات من أجل تفادي سقوط قتلى مدنيين، والتحقيق بشكل شفّاف في الغارات والهجمات التي وقع فيها ضحايا مدنيون.

وطالبت المنظمات "القوات المهاجمة" ضمان عدم مشاركة أطفال لأي غرض كان خلال العمليات العسكرية، وفتح ممرات آمنة من أجل خروج المدنيين إلى مخيمات تحترم كرامة الإنسان وضمان عدم تقييد حركة النازحين. وحماية الأماكن التي ينزح إليها أهالي دير الزور بما فيها المخيمات المؤقتة والدائمة، وأماكن الإيواء مثل المدارس والمشافي، وضمان عدم تعرّضها للقصف خلال العمليات العسكرية.

وشددت على ضرورة، تأمين ممرات آمنة للمدنيين الفارين من جحيم العمليات العسكرية، وتجهيز مخيمات مؤقتة تشرف عليها منظمات دولية مختصة، للتعاطي مع الحالات الإنسانية المستعجلة وتوفير أدنى من مقومات العيش للنازحين، وبذل جهود حقيقية وفعّالة من أجل تجنّب القصف على المواقع المدنية في محافظة دير الزور، وتجنّب استهداف المعابر التي يستخدمها الفارون للخروج من المناطق المستهدفة مثل المعابر المائية.

ضمان حرية التنقل

كما طالب البيان، ميليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية المتمثلة بمايسمى بـ"الإدارة الذاتية" بضمان حرّية التنقل، وخاصة في حالات الرغبة في تلقي العلاج، في أماكن النزوح، والسماح للمراقبين الدوليين بالمساهمة في الإشراف على عمليات التنقل والطبابة، وتحسين مستوى الخدمات والمساعدات الإنسانية في المخيمات الموجودة مسبقاً في المناطق الخاضعة لسيطرتها والعمل على إنشاء مخيمات جديدة لاستيعاب الهاربين من المعارك في دير الزور.

أما التحالف الدولي وميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) فطالبتهم ببذل جهود جدّية وحقيقة من أجل تنظيف الأراضي المحررة من أيادي تنظيم "الدولة" من جميع أنواع الألغام والشرك الخداعية، والاستفادة من تجارب مناطق مشابهة مثل منبج والباب، والتدقيق في عمليات الاحتجاز التي تحصل للحيلولة دون وقوع أي اعتقالات تعسفية بحقّ المدنيين.

المجتمع الدولي

وأوصت المنظمات المجتمع الدولي بضمان أمن وحماية الفارين من مناطق النزاع عند عودتهم إلى أراضيهم، وضمان سلامتهم من الاعتقال أو القتل أو أي انتهاك آخر من قبل السلطات المسيطرة على تلك الأرض، وإطلاق سراح جميع المعتقلين تعسفاً وكشف مصير جميع المختفين قسراً.

كذلك وجهت نداء إلى المنظمات الدولية والإنسانية للعمل بشكل عاجل على إنشاء مخيمات للفارين من محافظة دير الزور وتزويدها بالمستلزمات التي تمكن النازحين من العيش بكرامة، والعمل وبشكل عاجل على إدخال المساعدات الغذائية والدوائية إلى المناطق التي توقفت فيها المعارك.

يشار إلى أن المنظمات التي وقعت على البيان هي: (العدالة من أجل الحياة، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، الأرشيف السوري، المركز السوري للعدالة والمساءلة، بيتنا سوريا، أورنامو للعدالة وحقوق الإنسان، الشبكة السورية لحقوق الإنسان، شبكة المرأة السورية، رابطة المعتقلين والمفقودين في سجن صيدنايا، اليوم التالي، مركز توثيق الانتهاكات، مواطنة للعمل المدني، المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، النساء الآن، المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، مؤسسة دولتي، الرابطة السورية للمواطنة".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات