فالطلاب الذين يحملون شهادة الائتلاف المعارض، لا يستطيعون ارتياد أي من الجامعات اللبنانية التي لا تعترف بتلك الشهادة، في ظل غياب تام للائتلاف الذي وضع المناهج أساساً ثم ترك الطلاب يتخبطون بين صعوبة التواصل والتعلم باللغات الأجنبية في لبنان، إضافة إلى اختلاف المناهج، وغلاء أقساط الجامعات اللبنانية، وما يزيد الطين بلة، أن معظم المدارس والمعاهد المخصصة لتعليم السوريين مهددة بالإغلاق نظراً لتوقف الداعمين عن تقديم المساعدات لها.
موقع أورينت نت تحدث مع مدير معهد إعداد المدرسين عبد الرحمن العكاري، ومع المحامي عزام المصري صاحب مشروع "طموح نساء سوريات".
مدير معهد إعداد المدرسين عبد الرحمن عكاري قال إن معهد إعداد المدرسين للطلاب السوريين في لبنان من حملة شهادة الثانوية العامة المعطاة من قبل الائتلاف، والذين لا تقبلهم الجامعات اللبنانية لأسباب سياسية، هو تحت إشراف ومتابعة وزارة التربية في الحكومة السورية المؤقتة، وهو يحتوي على 400 طالب ينقسمون إلى شعبتين: شعبة في طرابلس والأخرى في عرسال.
أما عن الاختصاصات التي تدرس في المعهد، فهي اختصاص معلم صف، ولغة إنكليزية، ولغة عربية.
وأسف عكاري لغياب التمويل عن المعهد، الأمر الذي يهدد بإغلاق أبوابه أمام الطلاب السوريين، فالمشروع يفتقد إلى جهة ممولة، ويعتمد على الدعم الذاتي من خلال رسوم الطلاب، والتي تكفي فقط لأجرة ثلثي المبنى، في حين يقدم الكادر التدريسي والإداري خدماته تطوعاً، وتابع عكاري: "نحتاج لتجهيزات، ورواتب للكادر، ومصاريف نثرية، وإكمال أجرة البناء."
مشروع "طموح نساء سوريات" المؤلف من خيمة مقسمة إلى قسمين، والتي يدرس فيها طلاب سوريون إضافة إلى أمهاتهم لغات أجنبية يواجه أيضاً خطر الإغلاق بسبب عدم قدرة صاحب المشروع المحامي عزام المصري على تكبد تكاليف إيجار الخيمة وتأمين القرطاسية للطلاب: "الخيمة التي استأجرتها مقسمة إلى قسمين، وهي موجودة في أحد مخيمات البقاع الغربي في لبنان، وقد جهزتها بأدوات بسيطة منها لوحين، وسجاد، وجهاز تدفئة.
عندما كان مسؤولو الأمم المتحدة يزوروننا للاستماع إلى مطالبنا ومساعدتنا، كان المترجمون العرب لا ينقلون الصورة الصحيحة لهم.
وبسبب غياب الثقة بين اللاجئين والأمم، قررت إطلاق مشروع "طموح نساء سوريات"، فاستأجرت الخيمة وكنت أنا شخصياً أدرس الطلاب، وبعد أن كبر عدد الطلاب، استعنت بمعلمات، وصرنا نعلمهم إلى جانب القراءة والكتابة واللغات، المهن.
كنت أدفع تكاليف المواصلات وإيجار الخيمة مني، إضافة إلى مصاريف الكهرباء والمياه.
استقبلنا أيضاً الأطفال الذيم لم تستقبلهم المدارس اللبنانية، وأطلقنا دورات محو الأمية. أيضاً كنا نأخذ الأطفال إلى أماكن ترفيهية بسيطة. المشروع الآن شبه متوقف لأنني لم أعد أستطيع تحمل التكاليف، وقد راسلت العديد من الجمعيات لدفع أتعاب المعلمات فقط، أو إيجار الخيمة، فقوبل طلبي بالرفض، وصاحب الخيمة يريدنا أن نسلمها له بعد أسبوعين.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش، قد أكدت في تقريرها الأخير حول تعليم الأطفال السوريين اللاجئين أن ملايين الدولارات من المساعدات التي تم التعهد بتقديمها للأطفال السوريين اللاجئين في المدارس لم تصل إليهم، أو وصلت متأخرة، أو لا يمكن تتبعها بسبب سوء ممارسات التوثيق.
التعليقات (1)