معارك الريف الحموي بين الهيئة وتنظيم داعش.. كيف بدأت وأين وصلت؟

معارك الريف الحموي بين الهيئة وتنظيم داعش.. كيف بدأت وأين وصلت؟
أثناء تنفيذ هيئة تحرير الشام هجوماً كبيراً على قرية أبودالي بريف ادلب الشرقي الجنوبي وبينما كانت ميليشيات نظام الأسد تنهار تمكن تنظيم "الدولة" من السيطرة بسرعة على مساحات كبيرة في ريف حماة الشرقي مما دفع بهيئة التحرير لتوجيه قواتها إلى هناك وخوض معارك عنيفة ضد التنظيم.

ويجمع المراقبون على أن التنظيم تلقى مساعدة من نظام الأسد الذي سمح له بالتحرك في المناطق التي يسيطر عليها لمسافة لا تقل عن 15 كيلو مترا مع أسلحته وآلياته العسكرية.

أثناء معارك أبودالي

شنت هيئة تحرير الشام هجوماً مكثفاً على قرية أبو دالي بالريف الشرقي الجنوبي لمدينة إدلب، حيث قامت الهيئة بتكثيف القصف على تلة المشيرفة أحد أكبر نقاط تمركز المليشيات الموالية للنظام.

وتمكنت الهيئة من السيطرة على تلة المشيرفة عقب اشتباكات مع مليشيات النظام استمرت ثلاثة أيام، كما تمكنت من السيطرة على عدة نقاط أهمها بلدة أبو دالي.

ومع انشغال هيئة تحرير الشام في معارك الريف الجنوبي الشرقي في إدلب، تمكن تنظيم داعش بمساعدة مليشيات النظام من الدخول إلى قرية الرهجان بالريف الشرقي، حيث دخل ما بين 300 و400 مقاتل من التنظيم، مدججين بثلاث دبابات وأكثر من عشرين آلية عسكرية.

فيما أكد قائد سرية المدفعية في تحرير الشام "أبو جعفر" لأورينت نت أن مليشيا نظام الأسد قامت بتسهيل عبور كامل لتنظيم داعش ومروره في مناطقها، إذ سار التنظيم مسافة لا تقل عن 16 كم في مناطق خاضعة لسيطرة مليشيات النظام.

بهدف وقف التقدم

وصرح القائد العسكري في هيئة تحرير الشام "الشيخ أحمد" أن التنظيم الذي عبر المناطق التي تسيطر عليها مليشيات النظام مع تقديم الأخيرة مساعدات كبيرة له، كان يهدف بشكل رئيسي لإرباك وإفشال تقدم مقاتلي الهيئة في معاركها بمحاور الطليسة وأبو دالي.

وشن تنظيم داعش بعيد وصوله المنطقة هجوم مباغت على نقاط رباط هيئة تحرير الشام في كل من الرهجان وسرحا والشاكوزية وعدة قرى في الريف الشرقي، أسفرت عن سيطرة التنظيم على مساحات واسعة في الريف الشرقي لحماه.

بينما أوقفت هيئة تحرير الشام معاركها في الريف الجنوبي الشرقي لإدلب وحماه، حيث عززت هيئة تحرير الشام قواتها في منطقة الريف الشرقي، عقب سيطرة داعش عليها، في محاولة من الهيئة أرسال مفاوضين إلى تنظيم داعش.

اعتقل المفاوضين!

في سياق ذي صلة أرسلت هيئة تحرير الشام ثمانية مفاوضين إلى أماكن تواجد تنظيم داعش، حيث قام التنظيم بأسر جميع المفاوضين، ما أنهى المفاوضات بشكل كامل، بين الهيئة والتنظيم.

وشنت هيئة تحرير الشام هجوماً واسعاً على أماكن تواجد تنظيم داعش، أسفرت عن تمكن الهيئة من استعادة السيطرة على أكثر من 15 قرية من يد التنظيم، أبرزها قرية الرهجان وأم ميال والشاكوزية.

كما تمكنت الهيئة من الاستيلاء على دبابتين لداعش، بالإضافة لتدمير دبابة ثالثة وعربة بي أم بي وعدة آليات أخرى، وقتل أكثر من 70 عنصراً للتنظيم، بالإضافة إلى أسر عدد من عناصر التنظيم.

فيما صرح أحد القادة العسكريين" رفض الكشف عن اسمه" أن تنظيم داعش أقدم على حرق آلياته ومعداته العسكرية في عدة قرى تابعة له، خشية ومخافة من سيطرة محتملة لهيئة تحرير الشام عليها، جراء المعارك بين الطرفين.

في المقابل أعاد تنظيم داعش أسرى هيئة تحرير الشام المفاوضين، في ظل المعارك المحتدمة بين الطرفين، إذ تشهد المنطقة معارك هي الأعنف من نوعها بعد سيطرة هيئة تحرير الشام عليها منذ أكثر من سنتين.

130 قرية تحت القصف الروسي

إنسانياً تشهد المنطقة الشرقية لريف حماه هجوماً مكثفاً من قبل طيران الاحتلال الروسي، حيث تقبع قرابة 130 قرية في ناحية الحمراء بريف حماه الشرقي تحت ضربات طيران الاحتلال الروسي.

وشن طيران الاحتلال الروسي خلال العشرة أيام الماضية أكثر من 200 غارة بالصواريخ الفراغية والعنقودية والارتجاجية على قرى وبلدات ريف حماه الشرقي، راح ضحيتها 11شهيدا وأكثر من عشرين جريحا بينهم نساء وأطفال.

كما استهدف طيران الاحتلال الروسي مدرسة في قرية ربدة ومخيم بالقرب من قرية الخالدية في ريف حماه الشرقي، دون أنباء عن إصابات.

وشهدت المنطقة حركة نزوح غير مسبوقة، حيث زاد عدد العائلات التي نزحت جراء الغارات والاشتباكات عن ألف عائلة، نزحوا باتجاه ريف إدلب الجنوبي الشرقي ومناطق صحراوية بالريف الشرقي لحماه.

يشار إلى أن ناحية الحمراء بريف حماه الشرقي تضم 130 قرية، متوسط عدد السكان في كل قرية بين 800 إلى 2500 نسمة، وتعتبر مناطق فقيرة، بنيت مساكنها بالطرق البسيطة، منها بيوت طينية  ومنازل اسمنتية تخلو من الدعائم (الركائز)، ما يجعلها أكثر عرضة للتهدم أثناء القصف.

وتتعرض المنطقة لقصف يومي، حيث تتعرض الطرق الرئيسية للقرى لغارات بالصواريخ الحرارية والرشاشات الثقيلة، لمنع وعرقلة حركة المدنيين وسيارات تحمل مواد غذائية، حيث يتم تبديل المقاتلات مرتين أو ثلاث حتى غياب مساء كل يوم، والنتيجة هي ضحايا من الناس الأبرياء وخسائر مادية كبيرة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات