خبراء للشباب: إياكم أن تعطوا أماكنكم في وسائل النقل العامة للعجائز!!

خبراء للشباب: إياكم أن تعطوا أماكنكم في وسائل النقل العامة للعجائز!!
للمدن الكبيرة في العالم مزايا وسلبيات، إذ للحياة في هذه المدن طابع يختلف عمّا هو في غيرها من المدن الصغيرة. ومع الازدحام وصخب الحياة تغدو وسائل النقل العامة حكايات تُروى بحدّ ذاتها، حكايات تحمل الشيء الكثير من الطرافة والدراما لمن يتمعّن بأسلوب انتظار المواطنين لوسيلة النقل وصعودهم إليها.

إسطنبول واحدة من المدن الكبيرة والمزدحمة في العالم، تتميز بطابعها الحضاري الممزوج بالعصري والقديم، وكل من يزورها بإمكانه ان يلحظ مدى مواكبتها لركب المدن المتطورة في العالم، ووسائل النقل العامة "الميترو، الميتروبوس، الترام واي، الحافلات، والأنفاق" واحدة من القطاعات التي شهدت تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة فيها.

لركوب وسائل النقل العامة في ظل الازدحام الكبير لمدينة إسطنبول قصص طريفة، فالمواطنون الذين نراهم بكامل أناقتهم، والفتيات اللواتي نراهن لطيفات، قد يتحولون وبشكل مفاجئ إلى عكس ما يظهرون عليه.

عندما تغدو وسائل النقل ساحة حرب نفسية 

حرب طاحنة تدور بين المواطنين مع اقتراب وسيلة النقل العامة -سواء أكان ترام واي أو ميتروبوس أو غيرهما- من الموقف الخاص بها، الجميع في حالة قنص وحذر، لغة التخاطب بين المواطنين في مثل هذه اللحظات الحاسمة تكون الأعين بدلا من الألسن، الجميع يريد أن يظفر بمقعد كي يجلس، ومع فتح أبواب وسيلة النقل أبوابها، فجأة يتحوّل الشاب الأنيق اللبق إلى مصارع، والفتاة اللطيفة والرقيقة في مثل هذه اللحظات تنسى نفسها بأنها أنثى، إذ تغدو أكثر شراسة، وتتحوّل إلى رجل، تحاول هي الأخرى أن تبذل كل ما بوسعها علّها تظفر بمقعد في ظل تهافت المصارعين على وسيلة النقل.https://orient-news.net/news_images/17_10/1508489425.jpg'>

للعجائز حالة خاصة بهم، فالعجوز التي قد تراها تسير في الشارع مسرعة والشرر يقطر من عينيها، ولربما همّتها تفوق همّة الشاب الذي بجوارها، فجأة وما إن تقطع بطاقة "الأكبيل"، وتدخل المحطة، تتحول إلى كائن لطيف ورقيق  -على عكس الشباب لحظة صعودهم الوسيلة- تغدو العجوز كائنا يستدعي الشفقة، حال لسانها يقول أرجوكم لا طاقة لي على الوقوف هل من "ابن حلال" يعطيني مكانه لأجلس.

بعد صعود وسيلة النقل، الحرب الطاحنة التي تحدّثنا عنها، تتحوّل إلى حرب نفسية ما بين الشباب والعجائز، فالشاب الأنيق الذي تحوّل إلى مصارع في أثناء الصعود فجأة يعود إلى أناقته ولباقته مع جلوسه على مقعد، والفتاة التي نسيت أنوثتها في أثناء صعودها هي الأخرى فجأة تستعيد لباقتها وظرافتها مع جلوسها هي الأخرى على مقعد، بينما العجوز التي كانت بكامل لطافتها ورقّتها، وضعفها وتعبها -كما كانت ترغب بأن توحي للشباب من حولها- فجأة تتحوّل إلى عجوز شمطاء، تنظر إلى الشباب الذين لا يبالون لوقوفها على قدميها -على الرغم من بلوغها من العمر ما بلغت- بنظرات لا تخلو من الحقد واللوم والعتاب، ولسان حالها يقول "يا حيف عالترباية"، وتشعر أنها تقول للجالس بدل يا ابن الحلال "يا ابن الـ....".

مع نظرات العجائز التي تحمل اللوم والعتاب، يكون أمام الشباب أحد الحلّين لا ثالث لهما، إما أن يعطي مقعده للعجوز ويتحمّل هو عناء الوقوف الذي قد يستمر لأكثر من نصف ساعة، أو أن يلجأ إلى حيلة تتمثّل في أن يحني رأسه قليلا إلى الأمام، ويضع سماعات جواله على أذنيه، ويرفع صوت الموسيقا الذي يغدو بالنسبة إليه حاجزا يحول بينه وبين العجوز، ومن ثم يخلد إلى النوم في تمثيلية منه لو أنّ مخرجا ما طلب منه في وقت آخر ألا يحرّك رموش عينيه كي يصوّر المشهد بإتقان، أظنّه لن يجيدها كما يجيدها في وسائل النقل العامة، في سعي منه كي يوهم العجائز بأنه متعب ونائم بالفعل.https://orient-news.net/news_images/17_10/1508489316.jpg'>

فكّروا مرتين قبل إعطاء أماكنكم للعجائز

ولكي يتخلص الشاب من عذاب الضمير الذي قد يجبره في بعض الأحيان للقيام من مقعده، وإعطائه لعجوز تستنجد به، أشار أستاذ من جامعة اوكسفورد بحسب صحيفة حرييت التركية، إلى أنّ قيام الشباب من أماكنهم، وإعطائها للعجائز أمر خاطئ، وأنّ الصواب هو أن تُترك العجوز تقف على قدميها!!!!!

"مير غراي" مستشار العيادة الصحية العامة في بريطانيا شدد على ضرورة أن يسير العجائز كل يوم ما يقارب 10 دقائق، داعيا كل من لديه قريب كبير في السن على تحفيزه للاستعانة بالسلالم بدلا من المصعد.

وقال غراي في حوار له مع صحيفة ذا صن: "مع زيادة عمر المرء عليه أن يزيد من نشاطه لا أن يخففها، ولذلك من الضروري تحفيز العجائز على الاستعانة بالسلالم بدلا من المصعد، وكذلك من الضروري بالنسبة إلى الشباب أن يفكروا مرّتين قبل أن يعطوا أماكنهم للعجائز، فوقوف العجائز على أقدامهم يعدّ نشاطا رائعا بالنسبة إليهم".

تتضافر الجهود يجعل العجائز أصغر من سنّهم الحقيقي

صحيفة "ذا بريتيش ميديكال" لفتت إلى أنّ تتضافر جهود المجتمع التي من شأنها أن تُشعر العجائز أنّهم نشيطون، سيخفف من احتياجات العجائز للخدمات الاجتماعية، وسيخفف من رغبتهم بالعيش منعزلين، وبالتالي سيواصلون حياتهم بنشاط أكبر".

وبحسب حرييت أفادت الأبحاث بأنّ النشاطات الرياضية التي يمارسها كبار السن تجعلهم أصغر من سنّهم الحقيقي بما يقارب 10 سنوات.

الخلاصة: بات بإمكان الشباب أن يؤدّوا تمثيلية نومهم مطمئنين ومرتاحي البال، من دون أن يشعروا بعذاب الضمير، فعدم إعطاء مقعدك للعجائز سيعود بالفائدة لهم حتى لو لم يعلموا هم بذلك، الحال في هذا الأمر "كالوالد الذي يعطي الدواء المر العلقم لطفله فيحاول الطفل جاهدا عدم التناول، إلا أنّ الأب ولعلمه بالفائدة يصرّ على إعطائه الدواء......

التعليقات (10)

    Mahmud

    ·منذ 6 سنوات 6 أشهر
    موضوع لاوقيمة له ويساهم في تعرية المجتمع من أخلاقه الرفيعة وأدبه. فلا شك أن كبيري السن لهم الأولوية في الجلوس ومعظمهم يشتكون من أمراض في أقدامهم أو ظهورهم أو ما شابه. ومن غير اللائق أبدا أن يبقى شاب جالساً نصف ساعة وأمامه عجوز يمسك العمود الحديدي أويتكئ على حائط واسطة النقل. أصلاً لم يبق لنا من أخلاقنا الجميلة مثل هذه العادات ؛ احترام الكبار والشعور بالآخر وإيثارهم عند حاجتهم، فهل تريدون قتل الشعور بالآخر تماما ونزع حتى هذا الأمر من عقول الشباب؟

    لا تعليق

    ·منذ 6 سنوات 6 أشهر
    اي والله مليت وانا عم اقرءها خير الكلام ماقل ودل مافي داعي لكل هالاسترسال بالشرح بس ع كل حال الله يجزيكن الخير

    ابو اسامه

    ·منذ 6 سنوات 6 أشهر
    للوقوف لمدة بسيطة قد يعود بالنفع ولكن ماذا أن كانت المسافه تتجاوز الثلث ساعه وقوف هل يستطيع العجوز تحمل ذلك ! خاصة اذا كان يعاني من دوالي الساقين او آلام الظهر التي تزداد شدتها مع الوقوف عجيب كيف نبرر لإنفسنا كي نسكت صوت الحق بداخلنا ونقطع الرحمة بأيدي من سكاكين .

    بسام عبد الكريم المصطفى

    ·منذ 6 سنوات 6 أشهر
    هههههه...تقرير رائع ...ولكن لانستطيع الا ان نرأف بهم.....

    زكريا صنونو

    ·منذ 6 سنوات 6 أشهر
    انا ارفض ان هذا النصح بعدم إعطاء المقعد للعجائز لأنه يوحي بعدم الاحترام ومن ناحية أخرى قد يسقط العجوزعلى الارض لأنه لا يحتمل الوقوف او انه مريض وانا مع ان ننصحهم ونوحفزهم على رياضة المشي

    عاصم

    ·منذ 6 سنوات 6 أشهر
    عن جد جد موضوع تافه ومافي جنس المروءة... مو هي العجوز ممكو تكون امك او ستك وبقص ايدي ازا بترضاها الها.

    كلمة حق

    ·منذ 6 سنوات 6 أشهر
    حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا، وَيَأْمُرْ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَ عَنِ المُنْكَرِ»:

    أحمد عامر

    ·منذ 6 سنوات 6 أشهر
    ترى كم هي كبيرة واسطة كاتب المقال حتى يتم نشر مقالته رغم كمية التفاهة الغير محدودة فيها

    eslam atef

    ·منذ 6 سنوات 6 أشهر
    انتا عبيط ولا فى ايه فى دماغك

    Mm

    ·منذ 6 سنوات 6 أشهر
    نشر هكذا مقال اعتبره هفوة لوسيلة إعلامية كبيرة ومحترمة،احترمها واقدرها كثيرا
10

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات