الغوطة الشرقية.. ما بين حصار الأسد والإتاوات والأسعار الخيالية

الغوطة الشرقية.. ما بين حصار الأسد والإتاوات والأسعار الخيالية
تعاني الغوطة الشرقية ارتفاعاً في أسعار المواد الأولية، وشح كبير في المستلزمات الأساسية من الأسواق، وذلك بعد توقف دخول المواد من المعبر الوحيد للغوطة الشرقية "مخيم الوافدين" لتدخل مدن وبلدات الغوطة الشرقية حصاراً خانقاً.

وجاءت موجة الغلاء صادمة للمدنيين في الغوطة الشرقية، الذين كانوا ينتظرون تطبيق بنود الاتفاق بين روسيا والفصائل، الذي تم في القاهرة في شهر تموز من العام الجاري، والذي نص على وقف الاقتتال وإيقاف إطلاق النار بشكل كامل، وعدم دخول قوات النظام أو حليفة له إلى الغوطة الشرقية، وفتح معبر "مخيم الوافدين" لعبور المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية وتنقل المدنيين، لتكون الأمور عكس ما تم الاتفاق عليه بإغلاق المعبر الوحيد وقصف النظام المتواصل لمدن وبلدات الغوطة بشكل يومي. 

ارتفاع الأسعار بشكل كبير

فالأسعار ارتفعت بشكل جنوني وغير مألوف لتصل لعشرات الأضعاف ما بين ليلة وضحاها، فقد بلغ كيلو الرز 1850 ليرة سورية، وجرة الغاز 80 ألف ليرة سورية، وسعر اشتراك الكهرباء من المحولات المتوفرة هو 1750 ليرة سورية للكيلو الواحد فقط، وارتفع سعر السكر لـ 4300 ليرة سورية، فيما سعر لتر البنزين الواحد ما يقارب 7 آلاف ليرة سورية.

 

وفي حديث مع محمد رمضان من أبناء مدينة دوما، قال "إن الأسعار ارتفعت في ظل الإشاعات التي تتداول ما بين المدنيين بين الحين والأخر وهو دخول تاجر الفلاني بعد عدة أيام وسيدخل المواد بسعر قليل وإتاوته خفيفة، لتكون النتيجة هي عدم دخول التاجر وتكذيب الخبر لترتفع الأسعار بشكل جنوني مرة أخرى".

 

وفي السياق ذاته يعيش أبناء الغوطة على معلومات غير مؤكدة يتم تداولها ما بين الناشطين عن وجود إتاوات ما بين التجار الذين سوف ترسي عليهم المناقصات، تارة بإتاوة تصل لـ800 ليرة سورية، وأخرى تصل لـ1300 ليرة سورية، في ظل معلومات مجهولة يتم بثها داخل مدن وبلدات الغوطة الشرقية عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي.

تجار حرب

وتداول ناشطون أن اتفاقا أبرم ما بين النظام وأحد التجار والذي يدعى "وسيم القطان " بقيمة ١٠ مليارات ليرة سورية لكمية 5000 طن من المواد الغذائية سوف تدخل للغوطة الشرقية، لتصبح الإتاوة في تسعيرتها الجديدة حوالي 2000 ليرة سورية، ويكون النظام بموجبه وضع تأميناً مالياً لصالح قواته المسلحة بدفع رواتبها لسنوات قادمة من أموال أهل الغوطة الشرقية، بموجب هذا العقد الجديد.

 

وردا على ارتفاع الأسعار خرجت مظاهرة في مدينة دوما أمس الأحد، طالبت المسؤولين بمحاسبة تجار الدماء والغلاء، كما نددوا بالحصار المفروض على غوطة دمشق، وطالبوا المجتمع الدولي الضغط على النظام لفتح المعابر وتحقيق مخرجات خفض التصعيد بفتح الممرات بفتح الممرات وإدخال الغذاء والدواء دون ضرائب واتاوات، وأكدوا أن الإتاوات المفروضة لم تكن من ضمن بنود الاتفاق الأخير، والتمسك بمبادئ الثورة وإسقاط النظام.

يذكر أن آخر قافلة مساعدات دخلت إلى الغوطة الشرقية في 17 آب الماضي، وهي القافلة الرابعة التي تدخل إلى الغوطة الشرقية منذ توقيع الفصائل اتفاقاً مع روسيا، والأولى بينها كانت قافلة مساعدات روسية "تجريبية" مؤلفة من شاحنات محدودة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات