صحيفة تركية.. لهذه الأسباب أنقرة تولي إدلب أهمية كبيرة

صحيفة تركية.. لهذه الأسباب أنقرة تولي إدلب أهمية كبيرة
تشهد الحدود التركية-السورية منذ يومين تحرّكا عسكريا كبيرا للقوات المسلحة التركية، وذلك على خلفيّة دخول أرتال عسكرية لفصائل المعارضة بدعم من القوات المسلحة التركية إلى مدينة إدلب، فيما أعلن الجيش التركي في وقت لاحق عن بدء الأنشطة الاستطلاعية لتأسيس نقاط مراقبة لخفض التصعيد في المدينة.

ما هي أهمية مدينة إدلب بالنسبة إلى تركيا؟ سؤال يجيب عنه الكاتب والإعلامي "حسن أوزتورك" في مقال جاء بعنوان "تركيا في مدينة إدلب لسببين اثنين" ، نشرته صحيفة "يني شفق التركية، ترجمته أورينت نت، أورد فيه الكاتب الأسئلة التي طرحها على الرئيس أردوغان خلال رحلة عودة الأخير في 3 أيار / مايو من روسيا.

وعن الأسئلة التي طرحها أوزتورك للرئيس التركي يقول:  "سألته يومها، هل من الممكن أن تبدأ تركيا بعملية عسكرية شبيهة لدرع الفرات في إدلب؟ أو هل من الممكن أن نرى العلم التركي في مدينة إدلب كرد على أمريكا التي رأينا بعض جنودها وهم يضعون شعار PYD على أكتافهم؟.

تركيا دولة ضامنة لإدلب في مباحثات أستانة

وأشار  الكاتب إلى أنّ كلّا من روسيا وإيران وتركيا اتفقوا على إعلان إدلب مدينة خفض تصعيد، يمنع استخدام الأسلحة فيها، وكذلك تحليق الطيران الجوي، وذلك وفقا لما آلت إليه مباحثات أستانة، موضحا أنّ تركيا كانت دولة ضامنة لإدلب خلال المباحثات، إذ قال أردوغان في هذا الصدد: "في حال تم تطبيق قرار إعلان إدلب منطقة خفض نزاع، فإن 50 بالمئة من المشاكل ستحل في سوريا".

ولفت أوزتورك إلى أنّ مدينة إدلب يعيش فيها الآلاف من المدنيين ممن فرّوا من قصف النظام في حلب، موضحا أنّ أعدادا كبيرة من الإرهابيين تسللوا أيضا إلى إدلب وما زالوا يعيشون فيها، مؤكدا أنّ هذه أمور تدفع بتركيا إلى التفكير بجديّة تامة حيال إدلب.

تركيا لهذين السببين في إدلب

وأوضح الكاتب أنّ تركيا تتعامل بحساسية تجاه مدينة إدلب وذلك لسببين اثنين، أولهما إنساني، وثانيهما يتعلق بقيضة الوجود.

وفي هذا السياق قال الكاتب: "السبب الأول لتوجّه تركيا نحو إدلب هو إنساني، إذ يعيش فيها أعداد كبيرة ممن فرّوا العام المنصرم من مدينة حلب، ولذلك عرضت تركيا منذا اليوم الأول بناء مجمعات سكنية لهؤلاء بهدف إيوائهم، والسبب الثاني هو لكون مدينة إدلب تحمل أهمية استراتيجية بالنسبة إلى تركيا، إذ بات الأمر بالنسبة إلى تركيا متعلقا بقضية الوجود، وذلك لاحتمالية تحوّل إدلب إلى منطقة يتسرّب منها الإرهابيون نحو تركيا بسهولة، ولا سيّما في حال حدوث موجة لجوء جديدة".

تركيا لن تسمح بممر إرهابي

وأضاف الكاتب أنّ بلاده لن تسمح بممر إرهابي على حدودها الجنوبية، لافتا إلى أنّها أكدّت مرارا على ذلك، موردا ما صرّح به الرئيس أردوغان في هذا الصدد خلال عودته من إيران حين قال: "قلتها للرئيس الأمريكي ترمب بصراحة، إن كنتم ترغبون بإنشاء ممر إرهابي على الحدود الجنوبية لتركيا فلن نبقى متفرجين حيال ذلك".

وأردف أوزتورك أنّ روسيا هي التي ستتولى السيطرة خارج إدلب، فيما ستتولى تركيا السيطرة في الداخل، موضحا أنّ هذا الأمر يحمل ميزتين اثنتين بالنسبة لكلا الطرفين:

الأول: التقليل من احتمالية المواجهة بين القوات التركية وقوات النظام.

الثاني: منع عناصر PYD من التسلل من عفرين إلى إدلب.

واختتم أوتورك مقالته منوّها إلى أنّه خلال السعي نحو  تحقيق الاستقرار في إدلب، سيتم السعي إلى عزل مدينة عفرين.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات