الطيران الروسي يدمر مداجن إدلب بشكل ممنهج

             الطيران الروسي يدمر مداجن إدلب بشكل ممنهج
شنت الطائرات الحربية الروسية والطائرات التابعة لنظام الأسد مئات الغارات الجوية في الأيام الماضية على ريفي إدلب وحماة، مما أدى إلى تدمير عدد كبير من المرافق العامة من بينها المشافي ومراكز الدفاع المدني ومحطات تحويل الكهرباء، كما أدى القصف لاستشهاد عشرات المدنيين وجرح العشرات.

وركزت الطائرات الحربية قصفها على المداجن التي تعود ملكيتها للأهالي الذين يربون الدواجن والأبقار مما أدى إلى تدمير 6 مداجن بشكل كلي وواحدة بشكل جزئي بينها 3 بالقرب من بلدة حاس بريف إدلب الجنوبي و3 بالقرب من منطقة احسم في جبل الزاوية.

ويقول وليد الأكرم (27عاماً) وهو صاحب أحد المداجن لأورينت نت، إنه قام بتربية دفعة من الدجاج (تقريباً4000 صوص)، قبل بدء الغارات الجوية الروسية، وبعد الاستهداف للمداجن بدأ بطرح الدجاج في السوق من أجل التخلص منه قبل استهداف المدجنة التي يربي فيها الدواجن ويخسرها بشكل كامل.

وأوضح الأكرم، بأنهم يقومون  باستيراد الصوص بعمر يوم واحد من تركيا بسعر يتراوح بين 350 300 ليرة سورية أي ما يساوي 60 سنتا من الدولار للصوص الواحد، كذلك يلزمه الأدوية  لتربية الصيصان، فيما يباع الكيلو اليوم في السوق بـ400 ليرة سورية مما يضاعف الخسارة.

وأشار المصدر، إلى أن خسارة مربي الدواجن وأصحاب المحلات التجارية تقدر بعشرات الملايين في المناطق المحررة حيث أن أسعار الدواجن تتراوح بشكل يومي بسبب الطرح الكبير بالسوق خوفاً من قصفها، فيما سيؤدي هذا الأمر لاحقاً إلى تضرر الثروة الحيوانية بشكل كبير، حسب قوله.

ويوجد في محافظة إدلب مساحة كبيرة تستخدم كمداجن تتبع للقطاع الخاص، حيث توجد مئات المداجن في شتى أنحاء المحافظة وتشكل مردوداً اقتصادياً لعدد كبير من السكان، حيث تعمل مئات العائلات في المداجن وأصبحت بعضها اليوم عاطلة عن العمل بعد القصف الروسي.

https://orient-news.net/news_images/17_9/1506676832.jpg'>

نهاد العيسى (30 عاماً) كان يعمل هو وعائلته في أحد مداجن الدجاج وقد ترك عمله وعاد إلى منزله خوفاً على أطفاله من استهداف الطيران قائلاً : " كنت أتقاضى مبلغاً يقدر ب50 ألف ليرة سورية بشكل شهري بالإضافة إلى مستلزمات المعيشة التي تؤمن لي من قبل صاحب المدجنة مقابل عملي مع عائلتي بشكل مستمر".

ويضيف العيسى لأورينت نت، بن المداجن الثلاث القريبة من مكان عمله قد تهدمت بشكل كامل، مما دعاه إلى ترك العمل خوفاً على أطفاله، مما جعله عاطلاً عن العمل وبدون أي مدخول شهري لأنه لا يملك أي مهنة أخرى يعمل بها سوى العمل ضمن هذه المهنة.

تدمير ممنهج

ومنذ دخول قوات النظام إلى محافظة إدلب تم إغلاق أكثر من 80 بالمائة من المداجن خلال السنوات الأربعة الماضية بسبب احتلال عناصر النظام لعدد من تلك المداجن وتحويلها إلى مقرّات، في حين قصفت باقي المداجن، إلا أن قسما كبيرا منها عاد للعمل بعد استيراد المواد الأولية من تركيا.

وفي هذا السياق، يقول تاجر الدجاج أبو معتز، إن تربية الدواجن تستفيد منها  أكثر من 1000 أسرة تعتمد على العمل في المداجن لتأمين قوتها اليومي وخصوصاً بعد تحول قسم من عمال مواد البناء إلى العمل في هذه المهنة بعد توقف أعمالهم نتيجة إغلاق المعبر التركي.

https://orient-news.net/news_images/17_9/1506676866.jpg'>

وأكد أبومعتز، بأن القصف الروسي على المداجن هو للقضاء على أي مشروع في المناطق المحررة يمكّن الناس من العمل والاعتماد على أنفسهم إضافة إلى إلحاق الضرر بهذا القطاع بعد ازدهاره في المناطق المحررة، وخصوصاً بعد تحول المنظمات الإنسانية للعمل في هذا القطاع كمشاريع تنموية من أجل دعم المحتاجين.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات