استفتاء كردستان.. حملات تهديد ووعيد متواصلة من قبل "جيران الإقليم"

استفتاء كردستان.. حملات تهديد ووعيد متواصلة من قبل "جيران الإقليم"
يحبس العالم أنفاسه خلال الساعات القليلة القادمة، بانتظار ما سيخرج من صناديق الاستفتاء التاريخي في إقليم كردستان العراق، الذي يتوقع أن يفوز فيه أنصار انفصال الإقليم عن العراق، وذلك على وقع ازدياد حدة حملات التهديد والوعيد من قبل "جيران الإقليم" الرافضين لخطوة الانفصال، وسط قلق دولي.

استفتاء على وقع التوتر

وانتهت عملية التصويت التي جرت أمس الإثنين، وسط توتر لم تشهد له مثيل في العلاقات بين الإقليم العراقي وكل من بغداد ودول الجوار، بالإضافة إلى الولايات المتحدة، الحليف الأبرز والأهم على مدى سنوات للسلطات في أربيل.

وفور انتهاء عملية التصويت، بدأت عملية فرز الأصوات في الاستفتاء الذي أجراه إقليم كردستان على مسألة انفصاله عن العراق، في حين أعلنت المفوضية العليا للانتخابات المستقلة في الإقليم أن نسبة المشاركة في الاستفتاء تخطت 72 في المائة.

ولفتت المفوضية إلى أن أكثر من 93% من الذين شاركوا في الاستفتاء الذي نظم الاثنين في الإقليم الكردي صوتوا لصالح الانفصال عن الدولة العراقية.

العراق: الاستفتاء "غير دستوري"

في هذه الأثناء، أكد رئيس حكومة بغداد حيدر العبادي اليوم الثلاثاء أن الحكومة العراقية غير مستعدة لمناقشة نتائج الاستفتاء ولن تتعامل معه، موضحاً أن الاستفتاء "غير دستوري"، وقد تم من دون اعتراف دولي أو إذن محلي.

وأضاف العبادي في كلمة بثها التلفزيون العراقي أن الحكومة ستصعد من إجراءاتها بحق المسؤولين عن الفوضى والفتنة، لتحميل من قاموا بالاستفتاء المسؤولية وليس المواطن الكردي، معتبراً أن "حماية كل المواطنين في كردستان مسؤوليتنا".

وأكد أن الاستفتاء تخللته "عمليات تهجير وتلاعب وتهديد للمواطنين بالقوة للتصويت بنعم".

في سياق آخر، اعتبر العبادي أن الأولويات هي القضاء على تنظيم داعش، واستعادة الأراضي العراقية كافة التي يسيطر عليها بحسب وصفه.

أردوغان يتهم بارزاني بـ"الخيانة" ويتوعد أكراد العراق بالمجاعة

من جهته، اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، بالخيانة لقراره تنظيم الاستفتاء على انفصال الإقليم دون الإصغاء إلى موقف أنقرة.

وذكر أردوغان اليوم الثلاثاء في خطاب أدلى به أثناء حفل افتتاح العام الأكاديمي، أن أنقرة كانت تتوقع حتى آخر لحظة ألا يرتكب بارزاني هذا الخطأ، غير أن هذه التوقعات لم تتحقق. 

وشدد الرئيس التركي على أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة للرد على الاستفتاء، بدءا من العقوبات الاقتصادية وصولا إلى الإجراءات العسكرية في الجو وعلى الأرض، متوعداً أكراد العراق بالمجاعة عبر منع شاحناتهم من العبور عبر الحدود التركية.

وقال "عندما نبدأ بفرض عقوباتنا (على إدارة إقليم كردستان العراق) ، لن يبقى بأيديهم أية مصادر للدخل، حينئذ ماذا يمكن لإسرائيل أن تقدم لهم؟!

وأشار أردوغان إلى الاستفتاء على استقلال إقليم كوسوفو، قائلا إن هذا الإقليم لم يصبح عضوا في المجتمع الدولي، بالرغم من الاعتراف به من قبل 114 دولة، وتساءل: "من سيعترف باستقلال كردستان العراق باستثناء إسرائيل؟".

وأكد الرئيس التركي مرة أخرى موقف بلاده الرافض للاستفتاء "غير الشرعي"، مكررا مرة أخرى تهديده بإغلاق صنبور نفط الإقليم الكردي.

ومن المعروف، أن مئات الآلاف من براميل النفط يصدرها إقليم كردستان يومياً عبر ميناء جيهان التركي، بعد مشروع مشترك مدت تركيا بناءً عليه خط أنابيب يربط بين الإقليم والميناء المتوسطي.

واشنطن خائبة: ندعم عراقاً موحداً وفيدرالياً وديمقراطياً

بدورها، حذّرت الولايات المتحدة من أن الاستفتاء حول انفصال إقليم كردستان عن العراق "سيزيد من انعدام الاستقرار والمصاعب" في المنطقة، مؤكدة أنها أصيبت بـ"خيبة أمل عميقة" بسبب الاستفتاء الذي أجراه الإقليم في تحد للمجتمع الدولي بأسره.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن "الولايات المتحدة تشعر بخيبة أمل عميقة بسبب قرار حكومة إقليم كردستان إجراء استفتاء أحادي الجانب على الاستقلال اليوم، بما في ذلك في مناطق خارج إقليم كردستان".

وأضافت في أن "العلاقات التاريخية بين الولايات المتحدة والشعب الكردي لن تتغير على ضوء الاستفتاء غير الملزم الذي جرى الاثنين، لكن باعتقادنا فإن هذه الخطوة ستزيد من انعدام الاستقرار والمصاعب بالنسبة إلى إقليم كردستان وسكانه، وسيعقد بدرجة كبيرة العلاقات بين حكومة إقليم كردستان والحكومة العراقية والدول المجاورة".

ولفتت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية في بيانها إلى أن الحرب ضد تنظيم داعش "لم تنته، والتنظيمات المتطرفة تسعى لاستغلال انعدام الاستقرار والخلاف".

وأضافت: "نعتقد أنه يتعين على جميع الأطراف أن ينخرطوا بطريقة بنّاءة في حوار من أجل تحسين مستقبل كل العراقيين"، مشددة على أن "الولايات المتحدة تدعم عراقاً موحداً وفيدرالياً وديمقراطياً ومزدهراً".

وردا على سؤال بشأن استفتاء كردستان، أكد البيت الأبيض أن أميركا تأمل في وجود عراق موحد لتدمير "داعش" والتصدي لإيران.

الأمم المتحدة "قلقة"

وبموازاة ذلك، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاثنين عن قلقه إزاء احتمال أن يسفر الاستفتاء حول استقلال إقليم كردستان إلى "زعزعة الاستقرار".

ودعا غوتيريش بغداد وسلطات إقليم كردستان إلى حل خلافاتهم عبر الحوار، مشدداً على "احترامه سيادة العراق ووحدة أراضيه".

كما حض سلطات الإقليم على ضمان أن بعثة الأمم المتحدة في العراق "سيسمح لها بالاستمرار دون أي عراقيل".

إيران تغلق أجواءها مع إقليم كردستان العراق

وكانت إيران قد أغلقت أجواءها مع إقليم كردستان العراق احتجاجا على إجراء إدارة الإقليم استفتاء للانفصال عن العراق. 

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي إن إغلاق طهران للمجال الجوي أمام الإقليم جاء استجابة لطلب من الحكومة العراقية.

ووصف قاسمي الاستفتاء الذي ينظمه الإقليم رغم معارضة بغداد ودول مجاورة، بأنه "غير قانوني وغير مشروع".

ولاحقا قالت الخارجية الإيرانية في بيان إن استفتاء كردستان العراق قرار متعجل، وإن طهران تعارضه ولا تعترف بنتائجه.

بالتزامن مع الحراك السياسي والاقتصادي الإيراني، أعلنت ميليشيات الحرس الثوري مناورات برية على الحدود المتاخمة لتركيا وكردستان العراق، كما نسب إلى قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، قاسم سليماني، بأنه لن يردع ميليشيا الحشد من الهجوم على قوات البيشمركة بعد الآن.

نظام الأسد يرفض الاستفتاء

في دمشق، أعلن وزير خارجية النظام "وليد المعلم"، الإثنين، رفضه الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان عن العراق بشكل قاطع

وشدد المعلم، في حديث خاص لقناة "RT" الروسية، على أن "سوريا تدعم وحدة العراق" بحسب زعمه، بينما وصف نائبه "أيمن سوسان" الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان بشمال العراق بأنه "باطل أصلاً ومضموناً".

التعليقات (1)

    بسام احمد

    ·منذ 6 سنوات 6 أشهر
    ياعمي اتزكوا الجماعة لحالن شو اجاهن من ورا العرب انظروا الى حال الشعوب العربية من المحيط للخليج شي بيرفع الضغط المهم المراة تقود السيارة والباقي تفاصيل والدماء تسيل. ولاحول ولاقوة الا بالله .
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات