موسكو تتحدى خطوط واشنطن الحمراء من جديد

 موسكو تتحدى خطوط واشنطن الحمراء من جديد
سادت قناعة في الفترة الماضية أن نهر الفرات سيشكل خط فصل بين مناطق سيطرة موسكو وواشنطن في الشرق السوري، بل إن بعض المتابعين أكدوا وجود اتفاق بين العاصمتين بحيث تلتزم موسكو بمنع نظام الأسد وإيران من التقدم إلى الضفة الشرقية، ولكن ما قامت به موسكو يوم أمس الثلاثاء بالسماح لبعض عناصر ما يعرف بميليشيا "الفيلق الخامس"، التي تستخدم اسماً دعائياً "صائدو الدواعش"، بعبور الفرات والتهليل لهذه الخطوة عبر إعلامها أسقط عملياً تلك النظرية وأظهرت موسكو مرة أخرى أنه لا يمكن الوثوق بتعهداتها كما قال الباحث "تشارلز ليستر" في حسابه على تويتر.

استراتيجية ساذجةhttps://orient-news.net/news_images/17_9/1505916956.jpg'>

ويقول ليستر في سلسلة تغريدات أعقبت عبور عناصر الأسد للفرات إن "الولايات المتحدة اعتقدت أنها حصلت على صفقة جيدة مع روسيا تمنع الأسد من الوصول إلى مناطق شرق الفرات الغنية" ويعتبر هذا الاتفاق هو الأحدث بين سلسة من الاتفاقيات التي عقدتها واشنطن وتعتمد بشكل أساسي على ثقتها بأن الثلاثي "روسيا وإيران والأسد" سيحترمون هذه الاتفاقيات، ويذكر ليستر بأن الغارة التي شنتها مقاتلات روسية ضد أهداف لميليشيات "قسد" التابعة لواشنطن لم تكن الأولى ضمن الاختراقات الروسية والإيرانية للاتفاقيات والتفاهمات المعقودة مع واشنطن، ويعتبر أن التجاوز الأخير الذي قامت به ميليشيات الأسد بعبور الفرات يشكل تحدياً لواشنطن وقسد، ويختم ليستر تغريداته بأن "موسكو وطهران ودمشق يضحكون الآن من الاستراتيجية الأمريكية التي تبين أنها ساذجة وقصيرة النظر".

ما خطورة عبور الفرات

من جانبه يرى الباحث الأمريكي " أندرو جيه. تابلر" في معهد واشنطن للدراسات أن هذه الخطوة قضت على الفكرة القائلة بأن نهر الفرات يمكن أن يكون بمثابة خط تجنّب المواجهة قابل للتطبيق في الوقت الذي ينهار فيه تنظيم "داعش"، مثلما فَصَل نهر إلْبيه (Elbe) القوات الروسية والأمريكية في أوروبا في ختام الحرب العالمية الثانية. 

وعبور الفرات سيزيد من احتمال المواجهة بين الوكلاء أو حتى بين القوات الأمريكية والروسية، كما يرى تابلر الذي يضيف بأن الخطورة الكبرى في سيطرة وكلاء إيران، على حقول النفط والغاز المحلية، التي يمكن استخدامها لتمويل إعادة الإعمار.https://orient-news.net/news_images/17_9/1505916981.jpg'>

كما أن حصول القوات الروسية والقوات الموالية للأسد على رأس جسر على الضفة الشرقية، يعني احتمال اغلاق الطريق الرئيسي الواصل بين الشمال والجنوب على ذلك الجانب من النهر، مما يجبر قسد على الاستمرار في الضغط على "وادي نهر الخابور" الخاضع لسيطرة تنظيم "داعش" من أجل الوصول إلى حقول النفط إلى الجنوب.

ويحذر تابلر من أن فرص استيلاء قسد، وواشنطن بالتالي، على مناطق الطاقة والزراعة الكبرى جنوب دير الزور ستصبح ضعيفة بحال عبور روسيا للفرات، وهذا يعني، بحسب تابلر، فقدان الكثير من نفوذهما على نظام الأسد وإيران وروسيا في أي تسوية سياسية في سوريا. 

كما أن استيلاء وكلاء موسكو على الضفة الشرقية سيؤدي إلى جلب إيران خطوة أقرب نحو هدفها المعلن المتمثل في إنشاء جسر بري بين العراق وسوريا، مما يمنح خامنئي وسيلة أخرى يتمكن من خلالها نشر القوات والأسلحة في المناطق المحاذية لتلك التي يسيطر عليها حلفاء الولايات المتحدة. 

ضعف أم مباركة

كان الضعف الأقرب للتواطؤ هو السمة العامة لردات الفعل الأمريكية على خرق الاتفاقيات في سوريا من قبل روسيا وإيران، حيث تراجعت واشنطن بشكل مستمر عن تهديداتها وسمحت للرعونة الروسية بالإثمار دون عقاب، ويبدو سيناريو التنف حالياً هو الأقرب للحصول في دير الزور، حيث استولت الميليشيات الإيرانية بدعم روسي في التنف على المناطق المحاذية للقاعدة الأمريكية هناك ووصلت إلى الحدود العراقية دون أي ردة فعل من واشنطن.

اتضح في الشهور القليلة بحسب مراقبين أن استمرار تنظيم داعش طيلة الفترة السابقة كان مقصوداً لمنع تحرير هذه المناطق من قبل الجيش الحر السوري، فعملية الاستلام والتسليم التي تتم الآن تظهر بوضوح الدور الوظيفي للتنظيم، فهو حافظ على آبار النفط بعيداً عن السوريين، أصحابها، ومنعهم من الاستفادة من ثروات بلادهم، فيما حافظ عليها سليمة ليعيد تسليمها الآن لنظام الأسد.

التعليقات (1)

    سليم ياسين

    ·منذ 6 سنوات 6 أشهر
    من يومين أتحفنا الفاشيون الجدد في موسكو بتمثال لمخترع أكبر سلاح إرهابي ... بندقية كلاشنيكوف ... ليت روسيا استطاعت أن تقدم شيء لرفاهية الإنسان بدل أدوات القتل والموت. فلم نسمع أن روسيا طورت سيارة أو تلفوناً ذكياً أو طائرة لأهداف إنسانية ...
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات