صحيفة تركية: هل يكفي إعلان إدلب منطقة "خفض نزاع"؟

صحيفة تركية: هل يكفي إعلان إدلب منطقة "خفض نزاع"؟

انتظر كثير من المراقبين بحالة من التوتر والقلقِ نتائجَ مؤتمر أستانا 6 الذي انعقد الأسبوع المنصرم، والذي أكّد من خلال القرارات التي خرج بها على جعل مدينة إدلب منطقة خفض توتر ونزاع، ولا سيّما مع انتقال السيطرة في إدلب خلال الآونة الأخيرة، عقب الخلافات التي حصلت بين الفصائل إلى يد هيئة "تحرير الشام".

هل يكفي إعلان مدينة إدلب منطقة خفض توتر؟ ما هي المناطق التي يجب أن تُعلن إلى جانب إدلب كمناطق خفض نزاع؟ ما الأسباب التي قلّلت من أهمية مباحثات أستانا؟ ما الذي يجب على تركيا فعلُه على غرار روسيا وأمريكا؟ كيف يمكن الحيلولة دون الوقوع في مطب التضليل الإعلامي بالنسبة إلى المراقبين في الخارج والداخل؟ أسئلة تجيب عنها مروة شيفنام أوروج" الكاتبة والإعلامية لدى صحيفة يني شفق التركية، في مقال ترجمته أورينت نت.

الخوف من تكرار سيناريو حلب في إدلب

أشارت "أوروج" إلى أن الرأي العام التركي ينظر إلى الذريعة التي تحاول الولايات المتحدة الأمريكية دخول سوريا من خلالها، والتي تتلخص بـ تطهير المناطق السورية من الإرهاب المتمثل بـ هيئة أحرار الشام الامتداد لـ "تحرير الشام"، على أنّه ليس سوى وسيلة من قبل أمريكا لدعم PKK/PYD وتمكينهما من السيطرة على المناطق الحدودية، لافتة -أوروج- إلى أنّ التطورات الأخيرة التي شهدتها مدينة إدلب في الآونة الأخيرة ولّدت خوفا لدى الأهالي في الداخل، والمراقبين في الخارج من تكرار سيناريو حلب في إدلب، والخوف من عملية قصف محتملة من قبل النظام بدعم روسي وإيراني.

ضعف المعارضة السورية وانقسامها

وذهبت الإعلامية في مقالها إلى أنّ السبب الأوّل الكامن خلف خلق المناخ المتوتر والقلق الذي أحاط بالمراقبين في الداخل والخارج يعود إلى انقسام المعارضة السورية، الذي أدّى بالشعب السوري إلى التململ من الصراعات والخلافات التي فسّرها على أنّها سبب في عودة سيطرة النظام على كثير من المناطق، وأمّا السبب الثاني هو كون الإعلام التركي حاول نقل ما يحدث على الساحة السورية من منظور واحد فقط، والذي أدّى في كثير من الأحيان إلى تضليل الرأي العام.

ولفتت أوروج إلى أنّ السببين السابقين خففا من أهمية الدور الذي تؤديه مباحثات أستانا.

لن يستمر بقاء الأسد طويلا

وبحسب الكاتبة الأسباب التي أدّت إلى ضعف المعارضة السورية هي كالتالي: "الوقوع في فخ عبارة "أصدقاء سوريا"، والتي حاول بعض الدول من خلالها استمالة المعارضة التي ترغب بها أو التي تشبهها نحوها، مما أدى إلى خلق تنافس بين جماعات المعارضة، وبالتالي إلى انقسامها وضعفها شيئا فشيئا، ولا سيّما مع بدء تسلّل عناصر من المخابرات السورية إلى داخل المعارضة.

وأمّا السبب الثاني بحسب الكاتبة هو بحث الجماعات المعارضة -أسوة بالتأييد الذي تلقّاه النظام من إيران وحزب الله- عن تأييد خارجي، وقبولها بالقتال ضد النظام إلى جانب جماعات وصفت في كثير من الأحيان على أنّها متطرفة، الأمر الذي أدّى بالمتطرفين القادمين من الخارج إلى طرد أصحاب الأرض الحقيقيين.

ولفتت أوروج إلى أنّ الثورة السورية على الرغم من الخسائر التي تكبّدها الثوار، وعلى الرغم من عدم وجود نضج لديهم في القيام بمظاهرات فضلا عن القيام بثورة ضد النظام، إلا أنّها تمكنت -الثورة السورية- من تحقيق أمور في غاية الأهمية ألا وهي "التأكيد على أنّ للمعارضة رأي فيما يخص مستقبل سوريا، بالإضافة إلى أنّها ستحول دون تمكين المخابرات من السيطرة على أدمغة الأجيال القادمة، ولهذين السبيين وإن كان الأسد يبدو اليوم على أنّه باق، إلا أنّ بقاءه لن يستمر طويلا".

ليست إدلب فقط وإنما عدد من المدن الأخرى

وأكّدت أوروج على ضرورة إعطاء مرحلة مباحثات أستانا أهمية كبرى، وعدم الخروج بإعلان إدلب فقط كمنطقة خفض توتر، وإنما العمل على إعلان كلّ من "درعا والقنيطرة والرستن وتلبيسة أيضا كمناطق خفض نزاع وتوتر،  وإرسال ممثل لتركيا يتجول مع الجماعات التي تقوم بدوريات على امتداد اللاذقية وحماة وحلب".

لن تصر روسيا على بقاء الأسد

نوّهت أوروج إلى أهمية اعتراف روسيا بدور المعارضة السورية في إنشاء مستقبل سوريا، مضيفة: "أنّ قبول روسيا الآني بنظام حزب البعث لا يعني بالضرورة إصرارها على بقاء الأسد، وفي حال حل النزاعات والخلافات بين المعارضة سيؤدي ذلك إلى تقوية شوكتهم، ولذلك من الضروري السعي إلى إيجاد معارض سوري، يحظى بمحبة السوريين، ويمكنه أن يكون قائدا لهم من خلال إشعارهم بالأمن والاستقرار، والأهم من ذلك كله يجب أن يكون له تاريخ عسكري نظيف".

مبعوث تركي في سوريا

وشددت الكاتبة على ضرورة إرسال الرئيس التركي مبعوثا خاصا بها إلى سوريا، على غرار مبعوثي "روسيا وأمريكا"، وذلك بهدف الحصول على المعلومات عما يحدث على الساحة السورية من مصدر حكومي موثوق، والحيلولة دون الوقوع في مطب التضليل الإعلامي، مضيفة: "بهذه الطريقة الرأي العام الخارجي والداخلي سيتمكن من معرفة ما يحدث على الأرض سياسيا بشكل مباشر من المبعوث الخاص.

واختتمت أوروج مقالتها بقولها: "قد نكون تأخرنا باتخاذ عدد من القرارات في وقت سابق، إلا أننا لن نتأخر عن اتخاذ الخطوات اللازمة التي ستسهم بإنشاء مستقبل سوريا".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات