مدينة الباب تنفض غبار الحرب وتستقبل أول عيد أضحى بعد طرد داعش

مدينة الباب تنفض غبار الحرب وتستقبل أول عيد أضحى بعد طرد داعش
تعود الحياة لتنبض من جديد في إحدى أكثر المدن تدميراً في منطقة درع الفرات بريف حلب الشمالي.. "مدينة الباب" التي لا يخلو يوم من أيامها إلا وتتغير ملامحها على طريق التحديث والتنظيم والإنشاء، بعد أن نزح السواد عنها باتت بيتاً كبيراً لاستقبال النازحين من كل حدب وصوب، وها هي اليوم تنفض غبار الحرب عنها وتلملم جراحها وتلبس ثياب عيد الأضحى وضحكات الأطفال وأهازيجهم.

وأدى أهالي مدينة الباب بريف حلب صلاة العيد في جامع عمر بن الخطاب، ثم توجهوا إلى ذبح أضاحيهم، وذلك في أول عيد أضحى لهم بعد تحرير مدينتهم من تنظيم داعش.

عمل المجلس المحلي في مدينة الباب من خلال مكتبه الخدمي على إعادة تنظيم طرقات المدينة ورسم هيكليتها من جديد، من خلال تأهيل طرقاتها العثرة وتوسعة الضيقة منها، ووضع منصفات طرقية ودوارات، وإعادة تأهيل لمرافق مهملة.

وسعى المجلس المحلي في مدينة الباب إلى تحسين المظهر العام للمدينة من خلال إعادة تشجير الطرقات وكسائها باللون الأخضر والألوان، وتحسين المظهر العام للمدينة التي باتت مكتظةً تماماً بالأهالي والنازحين إليها.

"أبو عمر" مدرس في مدينة الباب قال "إن هذا المدينة لها مستقبل باهر خصوصاً وإن انتهت الحرب بها نهائياً، حركة الإعمار التي تمت خلال الشهور الماضية، نستطيع تقييمها بأنها أكثر من جيدة، والمدينة تتطور وتزدهر شيئاً فشيئا".

مدينة الباب اليوم ليست كما هي بالأمس، فشوارعها لم تكن تخلو من آثار الدمار والحفر والردم الكبير، ومنازلها مهدمة ومحاطة بالتحذير من الاقتراب بسبب الألغام المزروعة، أما مرافقها العامة فكانت أشبه بمدن أشباح بسبب الإهمال وآثار القصف والتفجيرات التي طالت هذه المدينة.

بينما تحاول شرطة المدينة إعادة الأمن والأمان لهذه المنطقة التي تملأ أسواقها في هذه الأيام حتى منتصف الليل، في أزقة ومراكز تجارية باتت أشبه بشعلة نار متوهجة بعد تأمين كهرباء الديزل الصاخبة لها، وترميمها وافتتاحها من جديد.

"أبو ياسر" صاحب محل تجاري في سوق المدينة تحدث عن الإقبال الكبير للناس على الشراء، خصوصاً في مواسم الأعياد التي تشهد أسواقاً مزدحمةً جداً، والمنطقة تحاول تأمين موادها من تركيا ومن بعض المدن السورية الأخرى حسب الحاجة.

أما "أبو حذيفة" طالب الجامعة فنوه إلى أن المدينة لا تزال تتعرض لتيارات قاسية، يمكن تجاوزها من خلال تكاتف جميع الأطراف، وما حملة محاربة الفساد التي تمت خلال الأيام الماضية والتي شارك بها جميع المؤسسات العسكرية والأمنية والشرطة، ووقفت بجانبها المؤسسات المدنية والمجالس المحلية، إلا دليل على بناء هذه المدينة بالشكل الصحيح.

يذكر أن مدينة الباب تم تحريرها في 23 شباط الماضي، بعد سيطرة تنظيم داعش عليها لمدة 3 سنوات، وباتت اليوم سوقاً تجارياً ضخماً لبعض القرى المجاورة لها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات