سر نجاح أردوغان في انتخابات واستفتاءات حزبه.. واستراتيجيته الجديدة

سر نجاح أردوغان في انتخابات واستفتاءات حزبه.. واستراتيجيته الجديدة
لا يفتأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يدلي بتصريحات حول ضرورة إجراء تغييرات حاسمة في حزبه الذي عاد إلى زعامته قبل أشهر، بعد انقطاع دام لـ 3 سنوات، عقب تسلمه رئاسة الجمهورية.

وتتمحور التصريحات التي يلمّح فيها أردوغان إلى ضرورة إجراء تغييرات داخل الحزب، حول دعوة كل من يشعر بالإرهاق والتعب إلى التنحي جانبا، وإفساح الفرصة أمام غيره من رفاقه ممن يتمتعون بطاقة عالية، وحول ضرورة إشراك الروح الشبابية داخل فرق العاملين لدى الحزب.

نريد "عُمرة" جدد

وآخر العبارات التي عكف الرئيس أردوغان على تكرارها تمحورت حول ضرورة العمل مع "عُمرة جدد"، الأمر الذي دفع بـ "عبد القادر سيلفي" الكاتب والإعلامي لدى صحيفة حرييت بالبحث والتنقيب عن اللغز الكامن خلف ترديد هذه العبارة بكثرة من قبل الرئيس، وذلك من خلال التوجّه بالسؤال إلى أحد إداريي العدالة والتنمية.

ويذكر سيلفي في مقالته التي ترجمتها أورينت نت، أنّ الإجابة التي تلقاها لدى سؤاله أحد إداريي الحزب عن سر استخدام اسم عمر دون غيره من الأسماء، كانت على الشكل التالي: 

-أكثر ما اشتُهر به الخليفة "عُمر" هو عدله.

-الخليفة عُمر كان صاحب أثر كبير، ومسؤولية كبيرة تجاه كل ما يحدث في بلاد المسلمين....... المقصود بـ عُمر بالنسبة إلى حزب العدالة والتنمية هو "الديناميات الروحية للتغيير".

خدمات تمس المواطن بشكل مباشر

وحول معايير التغيير الأخرى التي سيتبعها الرئيس التركي داخل حزبه، يشير سيلفي إلى أنّ الحزب سيركّز في الإدارات المحلية على الخدمات التي يقدمها، وعلى رضا المواطن من نوعية الخدمات المقدّمة، إلى جانب تحديد مسبق لمعايير النجاح والفشل، والتركيز أكثر على ما يرغب به المواطن، وذلك بالاستناد إلى ما قاله الرئيس أردوغان في وقت سابق: "سندخل الانتخابات مع مرشحين يختارهم الرأي العام، وليس نحن".

ولفت الكاتب إلى أنّ الحزب سيتّبع هذه المرة استراتيجية مختلفة فيما يخص الخدمات التي يقدّمها، موضحا أنّ مشاريع الجسور والطرقات وأنفاق الميترو والمطارات باتت خدمات اعتاد المواطن التركي عليها، ولذلك سيصبّ الحزب تركيزه على المشاريع التي تمس حياة المواطن عن قرب أكثر، على سبيل المثال الحي والشارع والمدينة التي يعيش فيها المواطن التركي، والعمل على رفع مستوى الحياة المعيشية اليومية للمواطن.

ماذا يريد المواطن

وفي السياق ذاته أورد سيلفي ذكر ما يردده بعض المواطنين الأتراك في هذا الصدد، قائلا: "إنّ المواطن التركي يقدّر المشاريع الكبيرة مثل الطرقات والجسور والمطارات، يقدّر الجسر الثالث العملاق، ولكن ما يهمه أكثر هو الطريق التي يذهب من خلالها بشكل يومي إلى عمله، يُعجَب بالمطار الثالث ويفتخر به، ولكن في الوقت نفسه يولي أهمية للمساحات الخضراء والحدائق في جوار منزله، فالشعب بات يولي أهمية للمشاريع الصغيرة التي تلامسه وتلامس حياته اليومية بشكل مباشر".

وفي ضوء ما سبق يؤكد الكاتب أنّ حزب العدالة والتنمية سيركّز في المرحلة القادمة ولا سيما خلال التحضير للانتخابات الرئاسية عام 2019 على المشاريع الصغيرة.

لا منافس "للعدالة والتنمية" سوى نفسه

وذكر سيلفي أنّ أهم تغيير في حزب العدالة والتنمية بالنسبة إلى المواطن التركي، أُجري من خلال عودة الرئيس أردوغان مرة جديدة إلى زعامة الحزب، بعد أن اضطر إلى تركه بسبب القانون القاضي في الدستور السابق بضرورة فصل الرئيس المنتخب عن حزبه فور انتخابه رئيسا للجمهورية.

وطرح الكاتب سيلفي تساؤلا عن آلية النجاح الذي يحققه أردوغان في الانتخابات التي شارك فيها حزبه، وفي الاستفتاءات التي أجرتها حكومته، معزيا السبب إلى أنّ المنافس الوحيد لحزب العدالة والتنمية هو الحزب نفسه، مضيفا: "إنّ حزب العدالة والتنمية فاز في 5 انتخابات عامة، وفي 3 استفتاءات، و3 انتخابات محلية، وفي انتخاب رئاسي واحد، والسر خلف هذه النجاحات هو أنّ الجميع عندما كانوا يقدّمون التهاني للرئيس أردوغان لفوزه في استفتاء 16 نيسان / أبريل، كان يردّ ويقول لهم: الأمر المهم هو انتخابات 2019.

المواطن لا يغفر الخطأ

ويرى سيلفي أنّ انتخابات حزب العدالة والتنمية التي أجريت في 7 حزيران 2015 من دون مشاركة الرئيس أردوغان أثبتت فشلها لعدم تمكن حزب العدالة والتنمية من تشكيل الحكومة بمفرده، لافتا إلى أنّ الشعب لا يغفر لأي حزب كان الخطأ، مختتما مقالته بقوله: "إنّ الرئيس أردوغان بدأ بالتحضير للانتخابات الرئاسية التي ستُجرى عام 2019 قبل سنتين من موعدها، وذلك لكيلا يتفاجأ بنتائج سلبية بالنسبة إلى حزبه لدى فتح صناديق الاقتراع".

تجدر الإشارة إلى أنّ الرئيس أردوغان عاد مجددا قبل أشهر إلى زعامة حزب العدالة والتنمية بعيد الانتقال إلى الدستور الجديد، القاضي بعدم قطع صلة الرئيس بحزبه لدى انتخابه رئيسا للجمهورية، بعد أن كان الدستور القديم يقضي بقطع صلة الرئيس بحزبه لدى انتخابه رئيسا للجمهورية.

التعليقات (2)

    إبراهيم

    ·منذ 6 سنوات 8 أشهر
    لا غرو أن نرى هذا الاهتمام بالخدمات المقدمة للمواطن وأن نرى اندفاع المواطن للاخلاص بعمله وهو يشعر بأنه يؤدي عمله وواجبه بنية خالصة لله فهو الرقيب الحسيب. تلك هي المعادلة السهلة الصعبة التي أنتجت ذلك التنظيم الذي نراه ونلمسه في الحياة اليومية يجعلنا نقف له احتراما وتقديرا. ندعوا لكم من قلوبنا أن يوفقكم الله لخير البلاد والعباد.

    ابومحمد

    ·منذ 6 سنوات 8 أشهر
    الوفاء الاخلاص المصداقية سر نجاح الحياة
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات