ما علاقة المخابرات الروسية بأحداث شارلوتس فيل.. الـ"OBSERVER" تجيب

ما علاقة المخابرات الروسية بأحداث شارلوتس فيل.. الـ"OBSERVER" تجيب
لعبت المخابرات الروسية دوراً معروفاً في بعض أحداث العنف التي قام بها يمينيون أوربيون ومع الأحداث الأخيرة في فرجينيا عادت نشاطات الكرملين وعلاقاته باليمين إلى الواجهة وتم طرح سؤال عن علاقة ما لموسكو بهذه الأحداث، وفي مقالها الذي ترجمته أورينت نت تحذر صحيفة "OBSERVER" أمريكا من تسلل ما تسميه بصمة الإرهاب الروسية.

هزت الفوضى الدامية في "شارلوتسفيل" بولاية "فرجينيا" الأمريكية العالم، وحولت المدينة الجامعية الى عائلة صغيرة بعد أن قام شاب من اليمين المتطرف الأمريكي باقتحام حشد من المتظاهرين المعارضين بسيارته مما أسفر عن مصرع امرأة وإصابة 19 شخصاً منهم ستة جروحهم خطيرة.

صمت ترامب

بعد القبض على المتهم "جيمس أليكس فيلدز" ذو العشرين عاماً، اتضح أن لديه كل الصفات المتوقعة: شاب يعيش في منزل غير مستقر، ويعاني مشاكل صحية وعقلية حالت دون التحاقه بالجيش الأمريكي، حتى أنه يظهر المودة للتذكارات والآراء النازية، وينتمي إلى طبقة غير منضبطة، وكل أولئك الشباب تقريباً من الذكور الذين يتحولون تحت ظروف مختلفة إلى "الجهادية"، التي لا يعرفها التطرف المحلي الأمريكي إذ أنه لا يقوم على أيَّ خلفية دينية أو إيديولوجية محددة المعالم، بحسب الصحيفة.

وأكدت حادثة "شارلوتسفيل" استمرار وجود عقلية الـ “Kook-Right" في المجتمع الأمريكي: شبان بيض غاضبون يجتمعون ملوحين بأعلام الكونفدرالية وألمانيا النازية، اعتادوا التجمع يوم عطلة نهاية الأسبوع، وللصدفة وقعت الصدامات يوم نهاية الأسبوع أيضاً.

والحركة تكاد تكون محصورة في العالم الافتراضي حيث لم تستطع اكتساب سوى بضع مئات من الأعضاء، وانضم اليمين المتطرف النازي إلى مجموعة مختارة من الناس الذين لم يشجب الرئيس ترامب أعمالهم، على الرغم مما ارتكبه أفرادها، وكأن أحد أعضاء المجموعة ربما يكون فلاديمير بوتين مما يجعل صمت ترامب وعدم إدانته أمراً مفهوماً.

نظام الأسد البغيض

إن أعضاء يميننا المتطرف، بوجود استثناءات قليلة جداً، هم من كبار مؤيدي الرئيس الروسي، الذين يرون فيه قائداً تقليدياً قوياً يدير القوة العظمى البيضاء الوحيدة في العالم بسلاحها النووي، مواقعهم الإلكترونية تتشابه بتملقها ومداهنتها لبوتين باعتباره "نصف الإله" الذي يقاوم أجندة العدالة الاجتماعية الغربية. 

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة كانت دائما تحوي طبقة من الذين يعتقدون بتفوق البيض، فإن روسيا أعطت تلك الطبقة تركيزاً وطاقة متجددة، فضلاً عن رؤية عالمية جاهزة، قائمة على أن العالم تقوده القومية البيضاء التي تحقر الولايات المتحدة كمجتمع منحل ومتعدد الأعراق. تبدي قائمة موسكو هذه دعماً لمجموعة من القضايا الأجنبية كتمجيد بشار الأسد ونظامه البغيض.

يبدو الأسد مجرد عميل روسي، وهو ما يفسر أن الأميركيين النازيين الجدد يبدون إعجابهم العميق به وبدكتاتوريته الدموية، على الرغم من أن المرء يتساءل عن أولئك المتطرفين الذين لا يمكنهم تحديد موقع سوريا على الخريطة. 

ومما يثر الحفيظة والانتباه أن القاتل فيلدز نشر صورة الأسد على صفحته في فيسبوك وخط تحتها "الذي لا يقهر" وهنا يقترب التزامن الإيديولوجي بين النازيين الجدد في الولايات المتحدة والكرملين من التداخل التام.

المخابرات العسكرية الروسية

خذ قضية "ريتشارد سبنسر" مثلاً، كان الرجل في "شارلوتسفيل" قائداً لليمين المتطرف في الولايات المتحدة، شاب جذاب بقصة حلاقة "مموضة"، مدح وأثنى على روسيا وقائدها القوي أمام كل من سمعه، لكن علاقاته مع اليمين أكثر من أيديولوجية، فزوجته، "نينا كوبريانوفا" من اليمين المتطرف الروسي لها علاقاتها مع الكرملين.

كل من لديه خبرة بدقائق المخابرات الروسية يعلم أن سبنسر ومن لف لفه من الـ"Kook-Right "، من الذين يتبنون ويوالون وجهات نظر الكرملين ليسوا سوى وكلاء للنفوذ الروسي، مراقبين (عملاء) كحال أيام الاتحاد السوفييتي، ومع ذلك، هناك صلات بين موسكو واليمين المتطرف أكثر إثارة للقلق من مجرد زمالة وعلاقة زواج.

في أوروبا، تتبعت الأجهزة الأمنية أنشطة المخابرات العسكرية الروسية المعروفة باسم GRU التي شملت عملياتها في السنوات الأخيرة أعمال عنف، حيث سبب مثيرو الشغب من مشجعي فريق كرة القدم الروسي الفوضى في أوروبا، الصيف الماضي، مما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا، أصيب العديد منهم بجراح خطيرة، من بين مثيري الشغب ناشطون من الكرملين وشموا GRU على أجسادهم.

وزاد الأمر إلى حد قيام تنظيم GRU بتدريب وتسليح النازيين الجدد في أوروبا ليقوموا بأعمال قتل، وفي تشرين الأول قتل شرطي مجري برصاص "أستفان غيوركوس"، اليميني المتطرف الذي كان يدير معسكرات تدريب شبه عسكرية للنازيين الجدد من المجر وألمانيا، واجتمع غيوركوس في كثير من الأحيان مع ممثلي GRU، وكانت هذه الأعمال الحربية مدعومة سراً من قبل موسكو، وخلصت تحقيقات قام بها رجال الأمن الهنغاري إلى أن مسؤولين في الكرملين كان لهم دوراً في عمليات التدريب تلك.

بصمة GRU

ولم تقتصر هذه المشكلة على المجر، حيث لاحظت مكافحة التجسس الألمانية اتصالات غريبة بين نشطاء من GRU والنازيين الجدد في بلادهم، وذلك باستخدام نوادي فنون الدفاع عن النفس كغطاء لتجنيد المتطرفين المتوددين إلى موسكو، وقد انتقلت الأمور إلى أبعد من ذلك في السويد حيث تبين أن تفجيراً فاشلاً لمركز لاجئين في كانون الثاني كان من عمل اثنين من النازيين الجدد السويديين الذين تلقوا تدريبا عسكريا في روسيا من تنظيم GRU، لا توجد حالات لمتطرفين أمريكيين تلقوا تدريبا إرهابيا من المخابرات الروسية، ولكن هذا يتطلب بعض الوقت.

في جميع أنحاء أوروبا، أدى تقارب ووصول الكرملين الأيديولوجي إلى الدوائر اليمينية المتطرفة إلى التدريب العسكري وتوفير الأسلحة، كانت مأساة نهاية الأسبوع في شارلوتسفيل مستوحاة جزئيا، على الأقل، من دعاية موسكو، إذا لم نبدأ في معالجة هذه المشكلة على محمل الجد، فإننا سنواجه قريبا، مثل أوروبا، أسوأ بصمة لـ GRU.

لذلك، من الضروري أن نتعامل مع المتطرفين المحليين عن طريق ترسانتنا الاستخبارية المضادة الكامنة، علينا تحديد عمليات الكرملين السرية التي تدعم اليمين المتطرف في الولايات المتحدة، ويجب تحييد هذا السرطان قبل أن ينتشر انتشار النار في الهشيم.

نشعر بالألم عندما ندرك أن ترامب لن يفعل شيئا لمواجهة هذا الخطر الجسيم، وكلما طال انتظارنا لمعالجة هذه المشكلة، كلما أزداد الخرق على الراتق وزُهقت المئات من الأرواح البريئة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات