رئيس بلدية الريحانية لأورينت.. المعبر لن يغلق بوجه المساعدات الانسانية

رئيس بلدية الريحانية لأورينت.. المعبر لن يغلق بوجه المساعدات الانسانية
شكلت الريحانية مقصداً مهماً للاجئين السوريين بسبب موقعها الجغرافي وقربها من الحدود بحيث أصبح عدد السوريين فيها اليوم يفوق عدد الأهالي وتشهد المدينة تآلفاً وتعاوناً بين الشعبين.

أورينت نت التقت برئيس بلدية الريحانية "حسين شان فيردي" وسألته عن طبيعة العلاقة مع السوريين وعن نشاطهم الاقتصادي في المدينة كما تحدث فيردي عن معبر باب الهوى وأهميته، وفيما يلي نص الحوار:

أجرى الحوار: زكي إدلبي

ترجمة وتحرير: أسامة أسكه دلي

ما هو رأيكم وانطباعكم حول وجود السوريين في مدينة الريحانية؟

سكان الريحانية كما تعلمون منذ 2011 استضافوا إخواننا السوريين، وقاموا بفعل ما يقع على عاتقهم على أكمل وجه، فكما تعلمون عدد سكان الريحانية 93 ألف، بينما عدد السوريين في المدينة 120 ألف، وهذا أمر يُحتذى به، ويعود السبب الرئيس في اختيار السوريين للعيش في مدينة الريحانية، هو وجود أقرباء لهم هنا، بالإضافة إلى قربها من الحدود السورية، إذ تبعد الحدود السورية عنا فقط ما يقارب 8 كم، فيما تبعد إدلب ما يقارب 20 كيلو متر، وحلب 40 كيلو متر، وبسبب هذا القرب الأخوة السوريون فضلوا مدينة الريحانية. بالإضافة إلى ما سبق 70 بالمئة من سكان الريحانية يجيدون اللغة العربية، ولذلك التواصل مهم جدا، إذ غالبا ما يفضل الإنسان العيش في مكان يجيد أهله اللغة التي يتحدث بها، وباعتقادي الأسباب التي تقع خلف تفضيل السوريين لمدينة الريحانية، هي اللغة العربية المشتركة وصلة القرابة..

منذ 6 سنوات ونحن نعيش مع السوريين كأخوة، واليوم السوريون يعملون في مجالات مختلفة لكسب قوتهم، بدءا من الزراعة مرورا بجمع القطن، وصولا إلى الأعمال الخاصة بالمطاعم والإنشاءات، ومنهم من فتح شركته الخاصة، الآن لدينا ما يزيد عن 400 محال تجارية خاصة بالسوريين.

والآن بحسب المعلومات التي وردتنا من غرفة التجارة في المدينة يوجد 120 سوريا ممن فتحوا شركاتهم الخاصة بهم هنا..

ما دور السوريين في إنعاش مدينة الريحانية؟https://orient-news.net/news_images/17_8/1502383901.jpg'>

عندما نقارن عام2017 بعام 2011، نجد أنّ الريحانية شهدت تطورات كبيرة، ولا سيما في قطاع الإنشاءات، والعقار، وأنا أرى أنّه عندما ننظر إلى الريحانية بين عامي 2001 و2017، يمكننا القول: إن الريحانية لم تعد ريحانية واحدة، إنما أصبحت ريحانيتين.

حياتنا من حيث العمل والعقار تغيّرت، وتلوّنت بوجود السوريين، المحال التجارية تبقى مفتوحة حتى منتصف الليل، والجميع بإمكانه أن يجد ما يحتاج إليه، وأنا أؤمن أنّ لإخواننا السوريين دورا كبيرا في إنماء اقتصاد المدينة، أي باختصار ازدادت المدينة حيوية، بفضل السوريين الريحانية نمت والجميع بإمكانه يلاحظ هذا الأمر.

سأعطيكم مثال صغير: في عيد الفطر كما تعلمون، ذهب بعض الأخوة السوريون من الريحانية إلى حلب، بهدف قضاء العيد هناك، وعندما سألت التجار هنا، وأصحاب المحال عن الأوضاع والبيع والشراء، أخبروني بأنّ تجارتهم قلّت، بذهاب 20 ألف من السوريين فقط شعرت الريحانية أنّ هناك نقصا ما، ولذلك أؤمن أنّ الأخوة السوريين أسهموا في إنعاش الريحانية، لا بدّ من المشاكل التي تحدث بين الحين والآخر، كما هو الحال في كثير من الأماكن، إذ يوجد بين السوريين كما هو الحال مع شعوب العالم أجمع الصالح و الطالح، ولكننا سنسعى إلى تعليم المخالفين، وتحذيرهم وتوجيههم نحو الصواب إلى أن نكون قادرين على العيش سوية من دون مشاكل، ما نتمناه هو أن تنتهي الحرب في سوريا، ليكون السوريون الذين قدموا إلى الريحانية سفراء لتركيا في بلادهم، وأن يتحدثوا عن السنين التي عاشوها هنا، والتي سيعيشونها لأبنائهم وأحفادهم بشكل جميل.

هناك مؤسسات كثيرة تدعم السوريين في هذه المنطقة، ما هي التسهيلات التي تقدمونها أنتم كممثلي الحكومة التركية لتلك المنظمات التي تدعم السوريين؟ وما هي المؤسسات التي تحظى بأكبر قدر من التسهيلات؟ 

عندما ننظر إلى مراكز العمل في الريحانية، نكاد نجد السورين في مختلف مجالات العمل المنتشرة في المدينة، سواء في المطاعم أم في محال الحلويات، وغيرهما من الأماكن الاخرى، إذ عملوا على إدراج بعض الأمور الجديدة بالنسبة إلى الريحانية، ولا سيما قضية النرجيلة، على سبيل المثال لم تكن النرجيلة مشهورة في الريحانية إلى هذا الحد، ولكن بعد مجيء السوريين إلى الريحانية، فقد افتتحت العشرات من مقاهي النرجيلة، وأعتقد أنّ هذا الأمر، والمحال التجارية الجديدة أيضا كان إضافة لمدينتنا.

سواء أكان في مجالي الاستيراد والتصدير، أم في مجال التجارة، الأخوة السوريون تقريبا يتواجدون في كل القطاعات، ونحن بدورنا نحاول مساعدتهم في إطار القانون، ففي حال تمكنهم من افتتاح مشروع تجاري في إطار قانوني فنحن كبلدية الريحانية، وغرفة التجارة التابعة للمدينة، ودائرة الضريبة نقدم المساعدة والتسهيلات اللازمة، ليتمكنوا من الحصول على الرخص اللازمة.

تحدثتم عن المنظمات الإنسانية، التي ترغب بافتتاح مشغل خياطة، أو مدرسة، أو غيرهما من الأماكن التي توظّف السوريين، ما هي التسهيلات التي تقدمونها لهم كبلدية الريحانية؟

على سبيل المثال: قدم معمل للنسيج من إسطنبول إلى الريحانية، دعمنا المعمل، وأسهمنا في التواصل ما بينهم وبين الأخوة السوريين، والآن السوريون والأتراك يعملون جنبا إلى جنب في ذلك المعمل، والآن نهدف إلى التقليل من البطالة من خلال افتتاح مشاريع مشابهة في مجال النسيج، وذلك من خلال إنشاء منطقة صناعية خاصة بهذا المجال، ودعوتهم لافتتاح مصانعهم اخرى هنا، ويتم التجهيز لهذا الأمر بالتنسيق مع والي المدينة، ونؤمن أنّ الحرب لن تستمر في سوريا إلى الابد، ولذلك نعتقد بأنّه سيكون لهذه الشركات دور في سوريا المستقبل، ولذلك سنعمل على فتح الآفاق أمامها.https://orient-news.net/news_images/17_8/1502383974.jpg'>

القطاع الصحي، وخصوصا في المناطق الحدودية عانى ضغطا كبيرا، وذلك لقرب الريحانية من سوريا، هل لديكم إحصائية، عن عدد السوريين الذين تلقوا العلاج في تركيا، وما الذي قدمتموه للمصابين والجرحى؟

الريحانية لم ترفض أي جريح وطأ اراضيها منذ 2011 وحتى هذه اللحظة، وكما في عموم تركيا، الريحانية بدورها تشرف على علاج الأخوة السوريين الذين يذهبون إلى المشافي من خلال تقديم المعاينة والعلاج المجانيين لهم، وذلك في إطار القانون الذي أصدرته الحكومة التركية في هذا الصدد، فالسوريون جميعهم يتلقون العلاج بشكل مجاني في المشافي الحكومية، وفيما يخص العدد لا توجد لدي إحصائية دقيقة، ولكن ما يمكنني قوله هو أننا قبلنا الجرحى كافة الذين قدموا إلينا.

هناك معلومات عن حشود عسكرية تركية باتجاه الحدود السورية -التركية، برأيك هل من الممكن أن يحدث تدخل تركي على غرار عملية درع الفرات، في سبيل حفظ الأمن؟

هذا السؤال صعب، فهو قرار خاص برئيس الجمهورية، ولا يوجد لدي ما أقوله في هذا الصدد.

حصل اقتتال وخلافات بين الفصائل في معبر باب الهوى، وخصوصا بعد سيطرة هيئة تحرير الشام على المعبر، هناك عناء كبير لدى السوريين، بسبب إغلاق المعبر، وعمليات التهريب التي تودي بحياة البعض، فهل هناك حل محتمل في هذا الصدد؟

كما تعلمون في سوريا مجموعات مختلفة كثيرة، وحصلت اشتباكات في باب الهوى، ولكن ما أعرفه الآن أنّه لا توجد مشكلة في المعبر، فحركة المرور تستمر، ولا سيما فيما يخص المساعدات الإنسانية، فنحن لا نريد التدخل بالشأن الداخلي لسوريا، فالفصائل السورية في بعض الأحيان لا تتفاهم فيما بينها، ولكن ما يهمنا نحن أن نبقى على تواصل مع الجيش السوري الحر، والجهات التي تحظى بدعم الشعب السوري، فقط.

هل هناك قرارات جديدة فيما يخص بطاقة الحماية المؤقتة، فهناك من أضاع بطاقته، وهناك المخالف، فهل هناك تسهيلات فيما يخص هذا الأمر وفيما يخص الإقامات؟

كما تعلمون الجمهورية التركية بدأت بتقديم بطاقات جديدة، سواء في الريحانية أم في أنطاكية أو غيرهما فقد تم البدء بتوزيع البطاقات الجديدة، إلا أنّ بعض الأماكن مثل هاطاي قد يستغرق الأمر فيها أكثر، بسبب التواجد الكبير للسوريين هناك.

الحكومة التركية صرحت بمنح الجنسية لـ 70 ألف سوري كدفعة أولى، فهل برأيك هناك كثير من السوريين الذين من الممكن أن يحصلوا على الجنسية في الريحانية أو في هاطاي بحسب رأيك؟

لا أعلم الإحصائية الدقيقة لعدد السوريين الذين منحوا الجنسية التركية إلى الآن، فالإحصائية الدقيقة في هذا الصدد لدى أنقرة، ولكن ما أريده هو أن يعلم السوريون الأمر التالي، وهو أنّ أي مواطن سوري يحب تركيا، ويرغب باستمرار باقي حياته هنا، سيأتي يوم وتمنح الجنسية لتركية له، يكفي أن يتبنى السوريون تركيا، ويدافعوا عنها، ليتحقق ذلك، وهذا قد يتطلب بعضا من الوقت، لأن الجنسية تمر بمراحل عدة.

هل سيفتح معبر باب الهوى خلال العيد، ولا سيما مع التصريحات الأخيرة التي تفيد بتقييد حركة المرور وتشديد الإجراءات فيها؟https://orient-news.net/news_images/17_8/1502383991.jpg'>

هناك أخوة سوريون ذهبوا إلى سوريا خلال عيد الفطر، وخلال عيد الأضحى سيعمل والي هاطاي يعمل وفق الإطار ذاته، وخلال مدة قصيرة سيعقد تصريح صحفي في هذا الشأن، وأعتقد أنّه سيتم فسح المجال أمام الراغبين بالذهاب إلى سوريا لقضاء العيد هناك، ونحن بدورنا نحاول أن نقدّم مساعداتنا في الأمور كلها، ولا أؤمن أنّ المعبر سيغلق بشكل نهائي، إلا أنّ تطورات بعض الأمور قد تؤدي إلى حد الإجراءات، ولكن المساعدات الإنسانية لن تتوقف أبدا، فهو واجب إنساني بالنسبة إلينا.

ما هي رسالتكم للسورين المقيمين في تركيا؟

أقول لكل السوريين الذين يعيشون في عموم تركيا، خلفكم رئيس جمهورية يحبكم إلى حد كبير، ويحاول الدفاع عنكم في كل محفل، ونؤمن أننا أخوة، وأمنيتنا أن تنتهي الحرب، ويحل السلام في سوريا، ويعود الراغبون بالعودة إلى بلادهم، لينعموا بحياة سعيدة، لأن السلام في سوريا، يعني السلام للشرق الأوسط بأكمله، افعلوا ما بوسعكم ليحل السلام في بلادكم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات