جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الوزير التركي نهاية الأسبوع، مع نظيره الصيني، "وانغ يي" في العاصمة بكين التي زارها في إطار تعزيز علاقات بلاده مع منظمة شنغهاي للتعاون، ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان ).
جاويش أوغلو أشار إلى تواصل تعزيز التعاون في مجال الأمن بين البلدين، علاوة على عقدهما العزم على تعزيز العلاقات التجارية.
ولم يكد يغب خبر إعلان أنقرة شراء منظومة صواريخ S400 الروسية حتى جاءت هذه الزيارة إلى بكين، فيما وصفه مراقبون أتراك بحركة دبلوماسية مكثفة باتجاه "الدول الشرقية "؛ وهو ما كان قد لوح به الرئيس التركي في وقت سابق، مؤكداً أن التوجه غرباً ليس خياراً وحيداً أمام بلاده في ضوء الخلافات المتجددة مع الاتحاد الأوربي بشأن العضوية المنتظرة منذ عشرات السنين إضافة إلى مواقفها كما الولايات المتحدة في عدة ملفات إقليمية منها الإصرار على دعم ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردي وغيرها.
تحفظ تركي على مواقف واشنطن في سوريا
العضو غير المقيم في مجلس الأطلسي – مركز القضايا " الأورو- آسيوية "مارك سيماكوفسكي"، يعيد توتر العلاقة بين تركيا والغرب إلى ما أعقب المحاولة الانقلابية الفاشلة من انتقادات متبادلة ، ويعتبر صفقة صواريخ الـ S400 " إشارة من تركيا بأنها محبطة من مواقف الولايات المتحدة في سوريا وعدم استجابتها لتسليم فتح الله غولن المقيم في ولاية بنسلفينيا، ويرى سيماكوفسكي أن "أردوغان عقد القضية من خلال طرحها بشكل علني وانخراطه في الموضوع شخصياً خلال لقاءه مع حزبه ( العدالة والتنمية ) لإعلان أن الاتفاق تم ولا مجال لنقاشه".
إلا أن سيماكوفسكي يستبعد أن تكون صفقة السلاح الروسي لتركيا نهائية حتى تصبح واقعاً على الأرض؛ معتبراً أن القضية ستأخذ الكثير من النقاشات والمفاوضات، ويوضح أنها ليست المرة الأولى التي يبحث الأتراك عن بدائل للسلاح الغربي، مشيراً إلى مباحثات سابقة مع بكين لشراء منظومة " FD-2000" الصينية .
التبرير الأمريكي
من جهته، يشدد المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأميركية "كريستيان جيمس" في تصريح خاص لـ"أورينت" على عمق العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا كشريك وحليف في الناتو والتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، لكنه يبدي قلق واشنطن من خروج تركيا على منظومة حلف الأطلسي؛ ما قد يسبب صعوبات عملية على حد قوله.
ما بين صواريخ روسيا والناتو
في المقابل؛ ترى مصادر تركية مطلعة وخبراء عسكريون إلى أن أنظمة صواريخ S400 الروسية ستعمل بمفردها من دون الاستعانة برادارات الناتو.
وأوضحت المصادر أن أنقرة لن تكون بحاجة إلى دمج نظام صواريخ S400 الروسية بشبكة حلف شمال الأطلسي، مما ينعكس بشكل إيجابي على آلية عمل الصواريخ، خصوصاً أنها تصبح عملية رصدها صعبة جداً، كونها ستعمل بمفردها من دون الاستعانة برادارات الناتو.
ويؤكد خبراء أتراك أن ما يصفونه " الأوضاع الأمنية المتدهورة في دول الجوار لتركيا، ولّدت الحاجة الماسة لامتلاك أنقرة لمنظومة الدفاع الجوية "بأسرع وقت ممكن".
واشنطن تدعم منظمات إرهابية في شمال سوريا
بدوره، الدكتور "إبراهيم قازان" الضابط التركي المتقاعد والخبير العسكري، أبدى أسف لتردي العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، على خلفية تعاون الأخيرة مع منظمات في الشمال السوري تعدها أنقرة إرهابية؛ في إشارة إلى ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية.
ويرى مراقبون أن شراء الصواريخ الروسية سيعني امتلاك تركيا ولأول مرة نظاماً صاروخياً قادراً على اعتراض الصواريخ البالستية، لتتفوق بذلك على جيرانها في هذا المجال؛ إذ أنها ستكون قادرة على فرض منطقة حظر جوي داخل أجواء البلد الآخر على عمق 400 كيلو متر إن اضطرت إلى ذلك.
يذكر أن تركيا تطور منظومة الدفاع الجوي الخاصة بها " HISAR" بمساعدة شركة "Eurosam" الفرنسية-الإيطالية، وتستمر في تنفيذ مشروع تطوير نظام دفاع جوي ودفاع صاروخي محلي الصنع.
التعليقات (1)