لكن إلى جانب هذا الاهتمام، شهدت الصفحات التي نشرت الحلقة، سجالاً حاداً بين من رأى أن هذه الحلقة، قدمت رواية لحدث مجهول ومعتم عليه، ويندرج في سياق كشف جوانب التاريخ السوري المعاصر بلغة تلفزيونية شيقة، وهو المشروع الذي يعمل عليه تلفزيون الأورينت منذ أعوام، وبين رأي عدد كبير من المعلقين الذين ينتمون للطائفة المرشدية، التي تعتبر سلمان المرشد "إمامها"، والذي أمطروا صفحة الموسوعة بمئات رسائل التبيلغ مطالبين إدارة الفيسبوك بحذف الفيديو، ومتهمين الأورينت بأنهم "عملاء للصهاينة".
وكتب المعلق علي سليمان: " نتمنى من إدارة الفيسبوك حذف هذه الصفحة لأنها تنمي الحقد والطائفية والقائمين على هذه الصفحة عملاء للصهاينة وهدفهم زرع الفتنة وانا كمرشدي افتخر بانتمائي لسلمان المرشد".
وفي حديث لمحرر (موسوعة سوريا السياسية) حول مجمل ما جاء في التعليقات والاعتراضات، ورسائل التبيلغات التي اطلعنا عليها، أوضح لأورينت نت ما يلي:
1-إن سلسلة (موسوعة سورية السياسية) سلسلة وثائقية تهتم بالتاريخ المعاصر لسورية في القرنين العشرين والحادي والعشرين، وهي ليست سلسلة لمناقشة عقائد الناس، أو كشف معتقدات الأقليات. وبهذا فنحن تناولنا السيد سلمان المرشد كشخصية سياسية كونه كان نائبا في البرلمان عن قضاء الحفة، ولم نتناوله كشخصية دينية، ولم نقيمه بناء على معتقداته.. لأن هذا ليس من اختصاص الموسوعة.
2-إن النص الذي يجرم سلمان المرشد بتأليف "عصابة من الأشرار... إلخ" مأخوذ من سجلات المجلس العدلي الذي شكل بالمرسوم رقم 895 بتاريخ 24/9/1946، والذي عقد أولى جلساته بتاريخ 23/ تشرين الثاني 1946، بدار الكتب الوطنية في مدينة اللاذقية، وكان هذا المجلس برئاسة فؤاد المحاسني، وعضوية كل من: (إبراهيم أبو حيدر، مصطفى الرحيباني، نهاد القاسم، محمد علي بيضون، والنائب العام مصطفى حكمة العدوي)، وبمساعدة المساعدين العدليين السادة: (شاكر السباعي، أكرم المفتي، وعادل الشملي). وبالتالي فنحن عرضنا الاتهامات التي وجهتها المحكمة بالحرف، ولم نؤلف كلاماً من عندنا.
3-مع أن النائب العام وجه لسلمان المرشد اتهاما صريحاً بادعاء الربوبية، حين قال في المحاكمة – والكلام من الوثائق وليس لنا – " إن مؤسس العصابة هذا الشقي سلمان، ادعى الربوبية وقام باعمال الإرهاب بنذالة ودناءة مما يأباه الشعور الحي" إلا أننا كنا دقيقين في عرض الحادثة التاريخية، وأوضحنا أن المحاكمة لم تجرمه بادعاء الربوبية في حيثيات الحكم، بل بقتل زوجته (هلالة) وقتل مجموعة من الدرك، وصدهم عن أداء مهامهم. ناهيك عن اتهامه بالاستيلاء على أموال "جم غفير من الأهلين" حسب تعبير المحكمة.
4-إن الحلقات اعتمدت على مراجع معظم مؤلفيها من أبناء الطائفة العلوية، الطائفة الأم للمرشديين، ككتاب المحامي العلوي هاشم عثمان (المحاكمات السياسية في سورية) الصادر عن دار الريس عام 2004، وكتاب: (أيام عشتها) للضابط العلوي محمد معروف الذي شارك في احتلال جوبة برغال، الصادر عن دار الريس أيضاً عام 2003، ناهيك عن دراسة للكاتب محمد جمال باروت في كتاب قام العلوي نبيل صالح بإصداره ونشره تحت عنوان: (رواية اسمها سورية).
5-لم تتناول الحلقة معتقدات المرشديين بأي كلمة.. بل التزمت بسرد الوقائع التاريخية لمحاكمة المرشد واعدامه فقط.. ولم تتابع كيف تحول أتباعه إلى طائفة لها معتقداتها بعد إعدامه في ساحة المرجة بدمشق.
6-زعم البعض -عن جهل وافتراء- بأن عقوبة الإعدام كانت ملغية في الدستور السوري، وأن الإعدام الذي طبق على سلمان المرشد واثنين من مساعديه كان غير دستوريا ونحن لم نشر لهذا في الحلقة، وهذا كلام عار عن الصحة، فقد تم عام 1941 إعدام المتهمين باغيتال د. عبد الرحمن الشهبندر في دمشق، كما تم عام 1955 إعدام المتهمين باغتيال العقيد عدنان المالكي، وعقوبة الإعدام لم تكن ملغية من الدستور السوري في أي وقت من الأوقات.
7-ادعى البعض أن من اعدم سلمان المرشد هي فرنسا. وهذا غير صحيح، فقد أعدم سلمان المرشد في السادس عشر من كانون الأول/ ديمسبر عام 1946 أي بعد حصول سورية على الاستقلال بثمانية أشهر. مع التنويه إلى أن سلمان المرشد كان بين الزعماء العلويين التي وقعوا على الوثيقة التي رفعت للخارجية الفرنسية عام 1936، والتي تتوسل الفرنسيين عدم منح سورية استقلالها، وإقامة دولة خاصة للعلويين، وهي الوثيقة التي تحمل توقيع جد حافظ الأسد (سليمان أسد) أيضاً.
الحلقة كاملة من "موسوعة سوريا السياسية" بعنوان "إعدام سلمان المرشد"
التعليقات (12)