تركيا ترسم خياراتها الدفاعية بعيداً عن حلف الناتو

تركيا ترسم خياراتها الدفاعية بعيداً عن حلف الناتو
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان توقيع تركيا على اتفاق لشراء منطومة إس 400 الدفاعية الصاروخية من روسيا.

وانتقد أردوغان خلال اجتماع حزب العدالة والتنمية تصريح رئيس هيئة الأركان الأمريكية جوزيف دانفورد بأن عملية شراء تركيا لنظام الدفاع الصاروخي "S-400" من روسيا، تبدو مثيرةً للقلق، مذكراً بأن اليونان تستخدم منظومة إس-300 الدفاعية وهي عضو في الناتو، لماذا يعترضون على اقتنائنا نحن منظومة "S-400" إذن؟

ويأتي تصريح المسؤول الأمريكي عقب تأكيد وزير الدفاع التركي فكري إيشيك الأسبوع الماضي أن المفاوضات التركية الروسية حول شراء أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية "S-400"  قد وصلت إلى المرحلة النهائية . 

كما صرح المدير العام لشركة "روستيخ" الحكومية الروسية، سيرغي تشيميزوف، في وقت سابق أنه قد تم حل المسائل الفنية بشأن توريد "S-400"  إلى تركيا، ولم يتبق سوى المسائل الإدارية. 

إزاء الموقف الأميركي تبدو تركيا أكثر قلقاً وسعياً لامتلاك منظومة "S-400" التي تعد من أحدث المنظومات في العالم للدفاع الجوي والدفاع المضاد للصواريخ، فهي قادرة على تدمير الطائرات والصواريخ المجنحة على مسافة 400 كيلومتر، كما أنها قادرة على اعتراض الصواريخ البالستية التي تصل سرعتها إلى 4800 متر في الثانية على ارتفاع ثلاثين كيلومتراً.

وبحسب تقارير، وافقت تركيا على دفع مبلغ قدره 2.5 مليار دولار لروسيا، من أجل الحصول على أربعة أنظمة دفاع صاروخي طراز"S-400".

بدأ السعي التركي الحثيث لامتلاك منظومة دفاع خاصة بها منذ سنوات حين توصلت تركيا والصين إلى تفاهم أولي من أجل شراء منظومة للدفاع الصاروخي عام 2013، وهو ما أثار حفيظة حلف الناتو الذي اعترض بشدة على المساعي التركية .

وكان حلف الناتو قد سحب صواريخ الباتريوت من تركيا منذ شهر تشرين الأول / أكتوبر 2016، بعد إعلان واشنطن ووزارة الدفاع الألمانية عدم تجديد مهمة بطاريات صواريخ باتريوت الموجودة في الأراضي التركية وتبرير هذا الإجراء بتراجع قوة النظام السوري الصاروخية، وبأن الأخير لم يعد قادر على تشكيل خطر على تركيا.

والجدير بالذكر، أن حلف الناتو أعلن في شهر كانون الأول/ ديسمبر من عام 2012، عن إطلاقه عملية "السياج النشط"، بعد أن طلبت تركيا من الحلف المساعدة لمواجهة هجمات صاروخية محتملة من قبل النظام السوري إثر سقوط عدة قذائف داخل الأراضي التركية، ثم قام حلف الناتو بتمديد مهمة "عملية السياج النشط" لاحقًا في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2013. 

هذا و يبدو الموقف التركي اليوم أكثر إصراراً على امتلاك منظومة الدفاع الصاروخي "S-400" في ظل تمسك الولايات المتحدة بموقفها الداعم لما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية" التي تتزعمها ميليشيا "الوحدات" الكردية، لاسيما في معركة الرقة التي استبعدت تركيا عن المشاركة فيها. 

وبذلك يغدو القلق الأمريكي من وجهة نظر تركيا الدولة العضو في حلف الناتو بعد تزعزع ثقتها بحمايته لها غير مبرر أمام تعاظم المخاوف التركية من احتمال التمدد الكردي على حدودها مع سوريا في مرحلة ما بعد الرقة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات