وأشار علوان في تصريح لـ "أورينت نت" أن المجلس العسكري الذي طرح المبادرة الأخيرة في الغوطة تم تشكيله من قبل جيش الإسلام، حيث يتلقى ضباطه رواتبهم الشهرية من مالية جيش الإسلام، متهماً الأخير بالمزايدة الإعلامية والتهرب من رد الحقوق وتحمُّل مسؤولية الاعتداء على المدن والبلدات.
وكان المجلس العسكري لدمشق وريفها أطلق في الخامس من تموز الحالي، مبادرة دعا فيها الفصائل العاملة في الغوطة الشرقية إلى حلّ نفسها والاندماج في جيش واحد، له قيادة وراية واحدة، إضافة إلى إعادة هيكلة المؤسسات المدنية لتعمل تحت مظلة واحدة.
وبعد إطلاق المبادرة بأيام أعلن جيش الإسلام، في بيان مصور عن موافقته على مبادرة المجلس. والذي جاء فيه "لم يقف يوما ضد أي مبادرة لتوحيد الصفوف ورأب الصدع؛ وعليه فإن القيادة العامة لـ جيش الإسلام تعلن موافقتها على المبادرة التي أطلقها المجلس العسكري لدمشق وريفها، وتعلن استعداها للتعاون الكامل في سبيل نجاحها".
واتهم الناطق الرسمي باسم فيلق الرحمن، جيش الإسلام بتشكيل العديد من المؤسسات والهيئات في مناطق سيطرته لتكون واجهة يستخدمها بأسماء وشعارات جديدة، مشيراً لو كان الجيش جاداً في هذه المبادرة لقام بإطلاق سراح المقاتلين الأسرى لديه.
وحول إمكانية اندماج فصائل الغوطة في المرحلة القادمة، دعا علوان للاستفادة من المجلس العسكري الذي يضم الضباط المنشقين في الغوطة الشرقية والذي يقوده المقدم "ياسر زريقات"، معتبراً أن أي مبادرة يجب أن تكون واضحة.
وكان "جيش الإسلام" شن في شهر نيسان الماضي هجوماً على مواقع "هيئة تحرير الشام" في الغوطة الشرقية، وذلك بعيد توجيه عضو المكتب السياسي في جيش الإسلام "أبو عمار دلوان" اتهاماً مباشراً إلى الهيئة باختطاف رتل مؤازرة بالكامل يعود لجيش الإسلام كان متوجهاً من الغوطة الشرقية إلى حي القابون شرقي دمشق، بهدف تحصين الجبهات ضد محاولات قوات الأسد لاقتحام المنطقة، الأمر الذي أدى إلى تجدد الاشتباكات مع فيلق الرحمن.
وبلغت حصيلة القتلى جراء الاقتتال الدائر بين جيش الإسلام من جهة وهيئة تحرير الشام وفيلق الرحمن من جهة ثانية 250 مقاتلاً، بالإضافة إلى عشرات الجرحى والأسرى من كل جانب، وكلف الاقتتال خسارة القطاع الشرقي من دمشق والمكون من أحياء (القابون، تشرين، برزة) بعد استغلال النظام للخلافات الدائرة في الغوطة عبر شنه حملة عسكرية شرسة على هذه المناطق.
يذكر أن الاقتتال الحالي بين الفصائل في الغوطة، اندلع مع ذكرى "الاقتتال الكبير" في 28 نيسان من العام الماضي، بين "جيش الإسلام" وفيلق الرحمن على خلفية محاولة اغتيال تعرض لها الشيخ "سليمان طفور"، حيث أسفر الاقتتال عن مقتل وجرح عشرات العناصر من كلا الطرفين وسط تبادل الاتهامات عن اقتحام مقار عسكرية لهما.
التعليقات (4)