إيران سحبت ميليشياتها من درعا البلد
وأكدت المصادر رصد انسحاب أرتال من ميليشيات إيران وحزب الله اللبناني وحركة النجباء العراقية من الجبهة الشرقية لمخيم درعا، وتحديداً من مكان تمركزها في نقطة المطاحن وفرع المخابرات الجوية، بالتزامن مه رصد انسحاب أرتال أخرى لميليشيات شيعية من جبهات حي سجنة في درعا القريبة من الحدود الأردنية.
ووفق المصادر فإن الميليشيات التي سحبتها إيران خلال الساعات الـ24 الماضية، كانت قد دفعت بها مؤخراً، وذلك نتيجة ارتفاع مستوى المواجهات بين قوات الأسد وفصائل "غرفة العمليات المرصوص"، التي حررت أكثر من 90% من حي المنشية في درعا البلد، وباتت على تخوم حي سجنة المجاور.
وأكدت المصادر أن أرتال ميليشيات إيران انسحبت تحت جنح الليل، ووصلت إلى القطع العسكرية المنتشرة في بلدة عتمان ، بينما وصلت فرق صغيرة إلى مدينتي إزرع والصنمين بريف درعا الشمالي.
وتعزز جبهات البادية
وأشارت المصادر العسكرية نفسها، إلى أن إيران قد ترسل الميليشيات التي سحبتها من درعا إلى ريف السويداء الشرقي، ولا سيما أنها شنت قبل يومين أعنف هجوماً على مواقع الجيش السوري الحر في المنطقة، عبر الإعلان عن تدشين المرحلة الثانية من "معركة الفجر الكبرى"، بهدف الاستيلاء على مساحات كبيرة جنوبي البادية السورية من ريفي السويداء ودمشق، نحو محاور مطار السين العسكري، ومنطقة ظاظا في ريف حمص الشرقي، واحتلت مناطق "تل الأصفر وتلول سلمان والساجية".
قوات الأسد
وحول حقيقة انسحاب قوات الأسد من حوران، شددت المصادر على أن قوات النظام ما تزال تتمركز في جميع المناطق والنقاط التي تسيطر عليها في عموم جبهات درعا والقنيطرة، مشيرة إلى أن التعزيزات العسكرية التي دفع بها النظام والتي كانت قوامها من "الفرقة الرابعة" التي يتزعمها ماهر الأسد شقيق رأس النظام، تتواجد الآن في جبهات مخيم درعا وحيي سجنة والمنشية.
مصادر سياسية سورية كشفت لـ"أورينت نت" أن الاتفاق الثلاثي سيشمل خلال المرحلة القادمة انسحاب قوات الأسد الى ثكناتها قبل العام 2011، في المناطق التي تسيطر عليها فقط، وهذا يعني عودة جميع القطع والفرق العسكرية التي تنتشر في الأبنية السكنية و الدوائر الحكومية والملاعب الرياضية وغيرها إلى ثكنات النظام العسكرية في درعا و ريف دمشق.
40 كلم عن الحدود الأردنية
ورجحت المصادر، بأن تكون عملية انسحاب ميليشيات إيران، تأتي تطبيقاً للاتفاق الثلاثي حول جنوب سوريا، والذي توصلت إليه مؤخراً كلاً من (الولايات المتحدة – روسيا – الأردن)، خصوصاً أن أحد بنوده ينص على انسحاب ميليشيات إلى مسافة 40 كلم عن الحدود الأردنية.
وكان اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سوريا، قد بدأ منتصف نهار الأحد الماضي بالتوقيت المحلي، ويشمل محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة، حيث أُعلن عن هذا الاتفاق يوم الجمعة، بعد اجتماع عُقد في مدينة هامبورغ الألمانية بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على هامش قمة "مجموعة العشرين".
هذا ومن المقرر أن تنتشر في منطقة اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سوريا، الشرطة العسكرية الروسية بالتنسيق مع الأردنيين والأمريكيين.
يشار أن وكالة "أسوشيتد برس" نقلت عن مسؤول أردني قبل يومين، أن المجتمع الدولي والقوى الإقليمية والأردن لن يتسامحوا مع إقامة "خط يربط الطريق من طهران إلى بيروت".
وأضاف أن "مثل هذا الهلال الشيعي سيعطل التوازن الإقليمي ويعتبر خطاً أحمر كبيراً"، وفق تعبيره.
كذلك أكد مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية شارك في المفاوضات لوكالة "رويترز" أن وقف إطلاق النار في جنوب سوريا يعد "خطوة أولى" نحو ترتيب أكبر وأكثر تعقيداً لوقف إطلاق النار.
هدنة صامدة إلى الآن
هذا ولم تنشر الدول الراعية للاتفاق بعد خريطة رسمية توضح حدود المناطق المشمولة باتفاق خفض التصعيد جنوب سوريا، إلا أن المناطق المحررة في محافظتي درعا والقنيطرة شهدت هدوءاً نسبياً، تخلله خروقات محدودة، بواقع 26خرقاً وفق تأكيد مكتب توثيق خروقات الهدنة في جنوب سوريا، تمثلت بقصف بقذائف الهاون والاسطوانات المتفجرة وراجمات الصواريخ.
التعليقات (4)