سقف الحريات بلبنان يتهاوى.. الصحفي عيتاني قيد التحقيق بأمر من باسيل

سقف الحريات بلبنان يتهاوى.. الصحفي عيتاني قيد التحقيق بأمر من باسيل
استدعي الصحفي اللبناني فداء عيتاني، اليوم الإثنين، إلى مكتب مكافحة "الجرائم المعلوماتية" في لبنان وقال صحفيون لبنانيون إن استدعاء عيتاني جاء بسبب موقفه من مداهمة الجيش اللبناني لمخيمات السوريين في عرسال وقتله لأكثر من 20 سورياً بالإضافة لاعتقال المئات وموت أكثر من 10 منهم تحت التعذيب .

جبران باسيل

وكان عيتاني نشر مقالاً في مدونته "حدثنا غودو" مساء يوم أمس الأحد أعلن فيها عن تلقيه مذكرة استدعاء للتحقيق من جهة أمنية لم يذكرها وقال إنه لا يعلم سبب الاستدعاء.

وقال ناشطون لبنانيون إن استدعاء فداء بسبب مواقفه المعروفة في تأييد الثورة السورية ومشاركته بحملة التضامن التي أطلقها عدد من الصحفيين والمثقفين اللبنانيين للتضامن مع السوريين في لبنان والتنديد بعملية اقتحام مخيمات عرسال والإعتداء على اللاجئين السوريين فيها..للمزيد: ارتفاع حصيلة ضحايا عمليات التعذيب في أقبية جيش لبنان بحق معتقلين سوريين

ونقل الناشطون عن الصحافي حسام عيتاني، بحسب موقع جنوبية،  أن استدعاء فداء جاء على خلفية بوست فيسبوكي انتقد فيه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مما دفع الأخير إلى التقدم بدعوى ضده، وتلفت المعلومات إلى أنّه لا يستبعد توقيف عيتاني في حال لم يسحب المنشور ويعتذر وهذا ما يرفض الامتثال إليه.

https://orient-news.net/news_images/17_7/1499701874.jpg'>

وكان الصحفي اللبناني نشر في صفحته على الفيس بوك في الأسبوع الماضي منشوراً قال فيه (دهس طفلة. مداهمات. تنكيل باللاجئين. قتل عشوائي. اعتقالات بالمئات. اجبار الناس على العودة الى سوريا بالقوة. مزبلة ميشال عون وقوات مسلحة تلتحق بفاشية حزب الله واحقاد بقايا المارونية السياسية. ادعاءات بوجود ارهابيين لا يمكن لطرف محايد التأكد من صحتها. كل ذلك بنكهة سعد – المشنوق – صفا.

بلاد بتسوى جبران باسيل انتو اكبر قدر…)

وأطلق الناشطون هاشتاغ للتضامن مع عيتاني والمطالبة بإطلاق سراحه تحت اسم " ‫#‏فداء_عيتاني‬" حيث يشهد الهاشتاغ الذي لم يمض على إطلاقه سوى ساعات تفاعلاً كبيراً ومطالبات بإخلاء سبيل عيتاني.

وفيما يلي نص المقال الذي نشره فداء يوم أمس:

اعتراض النفس الأخير

يقتل الجيش اللبناني معتقلين تحت التعذيب، تتعزز شبهة قيامهه بذلك يوما اثر يوم، وهي التهمة التي تجد من يرحب بها، ويرحب بعملية مداهمة عنيفة لمخيم للاجئين سوريين، مع اطلاق نار وقتل واعتقالhttps://orient-news.net/news_images/17_7/1499702916.jpg'> المئات منهم، تحت ذريعة عملية استباقية، تخللها عمليات انتحارية.

يزداد عنف البلاد، العنف يتحول إلى الخيط الجامع بين كل المكونات الاجتماعية، ولم يمنع البعض انفسهم من دعوة المعترضين على العملية العسكرية الأخيرة إلى الرحيل من البلد، او دعوة القوى الأمنية إلى اعتقالهم وزجهم في الزنازين، بينما يحتفل اللبنانيون بنجاح ابنائهم بالمدارس باطلاق النار.

يتبرم بعض حاشية رئيس الجمهورية وبطانته من الانتقاد والاتهامات بالفساد، الاتهامات التي كانت تطال كل الرؤساء (والارجح انها محقة) وكل العهود بوزرائها ونوابها. الا ان هناك من بالغ في الفساد وبالغ ايضا وبشكل مواز برد فعله عليه، باتت الاشارة إلى الفاسد تتطلب تحمل كل سفاهته، وادعاءاته بالتفوق والاخلاقية، واتهاماته للاخرين بالشعبوية، لا وبل تحمل ترداد جمهوره لمقولاته دونما تمحيص او ادراك.

لقد انفك العقد الاجتماعي الواهي بين مكونات البلد، وباتت الطوائف اشد انعزالا، وصار قادتها يترنحون يمينا ويسارا دون رادع او وازع، بوصلتهم الوحيدة الانتفاع ورشوة بعض الخلص، والجمهور الاوسع يعاني ما يعانيه، الا ان الخوف من الطوائف الاخرى من جهة، وبعض الفتات من مقومات الحياة من ناحية اخرى، وضيق الحال عامة، يدفع جماهير الطوائف إلى الاستشراس ضد بعضها بعضا من اجل الحفاظ على وجود يشبه كآبة الموت.

بات من واجبنا اليومي أن ننعى بلدنا وما فيه.

وبلغ ضعف الأجهزة الرسمية عجزها عن التحفظ على تجار باجساد النساء عنوة واغتصابا، باتت الاجهزة الرسمية في موقع قوة فقط حين تطلب منها قيادات طوائف بذاتها قمع اللاجئين السوريين، وتهز باقي القيادات الطائفية رأسها موافقة، او حين تقرر اعتقال ناشطة من هنا او ضرب ناشط من هناك.

دولة العجز القاتل

تراكم العجز منذ العام ٢٠٠٥ خاصة. والعجز نهج مميز في بلاد تعتاش وتجدد حكم ديكتاتوريات طوائفها من خلال الازمات، الا ان الازمات وصلت جدارا صلبا هذه المرة، لم يعد يمكن تجاوزه، ومنذ اكثر من عقد باتت الأزمات تتراكم، والسلطة السياسية تشتد عجزا وترهلا، امام طوائف تزداد شراسة في مواجهاتها الدموية حينا والباردة احيانا، اشتباكات في مناطق هامشية كباب التبانة وجبل محسن، بينما ينعم البلد برخاء صيفي او قتال شتوي في سوريا، فشل في حل ازمة النفايات، تزايد اسباب الموت الجماعية وانتشار الامراض المستعصية دون ان يتحرك اي مسؤول حكومي، مترافق مع شعارات رنانة من قبيل تحرير فلسطين واستعادة حقوق المسيحيين، او العبور الى الدولة.

وصلت السلطات إلى ادنى احوالها مع مجيء ميشال عون قائد الجيش السابق إلى سدة حكم بعبدا، ليس أمام هذا الرجل وزبانيته من مخرج إلا القاء اللوم على غيره، والدفاع عن نظام متهاو، ولكن الـ”غيره” شرس وقادر على القتال، وهو في النهاية شريك في نهب المال العام وبعض من الثروات المتبقية في البلاد، كالعقارات والنفط وغيرها من الريوع. تم اختراع “آخر” على عجل، انه اللاجئ السوري، هذا الذي يستوطن في بلادنا وكأننا لم نرسل له مئات الاف المقاتلين، على دفعات وخلال اكثر من خمسة اعوام، لتدمير بلاده وقتل اقاربه، وقبضنا اكثر من ثلاثة مليارات من الدولارات ثمنا لوجوده عندنا.

الـ”اخر” هو سبب بلائنا، وهي ليست المرة الأولى التي يرفع بها لبنانيون هذا الشعار، المرة الماضية اوصلنا هذا الشعار إلى حرب اهلية، وغطى الصراع الداخلي بصخبه واسس لوطنية فاشية استطالت حتى نهاية الحرب، وما لبثت ان عاودت الظهور اليوم، ولكن مع تغيير اسم الاخر، من اللاجئ الفلسطيني، الذي تحول مقاوما، إلى اللاجئ السوري الذي يتم سحقه تحت احذية جنود مسحوقين في يوميات الحياة المحلية.

هذا الحل الوحيد للعجز القاتل للدولة الفاشلة، القاء اللوم على اخر، غريب، اجنبي، تحميله كل اوزارنا، وعلل الفشل الكامل لخدمات الدولة، واجهزتها، وتوجيه الانظار نحوه، بينما هناك من يفرغ جيوبنا من مواردها، ويكم افواهنا، ويمنعنا من الاعتراض وجعا.

وفوق ذلك هناك من يطالب بسجن المعترضين او رحيلهم من البلاد. والحل الأخير يحفظ بعض الانسانية فينا، ويقينا الانحدار الى موافقة مضمرة على عته يزداد انتشارا بين ابناء جلدتنا.

 

غدا (الإثنين في العاشر من شهر تموز لعام ٢٠١٧) سأمثل أمام التحقيق، في قضية لم ابلغ بمضمونها رسمياً بعد، الا انها ولا شك جزء من جو عام بات ينتشر ويطالب بمنع الاعتراض، ومنعنا من اطلاق الزفير الأخير في هذه البلاد التي تختنق بازماتها.

التعليقات (1)

    احمد

    ·منذ 6 سنوات 9 أشهر
    يجب على كل شريف (وهم قله ) في لبنان وسوريا والعالم الوقوف الى جانب السيد فداء عيتاني وحمل قضيته الى كل مكان واظهار صوته وحقيقة ما يجري في لبنان زمن عون وحزب زبالة لبنان المسمى زورا وبهتا نا حزب (الله) وبقا يا القوميين السوريين وكل هؤلاء الاوغاد الذين يديرون لبنان
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات