ما يجولُ في خواطرِِنا

ما يجولُ في خواطرِِنا
لطالما سمعنا ورأينا وخضنا تجارب كثيرة في حياتنا، خرجنا من أزمات ودخلنا في مواقف وصفت بأنها الأصعب، من خلال تجاربنا الشخصية تخطينا حواجز عالية، واتخذنا قرارات مصيرية تعلقت بحياتنا ومستقبلنا  خضنا معارك خاسرة، وأخرى رابحة في علاقاتنا الاجتماعية ،القاسم المشترك بين كل هذه الأحداث وتطورها أنها قضاء الله وقدره، وكما نعلم أن القدر مكتوب ..

نستحضر بعض هذه المواقف وما أفرزته من تجارب، ورؤية باتت واضحة وضوح الشمس، وبشكل تلقائي تتكون الأفكار التي تجول في خواطرنا نفكر ونخطط ونتخذ مواقف، ونحدد علاقات حاضرة ومستقبيلة نرسم حدوداً جديدة مع الأشخاص والمحيطين بنا لعدة أسباب .

وكما نعلم أن الفكر هو الموجه الرئيسي لسلوكنا، وأساس أي تغيير أو تطور في حياة الإنسان يجب أن يبدأ بتغيير الفكر ،لأنه الأساس في رسم وتخطيط ما نصبو إليه في حياتنا .

كم تمنينا أن نكون متقدمين ومختلفين عن الآخرين، وأقصد بالآخرين عن المحيطين بنا، بداعي المثابرة والتميز والمنافسة الشريفة .

كم تمنينا أن نختار أحدهم ليكون حبيباً أو صديقاً مقرباً، أو حتى أرشيفاً لأسرارنا نبوح له بكل ما نريد، و بصوت عالي أقرب للصراخ تعبيراً عن فرحتنا بهذه الفرصة .

كم تمنينا أن نصرح لأحدهم بمشاعرنا، وما نخبئه له من حب ومودة أو حتى شخص غريب فقط لجمال عينيه، ولأنه أتاح لنا فرصة البوح بما نشعر به نراقب أشخاص لا نعرفهم، فقط لمجرد موقف واحد أو حتى إشارة واحدة ربما تكون غير مقصودة، ولكننا سرحنا وبالغنا كثيراً بهذه الإشارة مواساة لأنفسنا .

كم تمنينا أن نكون قادة في المجتمع، وأشخاص مؤثرين في مواقعنا ومراكز عملنا، وأن نشغل مناصب لتقديم خدمات لكل من يحتاجها وما يمليه علينا ضميرنا الإنساني.

أليس ما يجول في خواطرنا هو نوع من أنواع الطموح والفكر الصامت الإبداعي ؟

أليس ما يجول في خواطرنا هو دعوة لتقويم الذات والظهور بأفضل صورة ممكنة ؟

ما يجول في خواطرنا أسمى وأرفع بكثير من عالم الماديات، الذي نعيشه والذي تحكمه غطرسة البعض وقوتهم المادية، هناك في تفكيرنا الصامت نتعامل مع أرقى النفوس، مع إنسانيتهم ومعنوياتهم وضمائرهم وليس مع مادياتهم .

طبيعتنا الإنسانية  ترفض كل أنواع الظلم، وما ينتجه عالمنا المحسوس من سلبيات، والذي نراه في مجتمعاتنا وإن وافقنا عليه على أرض الواقع نجد أنفسنا نرفضه تلقائياً في داخلنا، نقول لأنفسنا هذا خاطئ ولا يتوافق مع تفاصيل إنسانية الإنسان.

ولكن بالمقابل ألم نفكر بتفكير سلبي، ألم نخطط لبعضهم بالمكيدة وأغرتنا ماديات الحياة ، وتسللت سلبيات العالم المادي إلى خواطرنا، وخاضت معارك داخلية مع ضميرنا الإنساني ،هل تستطيع أن تقول لي من يكسب المعركة في الغالب ؟

مهلاً مهلاً لا يمكنك الخلط بين الإنسانية وطبائع البشر!!

الإنسانية ثابتة أما طبائع البشر متقلبة، وتختلف فيما بينها من شخص لشخص، هذا في مفهومه العام كله بتقدير الرب الكريم ،ولحكمة أرادها  هناك الصالح والسيء نحن نتحدث عما يجول في خواطرنا محاكاة للطبيعة الإنسانية وضميرها الحي، بعيداً عن توجهات البعض السلبية والتي تلوثت إنسانيتهم لعدة أسباب ومصالح مادية دنيوية .

الإبتعاد عن ما يمليه علينا ضميرنا الداخلي والالتفات للمغريات الخارجية المادية، سبب رئيسي لتلاشي الصواب والحق في الإنسان، نسير هنا في طريق مظلم غالباً سيكون طريق الهلاك ،وستكون الخواطر السلبية سيدة الموقف المرتبطة بطبيعة الشخص ذاته لا دخل للإنسانية فيها .

كارثي ومؤلم أن تتزاحم الخواطر والأفكار في مخيلتنا، ولا نجد في هذا العالم الواسع من يسمعنا ويفهمنا ،لا نجد من يصغي إلينا ويشاركنا رأيه بهذه الخواطر، هنا فقط نشعر بالوحدة واليأس، وكأننا نعيش لوحدنا في هذه الدنيا، ربما ستصل لمرحلة عدم الثقة بالنفس ،لأن خواطرك تنبع من داخلك وتموت بداخلك، وكأنها أسيرة كأحلامك الصعبة لا تقوى على الحراك، وكتب عليها البقاء في أرشيف فكرك الباطني .

لا نريد من أحد أن يساعدنا أو أن يعطف علينا، فقط نريد من يسمعنا ويصغي لما في داخلنا من خواطر وأفكار صامتة لا نستطيع البوح لأي شخص عنها ، فقط نريد من يفهم ويشاركنا هذه الخواطر التي تنسجم مع طبيعة الإنسان العاقل، والمفعم بالعواطف الإنسانية البحتة .

نزار قباني وغسان كنفاني وجبران خليل جبران وأحلام مستغانمي وغادة السمان وأحمد الشقيري وابراهيم الفقي، والقائمة تطول من هؤلاء الرموز ألم يستخدموا خواطرهم بإيجابية، والتي شرحت الواقع ووضحت لنا أموراً تدلنا لطريق الخير ،فمنهم من استثمر خواطره للتقرب من الله ومنهم من بسط لنا الحب لنطبقه فيما بيننا، ومنهم من زودنا بجرعات غير محدودة من التنمية البشرية ورفع المعنويات.

ما يجول في خواطرنا من جوانب إيجابية نابعة من إنسانية الإنسان وجوانب سلبية نابعة من طبيعة الشخص المتقلبة، تحتاج لذلك الشخص المتحمس لسماعها والمتفاعل معها، لا يحمل أي توجهات ومواقف سلبية تجاهها ،تحول دون وصول فكرتها الأساسية للعالم الخارجي .

اختلاف التفكير والسلوك وثقافة وطبيعة ومزاجية الأشخاص هو أمر طبيعي، وهذا ما يفسر وجود خواطر إيجابية وأخرى سلبية، خواطر تميل للخير وأخرى تميل للشر، مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالنفس البشرية وكما نعلم النفس أمارة بالسوء .

قلوب البشر وعقولهم واحدة في تكوينها الخلقي سبحان الخالق لكن الإختلاف في الطباع التي تنبئ عن صاحبها، وتدل عليه وكل عضو في الإنسان ،وما يتركه من أثر لدى الآخرين، وما يصدر عنه من خير أو شر وغيرها من أمور تختلف في المقصد والغاية بين إيجاب وسلب، بحسب ما يوجهنا إليه ذلك القلب، فإن كان هذا القلب مستجيباً لشرع الله متعمقاً في ما يدعو إليه دين الإسلام اهتدى مع صاحبه إلى طريق الخيروالمحبة، وإذا كان عكس ذلك سيكون من أهل الشر والبغضاء...

التعليقات (5)

    أبو منصف اليمني

    ·منذ 6 سنوات 8 أشهر
    أتفق مع صاحب المقال محمد الشيخ الذي يحمل عنوان :"ما يجول في خواطرنا"، فيما جاء فيه من أفكار قيمة تفيد الإنسان في حياته الخاصة والعامة،إلا أني اختلف معه في الخلاصة التي وصل إليها قوامها من "اتبع شرع الله يعتبر _في نظره_ إنسانا خيرا وصالحا، والعكس صحيح، إنها معادلة قاسية وصارمة تقصي مجموعات إنسانية نافعة ومفيدة لغيرها رغم كونها لا تتبع شرع الله أو ليست مخندقة في هذا المجال، لكنها تتصرف وفق سجيتها وفطرتها البشرية، وليست من أهل الشر والبغضاء...أليس كذلك؟

    Safia keiralla

    ·منذ 6 سنوات 8 أشهر
    كلام سليم وكل انسان يشعر بوحدة عجيبه حتى المحاطين باصدقاء احيانا حقينقيين واحيانا مزيفين ، مثلا انني احتاج لصديق مثل حاجتي للطعام ،صديق مختلف عن الولد او القريب كيف لي الحصول على من لي باتسان اذا خاصمته وجهلت كان الحلم رد جوابه؟

    اااا

    ·منذ 6 سنوات 8 أشهر
    ان اكبر خطئ وقعت به الهيئة العليا للمفاوضات هو القبول بمنصة موسكو ومن لف لفهاممن يزعمون انهم شخصيات مستقلة غايتهم وتدميرالمفاوضات فهم بالنسبة للسوريين ليسوا الا مندسين بالتالي مزبلةالتاريخ كما انهم ليسوا الا متملقين ومتسلقين على. دماءواشلاء ذلك الشعب كما انه لم يتم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب. وهذا مااشرتم له بالنسبة لنائب رئيس وفد التفاوض والذي يجب ان ذا خلفية قانونية ولكن جرى تعيين شخص لاعلاقة. له اي رجل اعمال زعما انه مستقل وذلك لتخريبها. كما يجب ان يكونلاعمار مرهون برحيل الن

    ااا

    ·منذ 6 سنوات 8 أشهر
    ان الشعب السوري لايدري في الواقع حتى الان لماذاتشكل هذا التنظيم الذي يدعى بحكومة الانقاذ. الايكفينا انقسما والناس تعاني من ويلات الحرب ثم ماذا قدموا بقرارهم الغير المسؤول سوى خدمة لعدوي ديننا الحنيف بنظرهم وهذا لايديل الا على فشل وسوء تخطبط حيث انكم غيرقادرين على نصف ما تتكلمون عنه ان تصرفاتكم اللامسؤولة سوف تسيئ الى الثورة وبالتالي لاهدف لهم الا. ان يخطفوهاباسم الدين وهذا ماجرى لايران في العام تسعة وسبعين هاؤولاء بقرارتهم اللامسؤولة يريدون ان بلادنا على اءشلاءوالام شعبنا. بل وغايتهم تمزيق الصف

    ااا

    ·منذ 6 سنوات 8 أشهر
    ان ليس من المستغرب ان حكومة ماتدعى الانقاذهي ليست الا حكومة استبداد غايتها اشغال السوريين عن قضاياهم المصيرية التي تخص سوريا حيث انهم نصبوا انفسهم ممثلين لثورة السوريين وشعبها كما هو الحال في ايران غايتهم تدمير الثورة السورية وخدمة المشروع الايراني وذلك تلك القرارت التي لاتسمح للمرأة السكن بدون محرم. بل ان تلك القرارت تسيئ للشعب السوري وهي غريبة عن مجتمعناوبالتالي فان الذين يتخذون من الدين ستارا لهم وذلك لخدمةمخططات ايران وبالتالي يجب دعم الحكومة الانتقالية كماعدم الاعتراف بحكومةالانقاذالمشبوهة
5

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات