"أبو النياشين" هو أحد ألقابه، فهو يثقل صدره بنياشين وأوسمة لم يحصل على مر التاريخ أنْ تقلّدها قائدٌ عسكري في حياته ولا حتى أعتى قادة جيوش العالم، رغم أنه لم يحقق أي إنجاز عسكري حقيقي في حياته، إلا إذا اعتبرت المجازر بحق أهل حماة أو بيع الجولان إنجازات عسكرية.
إنه مصطفى طلاس وزير الدفاع الوحيد الذي رافق حافظ الأسد في مسيرة ديكتاتوريته على الشعب السوري، حيث شغل هذا المنصب إضافةً لمنصب نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة ونائب رئيس مجلس الوزراء منذ عام ألف وتسعمئة واثنين وسبعين وحتى عام ألفين وأربعة .
إنه الخل الوفي لحافظ الأسد، فقد لعب الدور الأكثر نجاعةً في تنفيذ الأوامر، دون أي مانع، وباعترافه فقد وقّع آلاف أحكام الإعدام الميدانية بحق السوريين بعد مجازر حماة، بل وكان له الدور الأبرز في حماية حافظ عندما هدّد بانقلاب من أخيه رفعت، لا بل حمل وصية حافظ الأب أنْ يضمن وصول ابنه بشار لسدة الحكم، وكأن البلاد مزرعةٌ لهم.
وفقاً لادعائه فهو يملك قائمةً طويلة جداً من الشهادات والدرجات العلمية من الماجستير وصولاً إلى الدكتوراه بمرتبة بروفسور، وبطبيعة الحال ما من شهادة في العلوم العسكرية إلا وله اسمٌ فيها، ولكنْ مع تنويه سريع أنه بالمرتبة الثانية بعد حافظ الأسد صاحب المركز الأول في كل شيء.
وعلى ما يبدو أن عمل طلاس كوزير للدفاع ترك فراغاً كبيراً في حياته ما دفعه لإعداد الكثير من الدراسات.. حتى إنه أسس داراً للنشر سماها باسمه ليستطيع إصدار هذه الكتب إلى الأسواق، ولعل أشهر كتبه وأكثرها رواجاً كتابه (فن الطبخ).
أما شهرته الأوسع فهي ولعه بجمع المال عن طريق الرشاوى والاختلاسات مستفيداً من غض النظر الذي كان يمارسه حافظ الأسد على سرقات رجاله المقربين منه.
ميزة مصطفى طلاس المهمة، بشغله منصب وزير للدفاع لا وزن له ولاقيمة، أنه يشكل الأنموذج المثالي لكيفية اختيار حافظ الأسد للأشخاص كممثلين لطائفة السنة، لكي يجمّلوا نظامه، ويبعدوا عنه شبهة الطائفية، التي عمل على ترسيخها طيلة عقود حكمه.
وككل المسؤولين في زمن الظلم والواسطات استطاع طلاس الأب تمييز أبنائه من بين ملايين السوريين، فأولهم تفوق في الاقتصاد ليحتكر بعض الأصناف كقسمة عدل مع بقية الشركاء في نهب الوطن، والآخر اعتلى سريعاً المراتب العسكرية برفقة صديقيه باسل وماهر الأسد، ليتصادف مع قيام الثورة أنْ ينشق الشقيقان متبرئيْن من الجميع عدا والدهما الذي كان بنظرهما عضواً في نظام سفاح وليس فاعلاً فيه، رغم حجم المراتب والجرائم التي ارتكبها، وأكثرها دمويةً مجزرة حماة.
التعليقات (7)