"مونيتور" يكشف عن لقاء أمريكي روسي حول جنوب سوريا

"مونيتور" يكشف عن لقاء أمريكي روسي حول جنوب سوريا
كثف مسؤولون أمريكيون وروس اتصالاتهم بشكل هادئ خلال الأسابيع الأخيرة بغية تقديم صفقة لإنشاء مناطق آمنة جنوب سوريا.

وبحسب ترجمة "أورينت نت إنكليزي" عن موقع Al-Monitor.ذكر دبلوماسي سابق من دول المنطقة تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه أن المحادثات شملت اجتماعاً في الأردن أواخر أيار. وقد تفاوضت روسيا وإيران وتركيا على إنشاء أربع مناطق تهدف لتخفيف التوتر بين قوات بشار الأسد والمعاضة السورية المسلحة مطلع أيار؛ وتحاول إدارة دونالد ترامب أن تنظر في طبيعة الدور الذي يمكن للولايات المتحدة أن تلعبه. 

وقال الدبلوماسي السابق: "التقى الأمريكيون والروس بالأردنيين في الأردن لمناقشة تلك المناطق في الجنوب. كان الاجتماع في الأردن جانباً يتيح للولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل والأردن العمل معاً على إنشاء منطقة تخفيف توتر جنوب سوريا".

 وتحرص الولايات المتحدة تحديداً على أن تحفظ أي صفقة بشأن مستقبل سوريا استقرار حليفيها المقربين إسرائيل والأردن. وقالت إسرائيل من جانبها إنها لن تتسامح حيال أي وجود إيراني على حدودها مع سوريا. 

وذكر المصدر أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون يتولى مهمة التعامل مع روسيا في خضم اتهامات بتآمر حملة ترامب الرئاسية مع موسكو. وأضاف الدبلوماسي السابق أن المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي لدى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، بريت مكغورك، والمبعوث الأمريكي إلى سوريا، مايكل راتني، شاركا في المحادثات التي عقدت في الأردن. ولم يجب أي مسؤول رسمي عن الاستفسارات. 

وقال المصدر أيضاً: "إن أولوية إدارة ترامب في سوريا هي وقف القتل، ولذلك فهم على استعداد لمراقبة ما تقوم به لروسيا ومستعدون لإعطاء روسيا دوراً رئيسياً لتلعبه بغية التوصل إلى حل، بحيث تتوجب مغادرة كل من الأسد وإيران في نهاية المطاف".

لقد التقى الأمريكيون والروس بشأن سوريا بشكل هادئ ودون الإعلان عن ذلك، حسبما أكد دبلوماسي دولي رفيع المستوى يعمل في الشأن السوري لموقع Al-Monitor.

وقال ذلك الدبلوماسي رفيع المستوى الذي فضل عدم الكشف عن اسمه في إشارة منه للأمريكيين والروس: "اجتمعوا أكثر من مرة، ومن الصعب التكهن بما توصلوا إليه، لكن يبدو بأنهم عقدوا نقاشات جدية، ويحاولون كذلك زيادة قدرتهما على المساومة من خلال تحركات في الميدان لتبيان أصحاب اليد الطولى في وادي نهر الفرات. أرى أن الحدود مع الأردن التي يشكل جزء منها منطقة تخفيف توتر وصولاً إلى نهر الفرات يجب ان تخضع لتفاهمات روسية أمريكية، وبالتالي تفاهمات ضمنية بين النظام والأردن وإسرائيل".

لم تؤكد وزارة الخارجية الأمريكية عقد الاجتماع في الأردن، لكنها ذكرت بأنها تدأب على السعي لخفض مستوى العنف في سوريا. 

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية فضل عدم الكشف عن اسمه في تصريح له لموقع  Al-Monitor: "إن الولايات المتحدة ملتزمة دائماً بدعم حل دبلوماسي للنزاع السوري من شأنه الوصول إلى سوريا أكثر تمثيلاً واستقراراً وخالية من الإرهاب. وقد ذكرنا مراراً أنه ليس هناك حل عسكري للأزمة في سوريا، وعملنا بلا كلل لتحقيق تخفيف لمستوى العنف وهزيمة تنظيم الدولة والقاعدة والإرهابيين الآخرين".

لكن الكونغرس كان أكثر صراحة، حيث أوضح السيناتور الجمهوري عن ولاية تينيسي بوب كوركر خلال اجتماع لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ في الخامس والعشرين من أيار أن تيلرسون طلب من الكونغرس تأجيل التدابير المتعلقة بعقوبات جديدة على روسيا ريثما يعمل هو على الوصول إلى اتفاق بشأن سوريا.  

وذكر كوركر في حديثه الأسبوع الماضي أن تيلرسون طلب إتاحة فرصة بسيطة لتغيير مسار العلاقة مع روسيا، ونبه بأن صبره يكاد ينفد ووعد الصحفيين بأن تيلرسون سيتلقى وابلاً من الأسئلة عن الموضوع. وقال كوركر إنه ينوي المضي قدماً في مشروع العقوبات الجديد على روسيا، وذلك في حال لم يحضر الوزير تيلرسون مبكراً في جلسة العمل القادمة ليخبرهم بأن هناك أموراً من شأنها تغيير مسار العلاقات الأمريكية الروسية. وأردف كوركر بالقول: "أستطيع إخباركم أنني لا أرى أي فرق مطلقاً، فالروس يواصلون العمل ضد مصالحنا".

وأكد مسؤول أردني بأن هناك العديد من الاجتماعات الجارية الني تعقد بشأن سوريا في الأردن وجنيف والأستانة وغيرها من الأماكن. وصرح ذلك المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لموقع  Al-Monitor: "نحن في الأردن نعقد اجتماعات واتصالات مع كل الأطراف المعنية التي لها تأثير على الأرض من روس وأمريكيين وأطراف أخرى. وهدفنا هو تشارك رأينا ورؤيتنا حول الوضع بما فيه خدمة مصلحتنا الوطنية الاستراتيجية المتعلقة بتأمين حدودنا".

وصرح السفير التشيكي لدى الولايات المتحدة، هاينك كمونيتشك، لموقع Al-Monitor قائلاً: "ركزت النقاشات الأمريكية الروسية الأخيرة على جنوب سوريا. يمكننا على الأقل قول ذلك نظراً لما آل إليه الوضع في الميدان. إذا أثمرت هذه المقاربة، فقد تكون مثيرة للاهتمام من الناحية الاستراتيجية. ومن شأنها أن تكون اختباراً لاستعداد روسيا والتزامها."  وأضاف كمونيتشك الذي تمثل بلاده الولايات المتحدة في سوريا: "لن يكون الأمر سهلاً. يريد الجانب الأمريكي إنشاء جزر استقرار، مناطق تخفيف توتر، فيما يسخر الروس من الفكرة ويرونها جزر استقرار للجهاديين؛ لذا عليهم أن يقنعوا بعضهم البعض. يحتاج الروس إلى تسوية سياسية كي يخرجوا، وهم تواقون للحصول على شيء ما".

لقد راوغت إدارة ترامب حيال اتصالاتها مع روسيا، ويمكن أن يعود ذلك للتأثر بالتدقيق الذي يخضع له البيت الأبيض بعد أن جزمت الأوساط الاستخباراتية الأمريكية بأن موسكو تدخلت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016 لدعم ترامب. وذلك التدخل المزعوم قيد التحقيق من قبل الكونغرس ومكتب التحقيقات الفيدرالي والمستشار القانوني الخاص روبرت مولر.  

وقال الخبير في الشأن الروسي لدى معهد كينان، مايكل كوفمان: "يجب أن يبقوا الأمر خلف الكواليس. الوقت الراهن غير ملائم للبوح بأنهم يحققون بالفعل تقدماً مع روسيا حول الترتيبات المتعلقة بسوريا. وهناك تصور بأن الإدارة الحالية مقيدة كثيراً فيما يمكن أن تقوم به مع روسيا حالياً".

 وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد ألمح في مقابلة له مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية في الثلاثين من أيار إلى مشاورات أمريكية روسية تتركز تحديداً على حدود سوريا الجنوبية مع كل من إسرائيل والأردن. وقال بوتين: "بتنا نرى بعض التحولات مؤخرا ًعلى سبيل المصادفة، وهناك نتائج فعلية. لقد هاتفت الرئيس ترامب وأبدى بشكل عام دعمه لفكرة إنشاء مناطق تخفيف توتر. إننا ننظر الآن في كيفية تلبية مصالح البلدان الواقعة جنوب سوريا على أكمل وجه، مع الأخذ بعين الاعتبار مخاوف الدول التي تواجه متاعب في هذه المنطقة، وأعني بذلك الأردن وإسرائيل وسوريا نفسها. وروسيا مستعدة بالطبع لتعير اهتمامها لما ستقوله الولايات المتحدة وشركاؤنا الأوروبيون. لكن مرادنا أن يكون الحوار محدداً وموجزاً بدل الحديث عن ادعاءات وتهديدات متبادلة. هناك حاجة لجهود حقيقية".

وفيما كانت وزارة الخارجية صامتة حول النقاشات الأمريكية الروسية الأخيرة بشأن مناطق تخفيف التوتر في سوريا، أقر البنتاغون بسرعة بوجود اتصالات مكثفة بين العسكريين لتجنب أي مواجهة غير مقصودة مع الروس في سوريا، وتحديداً في خضم استعدادات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لاستعادة الرقة من تنظيم الدولة.  

وقال قائد سلاح الجو في القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال جيفري هاريغيان، للصحفيين في البنتاغون يوم الرابع والعشرين من أيار: "أعتقد أننا سنقدم العون مع مضينا قدماً واستمرار اكتظاظ المجال الجوي، إضافة إلى مواصلة النظام التحرك إلى أقصى الشرق. أرى أن علينا كبح الغموض، لأن ذلك يتيح لنا فهم غايات الروس في المواضع المحتملة للخلاف." وأضاف هاريغيان: "لكن المحادثات الأمريكية الروسية بين العسكريين حول تجنب الصدام المسلح لا تنطوي على نقاش حول مناطق تخفيف التوتر في سوريا". 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات