ماكرون "القوي" القادم.. هكذا فاجأ الرئيس الشاب العالم

ماكرون "القوي" القادم.. هكذا فاجأ الرئيس الشاب العالم
لم تمض أيام على انتخاب الرئيس الفرنسي الشاب "إيمانويل ماكرون" لقيادة فرنسا، حتى بدأت أولى سماته القوية بالظهور أمام قادة العالم، إلى جانب تصريحاته القوية التي أطلقها أثناء حملته الانتخابية التي من شأنها أن تتحول إلى قرارات حاسمة في حال طبقت على أرض الواقع ما ينذر بحرب سياسية قادمة أبطالها الكبار.

وإلى جانب خطة ماكرون الداخلية لفرنسا، تبرز السياسة الخارجية كأبرز ملمح للرئيس الشاب، الذي بدا أقوى مما كان متوقعاً.

ماكرون يرسم الخط الأحمر..

ولعل محطة سياسية لماكرون منذ توليه منصب رئيس الجمهورية حتى الآن، هو تصريحه أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اجتمع به يوم أمس الإثنين راسماً خطاً أحمر جديداً للنظام السوري بمنع استخدام السلاح الكيماوي مجدداً.

وفي أول مؤتمر صحفي مشترك مع بوتين أطلق ماكرون تحذيره بأن أي استخدام للأسلحة الكيمياوية في سوريا سيكون موضع رد فوري من فرنسا، ما يعيد للأذهان التصريح الأمريكي الشهير للرئيس باراك أوباما الذي كان رسم خطاً أحمر مشابهاً تم تجاوزه مرات عدة.

وكان ماكرون دعم خلال حملته الانتخابية التدخل ضد نظام بشار الأسد تحت رعاية الأمم المتحدة إثر استخدامه الكيماوي في إدلب، كما عارض محاولات روسيا لفرض نفوذها على السياسة الداخلية لفرنسا، متهماً إياها بالعمل ضد حملته الانتخابية، وقال "إن العملية العسكرية يجب أن تكون جزءا من خارطة طريق دبلوماسية و سياسية".

ماكرون وترامب ومصافحة طويلة..

وفي لقاء آخر ماكرون مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس الماضي، وقع الرئيس الشاب من جديد على تحد آخر، كان نده فيه الرئيس الأمريكي المعروف بمصافحاته الغريبة.

حيث جرت قبل مصافحة بين الرئيسين في مقر السفير الأميركي في بروكسل، وذلك خلال غداء عمل، رصدتها جميع الكاميرات بسبب الطريقة التي أمسك بها الرئيس الفرنسي الشاب يد ترامب، المعروف بقبضته القوية، حتى إن الرئيس الأميركي حاول سحب يده ظناً منه أن المصافحة انتهت، إلا أن ماكرون ظل ممسكاً بيده. وبدا الرجلان في الصورة التي انتشرت بشكل واسع كمن "يكز على أسنانه".

ويعرف عن ترامب بمصافحاته الغريبة حيث يشد على يد مقابله بطريقة قوية، وظهر ذلك في أكثر من موقف، فقد كان الرئيس الطاجيكي، إمام علي رحمان، مستعداً جيداً لمعركة مصافحة مع ترامب حينما التقاه الثلاثاء، 23 مايو/أيار.

كما يعرف عن ترامب تلك المصافحة الغريبة التي امتدت 19 ثانية مع رئيس الوزراء الياباني الذاهل على نحوٍ واضح شينزو آبي، وهناك أيضاً تلك المرة التي بدا أنَّ رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، يهزم فيها أسلوب مصافحة ترامب الغريب.

لحظة الحقيقة..

وعن قضية المصافحة مع ترامب يقول ماكرون إن تلك اللحظة كانت بمثابة "لحظة الحقيقة".

وأوضح ماكرون في حديث لمراسل "le journal du dimanche" أن تلك المصافحة لم تكن عفوية، بل أراد من خلالها القول إنه "لا يترك شيئاً يمر مرور الكرام". وأضاف: "هكذا تفرض احترامك".

وتشير الصحيفة إلى أن هذه الغرابة والحرج قد يكونان نابعَين من دعم ترامب الضمني لمنافسة ماكرون، مارين لوبان، في أثناء الانتخابات الفرنسية.

وبين الخزي من مصافحة ترامب الغريبة ولمحة الرضا والارتياح التي بدت على ماكرون، كان هناك الكثير من الأشخاص يسخرون من الموقف: فغرَّد ديفيد ماك، الصحفي بموقع بازفيد، على تويتر قائلاً: "هذه فحسب مصافحةٌ عادية تماماً بين رجلين".

مفاجأة الرئيس الروسي والأمريكي من قبل رئيس شاب انتخب للتو، في بلد تهدده الحركات المتطرفة، والمطالبات بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي على غرار "البريكست"، ووقوفه بهذه الطريقة القوية توحي بأن فرنسا تتجه إلى دور ريادي جديد في العالم، خاصة بعد انخراطها بشكل كامل في التحالف الدولي لمحاربة التنظيم، وتأتي تصريحات ماكرون المتكررة ضد بشار الأسد لتكون أكبر مؤشر على استمرار السياسة الفرنسية الخارجية على مسارها، لكن هذه المرة مع "رجل قوي" كما وصفته إحدى الصحف.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات