في ذكرى استشهاده.. حمزة الخطيب يعرّش على الذاكرة من جديد

في ذكرى استشهاده.. حمزة الخطيب يعرّش على الذاكرة من جديد
الخامس والعشرون من شهر أيار عام 2011، يوم مأساوي مرّ على عائلة الخطيب المنحدرة من قرية "الجيزة" بريف درعا، لم تكن تعلم فيه أن فتاها "حمزة" سيغدو أيقونة للحراك السوري المندلع منذ شهر آذار في العام نفسه، فالفتى ذو السنوات الـ 13 لم يكن ليعبئ بما تخفيه الحياة، فكان أول الأيقونات السورية لتتسابق بعده سلسلة من الأيقوات غير المنتهية، وجميعها تحمل تهمة "مطالب بالحربة".

وتتذكر عائلة الخطيب يوم الـ 25 من أيار من كل عام بمزيد من الأسى، تارة وكثير من الفخر تارة أخرى، فحمزة الفتى خلّد اسمه كواحد من أطفال السوريين الآلاف الذي رحلوا منذ 6 أعوام وحتى اليوم.

التظاهر..

خرج حمزة الخطيب من بلدته الجيزة التابعة لمحافظة درعا مع آخرين لفك الحصار الذي فرضته قوات الأسد آنذاك على أهل درعا ليتم اعتقاله عند حاجز للأمن السوري قرب مساكن صيدا العسكرية يوم 29 نيسان، 2011، ليتم تسليم جثمانه لأهله، بعد ذلك وعلى جسمه آثار التعذيب والرصاص الذي تعرض له حيث تلقى رصاصة في ذراعه اليمنى وأخرى في ذراعه اليسرى وثالثة في صدره وكسرت رقبته ومثل بجثته حيث قطع عضوه التناسلي.

صدمت هذه الصور الآلاف ممن عبّروا عن تعاطفهم مع حمزة الخطيب على شبكة الإنترنت أو بالتظاهر في الشوارع، ما دفع الآلاف للنزول للشوارع في المحافظات السورية وهم يرفعون صور حمزة، الذي تحول إلى أيقونة.

wRenLGPjwlg

تهم وحقد..

دخل الإعلام السوري في تلك الفترة في فترة تخبّط كبيرة لم يعرف كيف يتعامل معها، فتارة ينفي وجود المظاهرات أصلاً، وتارة يعترف بها ويتهم المتظاهرين بحمل السلاح، ولكن في قصة حمزة كان الوضع مختلفاً فالصور المنشورة تشير بكل وضوح إلى مقتل الفتى برصاص الجند، وآثار التعذيب البادية عليه تنم عن تحقيق طويل، وعضوه الذكري المقطوع يشي يحقد دفين.

الإعلام الرسمي توجه في البداية لتسمية حمزة بـ "الشهيد" خاصة بعد أن التقى رأس النظام بشار الأسد بذويه، وقدم التعازي لهم، لكن على المقلب الآخر، حيث الميلشيات وفرق الموالين المسلحة، بدأت تقر بما حدث لحمزة.

اتهمت تلك الفرق أن "الخطيب" كان ينوي التوجه إلى مساكن صيدا العسكرية لاغتصاب نساء الضباط، ولهذا السبب تم قتله.

في الوقت الذي أصر الإعلام السوري على أن المتظاهرين هم من قتلوا الخطيب، ليتراجع لاحقاً وبعد سنوات من الحادثة ليقول إن حادثة الخطيب مدبرة أصلاً وأن الخطيب إنما هو مجرد "إرهابي".

أشعلت حادثة حمزة الخطيب الإعلام العالمي، وألهمت عدداً من الفنانين حول العالم في أعمالهم وما تزال حتى الآن، بالرغم من وجود آلاف "الحمزات" بعده لم تعد الروح تتسع لتقبل مرارة فقدهم.

T9PFdxaYp4U

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات