روسيا ترد بغضب على غارة التحالف ضد قوات الأسد قرب التنف والنظام يعترف

روسيا ترد بغضب على غارة التحالف ضد قوات الأسد قرب التنف والنظام يعترف
أعربت روسيا عن امتعاضها من الغارة التي نفذها طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، على رتل عسكري لقوات الأسد وميليشيات إيران قرب منطقة التنف الحدودية مع العراق، محذرة في الوقت نفسه من العواقب الحتمية للغارة على العملية السياسية، في حين اعترف نظام الأسد بأن الغارة أصابت موقعاً عسكرياً له، وخلفت قتلى وبعض الخسائر المادية.

تخوف روسي على سير العملية السياسية في أستانا وجنيف

وخرج نائب وزير الخارجية الروسي "غينادي غاتيلوف"، اليوم الجمعة، ليعتبر أن الضربة الأمريكية الجديدة على قوات النظام السوري مرفوضة "جملةً وتفصيلاً".

وحذر "غاتيلوف" من أن أي عمليات عسكرية تؤدي إلى تصعيد الوضع في سوريا، تؤثر حتماً على سير العملية السياسية في أستانا وجنيف. 

وشدد المسؤول الروسي على أن المهمة الرئيسية في سوريا، تكمن حالياً في وقف القتال، وضمان تنفيذ المذكرة الخاصة بإنشاء مناطق تخفيف التوتر، موضحاً أن نتائج هذا العمل ستحدد بقدر كبير التقدم على المسار السياسي.

الوضع في سوريا خرج من السيطرة بشكل تام

من جانبه، اعتبر النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي (المجلس الأعلى في البرلمان)، فرانتس كلينتسيفيتش، أن "الوضع في سوريا خرج من السيطرة بشكل تام بسبب تصرفات التحالف بقيادة الولايات المتحدة هناك".

وأعرب كلينتسيفيتش عن شكه في أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، هو من أعطى الأمر بتنفيذ الضربة على القوة العسكرية المذكورة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن "الفضيحة السياسية التي أثارتها بعض القوى حول الرئيس الأمريكي الجديد انعكست على تصرفات القيادة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط".

"عمل عدواني أحادي"!

بدوره، أعلن عضو اللجنة الدولية في مجلس الاتحاد، إيغور موروزوف، أن على مجلس الأمن الدولي أن يصنف الضربة الأمريكية الجديدة كعمل عدواني أحادي الجانب ضد "دولة ذات سيادة".

وشدد موروزوف على ضرورة استمرار المفاوضات الخاصة بالتسوية السورية في كل من جنيف وأستانا، بالرغم من مثل هذه العملية الأمريكية، لكنه أشار إلى ضرورة أن يتم في هذه المفاوضات أيضا مناقشة سياسات الولايات المتحدة في سوريا.

واعتبر النائب الروسي أن الإدارة الأمريكية لا مصلحة لديها على الإطلاق في إنهاء الحرب في سوريا وإحلال الاستقرار هناك، مشيراً إلى أن واشنطن ما زالت تهدف إلى "الإطاحة ببشار الأسد واستمرار الثورة الملونة التي أطلقوها الأمريكيون في البلاد"، وفق تعبيره.

النظام يعترف بالغارة ويؤكد أنها خلفت قتلى وبعض الخسائر المادية

في دمشق، أعلن مصدر في قوات الأسد عن سقوط عدد من القتلى بغارة للتحالف الدولي على إحدى النقاط العسكرية في البادية السورية، ووصف أي محاولات لتبرير الغارة بأنها "مرفوضة".

ونقلت وكالة "سانا" الناطقة باسم النظام عن مصدر عسكري في قوات الأسد قوله إن "التحالف الدولي قام في الساعة 16.30، يوم أمس الخميس، بتوجيه ضربة إلى إحدى النقاط التابعة للجيش على طريق التنف في البادية السورية، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى بالإضافة إلى بعض الخسائر المادية".

ورأى المصدر  أن ما وصفه بـ"الاعتداء السافر" على إحدى نقاط "الجيش العربي السوري" يفضح زيف ادعاءات التحالف الدولي في محاربة الإرهاب، ويؤكد بما لا يدع مجالا للشك حقيقة "المشروع الصهيوأمريكي "في المنطقة، وأن محاولة تبرير هذا العدوان بعدم استجابة القوات المستهدفة للتحذير بالتوقف عن التقدم مرفوضة جملة وتفصيلاً"، وفق قوله.

التحالف: القصف جاء بعد اخفاق روسيا في ثني  قوات الأسد عن التقدم نحو التنف

وكان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، قد أكد، استهدافه رتلاً لقوات الأسد وميليشيات إيران في منطقة البادية، خلال اقترابه من قاعدة التنف الحدودية مع العراق، وأنه قام بالقصف بعدما أخفقت المحاولات الروسية في ثني القوات الموالية للنظام السوري عن التقدم نحو التنف، وبعد تحليق طائرة حربية تابعة للتحالف وإطلاق أعيرة نارية تحذيرية، في حين قال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس إن "واشنطن لن تزيد دورها في (الحرب الأهلية السورية) لكنها ستدافع عن قواتها عند الضرورة، وذلك بعد قصف التحالف الدولي قوات موالية للنظام السوري شرق سوريا".

غارات التحالف أصابت دبابات وعربات عسكرية لميليشيات إيران

وكانت مصادر عسكرية وإعلامية في فصيلي "أسود الشرقية" و"جيش مغاوير الثور" التابعين للجيش السوري الحر، قد أكدت في وقت سابق لـ"أورينت نت" أن طائرات التحالف الدولي استهدفت رتلاً عسكرياً لقوات الأسد وميليشيات إيران في منطقة "الشحمي" على طريق دمشق- بغداد الدولي.

وأكدت المصادر، أن غارة التحالف أصابت دبابات وعربات عسكرية لميليشيات إيران قادمة من منطقة "السبع بيار" المجاورة في البادية السورية، كانت متجهة نحو معبر "التنف" الحدودي، الذي تتخذه قوات التحالف الدولي، كقاعدة عسكرية لها.

ليست المرة الأولى

وهذه المرة الثانية التي تستهدف فيها طائرات التحالف الدولي قوات الأسد بشكل مباشر، حيث تعرضت مواقع عسكرية بجبل ثردة بمحيط مطار دير الزور، في منتصف الشهر التاسع من العام المنصرم، لغارات جوية من طائرات التحالف، الأمر الذي أدى إلى مقتل 63 عنصراً لقوات الأسد.

السباق نحو دير الزور

وتأتي هذه التطورات، في الوقت الذي تشتد فيه معركة "السباق مع الزمن" للسيطرة على مدينة دير الزور والبادية السورية، بين فصائل الجيش السوري الحر من جهة، وقوات الأسد المدعومة بميليشيات إيران من جهة أخرى.

وكانت قوات الأسد المتواجدة في محيط منطقة السبع بيار، بالبادية السورية المحاذية لمنطقة القلمون الشرقي، استقدمت خلال الأيام الماضية تعزيزاتٍ من ميليشيات عراقية شيعية بهدف تأمين الطريق الدولي "دمشق – بغداد"، إلى جانب تأمين الطريق المؤدية إلى مدينتي تدمر ودير الزور، في البادية السورية، ضمن مساعيه الحثيثة لقطع الطريق على المعارضة السورية التي بدأت أولى خطواتها باتجاه مدينة دير الزور، ولإفشال جهودها في فك الحصار المفروض على منطقة القلمون الشرقي، وحصر تواجدها قرب الحدود الجنوبية مع الأردن فقط.

وتمكنت فصائل الجيش السوري الحر أبرزها "أسود الشرقية وجيش مغاوير الثورة" خلال الشهرين الماضيين من تحرير مساحات كبيرة في أرياف دمشق والسويداء وحمص من سيطرة تنظيم "الدولة".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات