ماكرون والغالبية البرلمانية.. هل ينجح صاحب "الجمهورية إلى الأمام"؟

ماكرون والغالبية البرلمانية.. هل ينجح صاحب "الجمهورية إلى الأمام"؟
مع انتهاء الانتخابات الفرنسية بفوز مرشح الوسط إيمانويل ماكرون، باتت فرنسا على موعد للدخول في دوامة جديدة، وذلك لاعتبارات عدة أبرزها الدخول في وضع مؤقت ينشئ حكومة مؤقتة ريثما تقام الانتخابات التشريعية التي ستحدد نسيج البرلمان الفرنسي، والذي سيعكس بطبيعة الحال طبيعة الحكومة القادمة، وشكل الحكم.

الحالة الأخيرة، أفرزها بشكل رئيس عدم انتماء ماكرون لحزب معين وبالتالي عدم ضمان غالبية له في البرلمان، وهي من المرات النادرة التي تدخل فيها فرنسا بهذا الوضع كان آخرها في عهد الرئيس فرانسوا ميتران (1981-1995).

وبالرغم من أن ماكرون أنشأ حركة "الجمهورية إلى الأمام" التي بدأت مؤخراً بالصعود بوصفها حزبا سياسيا، فإنها ما زالت في طور الولادة ولا يمكن لها أن تكوّن غالبية برلمانية كما هو مرجو منها.

"الجمهورية إلى الأمام" تعلن مرشحيها

وأعلن حزب "الجمهورية إلى الأمام" المؤسس منذ عام واحد فقط، اليوم، أسماء بضع مئات من المرشحين الذين سيخوضون انتخابات برلمانية ستحدد مدى السلطات التي سيتقلدها الرئيس الوسطي المنتخب.

وأبلغ المسؤول الذي يعد قائمة الحركة أنه من المحتمل أن تأتي الأسماء المدرجة على قائمة المرشحين أقل بواقع مئة أو نحو ذلك عن 577 مرشحاً لابد من الدفع بهم للتنافس على جميع مقاعد الجمعية الوطنية الفرنسية.

وقال جان بول ديليفوي إن هذا يرجع في جانب منه إلى فيض من طلبات الترشح على قوائم حزب تأسس قبل عام واحد فقط ويخوض المعركة الانتخابية للمرة الأولى في انتخابات حزيران إلى جانب أحزاب راسخة من كافة المشارب السياسية.

احتواء الآخرين..

ماكرون يعي أن نسبة كبيرة من المصوتين له، كانت لمنع الصوت المتطرف لـ مارين لوبن من الصعود إلى سدة الحكم، وإشغال هذا المنصب 5 سنوات أخرى، لمرشح وسطي ليبرالي، لذلك فإنه من المهم احتواء الأصوات الأخرى كالجماعات اليسارية المتطرفة وجماعتين تهيمنان على السياسة الفرنسية منذ عقود وهما الحزب الاشتراكي والجمهوريون.

ويسعى حزب الجمهوريين اليميني للفوز بمقاعد كافية في البرلمان لإجبار ماكرون على الدخول في اتفاق لاقتسام السلطة.

أما الحزب الاشتراكي الذي جاء أداء مرشحه في انتخابات الرئاسة مخيبا للآمال فمنقسم على نفسه بشأن النتيجة التي حققها ماكرون الذي عمل لعامين وزيرا للاقتصاد في حكومة اشتراكية.

ماذا سيحدث دون غالبية برلمانية؟

ويسعى إيمانويل ماكرون اليوم لحشد مرشحي حركة "إلى الأمام" التي غيرت اسمها وباتت "الجمهورية إلى الأمام"، وذلك لتكوين غالبية برلمانية تريحه في السنوات الخمس القادمة، وتساعده في تنفيذ وعوده الانتخابية وأهمها فيما يخص البطالة.

كما يسعى ماكرون بتجسيد قيم "إلى الأمام" وعلى رأسها الحفاظ على عضوية فرنسا كواحد من أهم دول الاتحاد الأوروبي.

أما في حال عدم استطاعة "إلى الأمام" أن تحظى بغالبية برلمانية، فعندها يستعين عليها التحالف مع أحد الفرقاء "الاشتراكي، أو الجمهوري"، وبالتالي خسارة فرصة الحكم بالطريقة التي وعد بها، واقتسام السلطة مع الأحزاب الأخرى.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات