مرتزقة لروسيا من الشيشان والأنغوش في سوريا.. القصة الكاملة

مرتزقة لروسيا من الشيشان والأنغوش في سوريا.. القصة الكاملة
كشفت مجلة "فورين بوليسي" في عددها اليوم عما أسمته بالسلاح الروسي الجديد في سوريا وهو "الشيشان" حيث انتشر أكثر من 1000 عنصر شيشاني من القوات الخاصة الروسية بشكل هادئ وبعيد عن الإعلام في سوريا، ويعبتر ذلك تغييراً مهماً في الاستراتيجية الروسية في سوريا عبر انتقالها للعمل البري بشكل موسع.

شرطة عسكرية!

في 24 كانون الثاني 2017 أقر "رمضان قاديروف" للمرة الأولى إرسال كتائب من الجنود الشيشان إلى سوريا تحت مسمى "الشرطة العسكرية الروسية" وكان قاديروف اعتاد على إنكار إرسال جنود شيشانيين قبل هذا التاريخ برغم التقارير الصحفية، بما فيها الروسية، التي تكلمت عن استعمال موسكو لجنود شيشانيين في عملياتها البرية وحراسة مقراتها.

ومن المعروف أن روسيا نشرت مع بدء عدوانها على سوريا بعض الأطقم البرية لتخديم المطارات التي استولت عليها في سوريا بالإضافة لأطقم المدرعات ومن ثم ظهرت وحدات برية روسية في حماة بالإضافة لما سمته "المستشارين" العسكريين الذين رافقوا عناصر نظام الأسد.

لماذا الشيشانيون؟

في الوقت الذي حاول فيه الكرملين التستر على عدد القتلى الروس في سوريا، قام ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي بالكشف عن سقوط قتلى روس في سوريا من خلال متابعة عمليات الدفن وتعليقات الأهالي الروس على الشبكة العنكبوتية مما اضطر الكرملين بالنهاية إلى الاعتراف بـ 30 قتيلاً في سوريا وكانت وكالة رويترز سلطت الضوء على تزايد القتلى الروس بالرغم من التعتيم الروسي النظامي (للتفاصيل انظر: تقرير لـ"رويترز" يكسر التعتيم الرسمي ويرصد تزايد أعداد قتلى الروس بسوريا)

ويبدو أن روسيا قررت أن تقلل من قتلاها عبر زج الشيشانيين في معاركها في سوريا، وتنقل "فورين بوليسي" المتخصصة في الشؤون الخارجية عن الصحفي "غريغوري شفيدوف"، الخبير في منطقة شمال القوقاز، قوله بأن الشعور الغالب للشعب الروسي هو ازدراء منطقة القوقاز بسبب الحروب السابقة وبالتالي سيكون "أسهل لبوتين أن يقتل شيشانيون وغيرهم من بلاد القوقاز من أن يقتل روس من مناطق أخرى".

(انظر: مرتزقة روس يحاربون في سوريا.. ويموتون سراً في سبيل الكرملين)

كما أن إرسال جنود مسلمين إلى سوريا لا يخلو من المكر حيث أن سكان منطقة القوقاز مسلمون بأغلبيتهم ومن أتباع المذهب السني وقرأ المراقبون في ذلك أسلوباً روسياً لمحاولة كسب قلوب السوريين لا سيما مع الفظاعات التي ارتكبتها الميليشيات الشيعية التابعة لإيران، وكان الدبلوماسي الروسي المتقاعد "الكسندر سوتنيتشنكو" فسر لموقع "مونيتور" الأمريكي نشر الجنود الشيشان في حلب  بأنه يأتي لحماية أهالي المدينة السنة الذين يتعرضون "من وقت إلى آخر لغارات من المجموعات الشيعية المسلّحة" وبذلك تظهر روسيا وكأنها لم تتخل عن السنة، كما يلفت الدبلوماسي السابق إلى أن مشاركة روسيا في عملية احتلال الأحياء الشرقية لم تكتن بشراسة الميليشيات الإيرانية،حسب رأيه، وبالتالي "اعتمدت روسيا نشر مجموعة من القوات الخاصة للحرص على أمن الجزء الخاص بها من المنطقة والمحافظة على نفوذها على الأرض".

https://orient-news.net/news_images/17_5/1493999915.jpg'>صورة لأحد القتلى الروس في سوريا "الصورة: رويترز"

علاقة الشيشان بإشاعة مرض بشار

محاولات إيران، عبر ميليشياتها في سوريا، تخريب الاتفاق الروسي التركي بخصوص الأحياء الشرقية في حلب زاد من حدة التوجس الروسي إزاء مناطق السيطرة والدور الإيراني ويربط مراقبون بين التصرف الإيراني ونشر روسيا للشيشان في حلب لتأكيد وصايتها على المنطقة، كما تلفت فورين بوليسي إلى الشائعات التي راجت عن مرض بشار الأسد، قيل وقتها أنه أصيب بسكتة دماغية، وطريقة النظام اللاحقة بنفيها بشدة على غير العادة مما عمق الشكوك وأثار التكهنات.

 ولكن ما أثار ريبة الكرملين هو التحرك الإيراني لوضع "ماهر الأسد" محل أخيه حيث أن ماهر ليس ضمن قائمة المرشحين الروس كما قالت المجلة الأمريكية.

شاركوا بمعارك حي جوبر

سبق لروسيا أن نشرت مجموعات من المرتزقة الذين تسميهم بـ"المتعاقدين" والذين ظهروا بداية في عام 2013 باسم "الفيلق السلافي" عادوا للظهور في عام 2015 باسم "واغنر" الذين تقدر صحيفة " RBC" الروسية اليومية عددهم بـ 2500 على الأقل ويقدر عدد الجنود الروس المنتشرين في سوريا بـ 5000 جندي عدا الجنود الشيشانيين والقوقاز "للمزيد: فيلق السلافي: مرتزقة صنعوا في روسيا ويقاتلون في سوريا!"

وكانت الوحدات الشيشانية عادت إلى غروزني في 27 آذار الماضي وكان رمضان قاديروف في استقبالهم ولكن ما لبثت وحدات جديدة أن توجهت إلى سوريا في 19 نيسان الماضي.

بالإضافة للشيشان هناك جنود من جمهورية "انغوشيا" القوقازية، حوالي 500 عنصر، ويتنشرون في مدينة دمشق وتقول فورين بوليسي أن هؤلاء الجنود شاركوا نظام الأسد في معاركه الأخيرة في حي جوبر والغوطة الشرقية.

رأس الحربة

تستخدم روسيا الجنود من شمال القوقاز حتى الآن في مناطق معينة من سوريا كرأس حربة ولكن من الواضح أن استخدام روسيا لهم سيتطور في سوريا لا سيما بعد اتفاق الأستانة الأخير.

في نهاية عام 2013 تم الكشف عن وجود مجموعات من المرتزقة الروس الذين يقاتلون لصالح النظام وعرفوا بـ "الفيلق السلافي" ويتبعون لشركة روسية، وفي نهاية شهر أيلول 2015 أعلنت موسكو بدء عدوانها الجوي على سوريا بشكل علني ولكن الروس ما لبثوا أن استولوا على قواعد عسكرية وبعد احتلال أحياء حلب الشرقية في نهاية العام السابق  خرج وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بمصطلح "الشرطة العسكرية" كناية عن نشر بلاده 400 جندي في أحياء حلب الشرقية( للمزيد: حلب تحت الاحتلال..كتيبة من "الشرطة الروسية" تصل إلى الأحياء الشرقية

إنغوشيا؟

وعاصمتها "ماغاس"، هي جمهورية ضمن الاتحاد الفدرالي الروسي وتعتبر أراضي جمهورية انغوشيا من أقدم المناطق التي جرى استيطانها في منطقة شمال القوقاز. يبلغ عدد سكانها، بحسب إحصاءات العام 2008، حوالي نصف مليون نسمة وجميعهم يعتنقون الدين الإسلامي، وتعاني إنغوشيا من أزمة البطالة التي تتجاوز معدلاتها 50% من القادرين على العمل (ويكيبيديا).

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات