أطباء بلا حدود تعلّق دعمها لـ34 نقطة طبية بسبب اقتتال الفصائل في الغوطة

أطباء بلا حدود تعلّق دعمها لـ34 نقطة طبية بسبب اقتتال الفصائل في الغوطة
أوقفت منظمة أطباء بلا حدود، كامل دعمها للنقاط الطبية  كما علقت كافة أعمالها، إثر تعرض مستشفيات تدعمها في الغوطة الشرقية لخروقات "صارخة" على خلفية الاقتتال الحاصل بين فصائل الغوطة الشرقية والمتواصل منذ عدة أيام.

وقف الدعم 

وقالت المنظمة في بيان حصلت أورينت نت على نسخة منه "بعد ظهر يوم 29 أبريل (نيسان) تعرضت مستشفيات مؤقتة، مدعومة من قبل المنظمة الطبية الإنسانية الدولية أطباء بلا حدود، لخروقات صارخة ضد حرمتها وطبيعتها المحمية وذلك مع اندلاع معارك بين جماعات معارضة مسلحة في منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق.

وأضافت " كإجراء اضطراري للتأكيد على أن أطباء بلا حدود والطواقم الطبية التي تدعمها لن يتساهلوا في التعامل مع مثل هذه الهجمات على الرعاية الصحية، فستقوم أطباء بلا حدود بتعليق دعمها الطبي لمنطقة الغوطة الشرقية لحين أن يتضح لنا بشكل جلي أن الأطراف المتحاربة ستحترم الرعاية الصحية ومرافقها".

وطالب منظمة أطباء بلا حدود الفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية بعدم إدخال الأسلحة أو الأشخاص المسلحين للمرافق الطبية، واعتبار المرضى والجرحى خارج النزاع ويجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة من قبل الأطراف المتنازعة لتجنب أي فعل مباشر تجاه الرعاية الصحية أو ضرب الرعاية الصحية أثناء تبادل النار أو أي فعل عسكري آخر من شأنه أن يعرض الرعاية الطبية المقدمة للمرضى والجرحى للخطر.

كما طالبتهم بالسماح وتسهيل نقل الجرحى وغيرهم من المرضى بغض النظر عن هويتهم، وكذلك عدم إعاقة حركة وتنقل سيارات الإسعاف، وعدم استخدام المرافق الطبية أو محتوياتها أو إمداداتها أو سيارات الإسعاف، لأغراض عسكرية.

بالإضافة إلى إجلاء المرضى والجرحى والطواقم الطبية دون إعاقة متى ما احتاجوا إلى الانتقال إلى منطقة أكثر أمناً.

حوادث خطيرة

وأوضحت المنظمة من خلال تقارير صادرة عن أطباء تدعمهم منظمة أطباء بلا حدود في المنطقة، "أن حوادث خطيرة وقعت يومي 29 و30 (نيسان) أظهرت فيها جماعات مسلحة عدم الاعتبار على الإطلاق لحرمة وحماية المرافق الطبية والعاملين فيها".

وتابعت " قام نحو 30 رجلاً ملثماً باقتحام مستشفى حزّة يوم 29 أبريل (نيسان) بحثاً عن جرحى معينين وقاموا بالاستيلاء على سيارة الإسعاف الخاصة بالمستشفى، وعلى بعد بضعة كيلومترات إلى الجنوب تعرضت نقطة أفتريس الطبية لإطلاق نار حيث كانت المعارك تحيط بها على مدى يومين، وبقيت الكوادر الطبية فيها عالقة وغير قادرة على سحب الجرحى، ومنهم من كان في مرمى نظر المستشفى، ولم يتمكنوا حتى من الإجلاء إلى مكان آمن".

اقتحام المرفق الصحي

من جهته قال مدير العمليات في منظمة أطباء بلا حدود "بريس دو لا فينيي" في معرض تعليقه على الحادث: "إن منظمة أطباء بلا حدود وبالنيابة عن الأطباء الذين تدعمهم، تدين بأشد عبارات الإدانة اقتحام المرفق الصحي من قبل أفراد ملثمين ومسلحين، وترهيب الطاقم الطبي والاستيلاء على سيارة إسعاف". وأضاف: "ومما يثير قلقنا الشديد أيضاً استمرار إطلاق النار وبشدة من قبل جماعتين مسلحتين عند أحد المستشفيات العاملة وفي محيطه كذلك.

وتابع "إن للمرافق الطبية وضع الحماية بموجب القانون الدولي ويجب أن تبقى مكاناً إنسانياً في زمن الحرب تقدم العلاج للجميع – مدنيين كانوا أم غير مدنيين – وبناءً على الحاجة الطبية فقط، وسوف نتحدث علانية للدفاع عن حرمة وحماية المرافق الطبية لنشدد على ضرورة إعطاء الأولوية لحماية المرضى والكوادر الطبية، وأضاف "لقد أصدرنا مطالب واضحة للجماعات المسلحة العاملة في منطقة الغوطة الشرقية، وأكدنا لهم أن الدعم الطبي الذي تقدمه أطباء بلا حدود للمنطقة سيتم تعليقه لحين أن يتضح لنا وبشكل جلي أن الأطراف المتحاربة ستتخذ الاحتياطات اللازمة لضمان حرمة المرضى والجرحى والمرافق الطبية والكوادر الطبية كذلك".

150 مرفقاً صحياً 

وتدير منظمة أطباء بلا حدود بشكل مباشر أربعة مرافق صحية في شمال سورية وتقدم الدعم لأكثر من 150 مرفقاً صحياً في أنحاء سورية، كما تقدم المنظمة الدعم في الغوطة الشرقية لـ19 مستشفى ميدانياً ووحدتي رعاية أمومة و7 مراكز رعاية صحية أولية وخمس نقاط طبية صغيرة، حيث إن الكثير من هذه المرافق مدعومة بالكامل من قبل أطباء بلا حدود وبعضها مدعومة من قبل منظمات إغاثية متنوعة بما فيها أطباء بلا حدود. 

وخلال ثلاثة أشهر فقط أي بين تشرين الثاني 2016 وكانون الثاني 2017 أجرت هذه المرافق 291,000 استشارة طبية ومعالجة طارئة، و18,750 عملية جراحية، و3,100 ولادة آمنة. إن منظمة أطباء بلا حدود لا تقبل تمويلاً حكومياً لعملها في سورية، لكي تكون مستقلة بشكل واضح عن الدوافع السياسية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات