البداية تل أبيض .. تحضيرات عسكرية لتحجيم نفوذ "الوحدات" الكردية

البداية تل أبيض .. تحضيرات عسكرية لتحجيم نفوذ "الوحدات" الكردية
تتحضر تركيا حالياً، للبدء بعملية عسكرية جديدة داخل الأراضي السورية، ليس ضد تنظيم "الدولة" كما كانت في عملية "درع الفرات"، لكن ضد ما تسمى "قوات سوريا الديمقراطية" التي تتزعمها ميليشيا "وحدات الحماية" المصنفة تركياً على قائمة الإرهاب، في حين تؤكد مصادر عسكرية سورية وجود خطط متعددة الأهداف، تصب كلها في تحجيم نفوذ الميليشيا الكردية في شمال سوريا.

تركيا بعد التعديلات الدستورية

يبدو أن تركيا ستتحرك بأريحية كبيرة في الملفات الخارجية، بعد أن حسمت موقفها من التعديلات الدستورية، عبر موافقة أكثر من نصف الشعب التركي على التحول من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، في خطوة تعزز ثبات النظام السياسي واستقرار البلاد، وتقلل فرص الدخول في أزمات داخلية، كما حدث في كثير من الحالات السابقة.

بعيد أيام قليلة من إعلان نتائج الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وجه سلاح الجو التركي أكبر ضربة جوية من نوعها منذ أن بدأت أنقرة استهداف التنظيمات التي تعتبرها إرهابية في شمال سوريا، وخلفت نحو 28 قتيلاً في صفوف ميليشيا "وحدات الحماية" الكردية، عقب استهداف القيادة العامة للميليشيا في منطقة قرب مدينة المالكية / ديريك بريف الحسكة.

اللافت في الضربة الجوية التركية، أن أنقرة أبلغت موسكو وواشنطن بنيتها تنفيذ العملية، حيث نقلت مصادر إعلامية تركية بأن "البنتاغون" أكد تلقي اخطاراً من الجيش التركي، بعزمه استهداف مواقع الميليشيا الكردية في سوريا قبل 20 دقيقة فقط!، في حين قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، "أخبرنا حليفتنا أمريكا عن استعدادنا في الآونة الأخيرة للقيام بعمليات في المنطقة الحدودية، وأبلغناها بسحب جنودها إلى خط معين، أي 20 -30 كم جنوب الحدود".

تل أبيض تعزيزات عسكرية ومناوشات

بعد الضربة الجوية التركية، دفعت أنقرة بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى بلدة "اقجاق قلعة" الحدودية، المقابلة لمدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي، مؤلفة من أرتال تضم 8 شاحنات عسكرية محملة بالجنود، و13 دبابة محملة على (لودرات)، وعدد من العربات المجنزرة، ومدافع ثقيلة وبعض الراجمات الصاروخية، وذلك تحضيراً لعمل عسكري وشيك لطرد ميليشيا "الوحدات" الكردية من مدينة تل أبيض.

وخلال الساعات الـ48 الماضية، قصف الجيش التركي مواقع الميليشيا الكردية في قرية "سوسك" ومنطقة "تل فندر" غربي مدينة تل أبيض، مخلفاً نحو 10 قتلى في صفوف "قوات سوريا الديموقراطية"، بالتزامن مع تحليق المقاتلات التركية في سماء المنطقة، في حين ذكرت مصادر ميدانية أن ميليشيا "الوحدات" الكردية أخلت جميع مواقعها ومقراتها في البلدات الحدودية مع تركيا، بالتزامن مع دعوات مساجد "تل أبيض" المدنيين بالخروج من المدينة حفاظاً على حياتهم.

لم تختصر المناوشات العسكرية وحتى الاشتباكات في منطقة تل أبيض، بل امتدت إلى المناطق التي تسيطر عليها "وحدات الحماية" على طول الحدود التركية السورية، ولاسيما في القرى والبلدات التابعة لمدينة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي، وبلدتي رأس العين والدرباسية في ريف الحسكة الشمالي.

البداية تل أبيض

قيادي عسكري في أبرز الفصائل السورية التي شاركت في عملية "درع الفرات" أكد لـ"أورينت نت" وجود تحضيرات عسكرية تركية وأخرى لفصائل الجيش السوري الحر من أجل دخول مدينة تل أبيض، لطرد "الوحدات" الكردية، التي سيطرت على المدينة ذات الغالبية العربية في منتصف عام 2015، بحجة دحر تنظيم "الدولة".

وكشف القيادي الذي امتنع عن ذكر اسمه، أن فصائل مسلحة سورية تسملت خطط عسكرية متعددة الأهداف والمناطق، وكلها تصب في تحجيم نفوذ "الوحدات" الكردية في شمال سوريا.

وأوضح أن أولى تلك الخطط دخول مدينة تل أبيض عبر عملية عسكرية تشارك فيها وحدات من الجيش التركي وفصائل الجيش السوري الحر، لطرد الميليشيا الكردية من المدينة ومحيطها.

 

عفرين

وأشار القيادي العسكري إلى أن الخطط تشمل أيضاً دخول مدينة عفرين وريفها، ضمن عملية عسكرية تشارك فيها أيضاً قوات البيشمركة السورية التابعة للمجلس الوطني الكردي المقرب من أنقرة، ملمحاً إلى وجود تفاهمات سياسية دولية وإقليمية حول العملية.

تل رفعت

كذلك أكد القيادي أن عدة فصائل من الجيش السوري الحر والمدعومة بشكل مباشر من واشنطن، استلمت قبل أيام أكثر من 150 عربة عسكرية حديثة، دعماً لعملية استعادة مدينة تل رفعت ومحيطها، وذلك بعد تعثر الاتفاقات التي تم التوصل إليها مؤخراً، برعاية الولايات المتحدة، والتي تقضي بتسليم "قوات سوريا الديمقراطية" التي تقودها الوحدات الكردية ، مناطق بريف حلب الشمالي، إلى الجيش السوري الحر، أبرها (تل رفعت، منغ، عين دقنة، مريمين، شيخ عيسى، مرعناز، كفرناصح، المالكية، شواغرة، حربل، كفركرمين).

وكان الجيش التركي قد أعلن في مطلع الشهر الجاري انتهاء عملية "درع الفرات"، التي وصفها بالعملية "الناجحة" بعد 7 أشهر على إطلاقها، معلناً في الوقت نفسه أنه سيبقي وجوده العسكري شمالي سوريا، بهدف "حماية الأمن القومي للبلاد" والعمل على منع قيام ما وصفها بكيانات غير مرغوب فيها، في إشارة إلى "وحدات الحماية" الكردية، أتبعه تلميح رئيس الوزراء التركي "بن علي يلدريم" بوجود حملات عسكرية مقبلة عبر الحدود.

التعليقات (8)

    الله اعلم

    ·منذ 6 سنوات 11 شهر
    لكن هل تستطيع تركيا فعل كل ذلك ومخالفة رغبات امريكا وروسيا

    ابراهيم مطر

    ·منذ 6 سنوات 11 شهر
    كل غازي هو مرفوض ببلادي والاكراد هم سوريين غصبن على كل اجنبي مغتصب نعم بيننا خلافات ولاكن تنحل بالحوار وهم اهلنا ومواطنيننا ولا نسمح بان يصابوبسوء ونحن واياهم ضد كل طامع ببلادنا العزيزه

    شو أخبار الباصات الخضر يا جراثيم

    ·منذ 6 سنوات 11 شهر
    النظام والروس بعد أن فرغوا كل المدن من المعارضة العملية لتركيا وجمعوهم في إدلب واليوم بدء عمليه سلخهم والقضاء عليهم ك الجرذان في حين انتم يابوق الارهاب مشغولين بهمجيتكم في اعلان الحرب على لكورد من قبل الأتراك ومرتزقتها في المعلرضة الخونة ههههههههه شو خلاص وصلت معكم **** والغباء لهذا الدرجة وانتم ما عد حتى مهتمين كيف وصلت بكم الحال ونهايتكم المحتومة بسبب الخازوق التركي الذي استعمله معكم في خدمة مصالحه وعلى حساب كل دمار وقتل السوريين كل هذا ولا *********منكم استوعب اللعبة بعد

    محمد

    ·منذ 6 سنوات 11 شهر
    ممكين اقول نكت ياخي كريم ياعالم ياناس ولله تركية بوجة ارهاب في سوريا سوال مين ارهاب

    رفعت عمر

    ·منذ 6 سنوات 11 شهر
    ان فعلت تركيا ماذكر في هذا التقرير فهذا عين الصواب لمصلحة تركيا أولا ولمصلحة الشعب وهذا ما يتمناه معظم الشعب السوري ونتمنا ان تدخل إلى قلب وكل سوريا حتى الوطن العربي كون حكامنا أثبتوا فشلهم في حكم شعبهم والاكثرية عملاء لاسيادهم سواء أكانوا من الغرب أومن الشرق وهذا ما نطلبه من ألله العزيز القدير ونحن السورين لنا تجربة مع الأتراك وهاهي اسكندرون تحت حكهم شعبهم عايش برفاهية وأمن وامان وعشت في تركيا ثلاث سنوات واستطاعت آراء الكثير منهم وكلهم لا يرغبون في حكام العرب كونهم حكامنا غير مستقلين لو كانوا م

    مصطفی بكري

    ·منذ 6 سنوات 11 شهر
    هل سنتمكن من دخول الريف الشمالي مجدادا وهل سيفتح الطريق بينا ريف ادلب والريف حلب الشمالي

    علي حياني

    ·منذ 6 سنوات 11 شهر
    انني ارى بان الدولة التركية تعمل ببرودة اعصاب وارى بان السرعةفي تنفيز الخطط العسكريه يحبط العدوويصبح العدو في حالة ضعف ومهلهل

    H2o

    ·منذ 6 سنوات 11 شهر
    ليش نحنا ما نسمح يصابو بسوء وهنن يسمحوا ليش نحنا بدنا حوار وهنن اخدو شمال سوريا بالقوة تحت راية اميركا ليش نحنا نقول انهم اخوتنا وهم يقولو عرب جرب وخونة ليش نحنا نقول الموت لاميركا واسرائيل وهم يقولو رح نعمل دولتنا بمساعدة ولاد عمنا الاميركان واليهود!!؟
8

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات