التحضير لعودة "الأندوف" إلى الجولان.. من المستفيد؟

التحضير لعودة "الأندوف" إلى الجولان.. من المستفيد؟
توجهت إسرائيل بمطالباتٍ لعودة قوات الفصل "أندوف" بكامل عددها إلى مرتفعات الجولان بعد مغادرتها أواخر عام 2014، وذلك بعد احتجاز هيئة تحرير الشام لـ 45 عنصراً أغلبهم من الجنسية الفيجية آنذاك.

جاءت المطالبات الإسرائيلية بعد الكشف عن اتصالات سرية مع نظام الأسد أواخر العام المنصرم، وبرعايةٍ روسية ودول إقليمية، وبالفعل عاد ما يقارب 50 عنصراً على دفعتين في أغسطس الماضي 2016 إلى نقطة نبع الفوار التي تعد المركز الرئيس للقوات الأممية من الطرف السوري.

قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك أو أندوف، هي قوة دولية لمراقبة الهدنة العسكرية لسوريا وإسرائيل. تأسست هذه القوة الدولية في أعقاب حرب تشرين عام1973 لمراقبة الفصل بين القوات السورية والإسرائيلية في مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل في حرب يونيو/حزيران 1967. 

أنشئت قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في عام 1974 بموجب قرار مجلس الأمن رقم/350 / عقب فض الاشتباك الذي اتفقت عليه القوات الإسرائيلية والسورية على الجولان. وتواصل  القوة الإشراف على تنفيذ الاتفاق وصيانة وقف إطلاق النار. وتتكون من النمسا، البيرو، كندا وبولندا وفيجي، الهند، جمهورية أيرلندا، النيبال وهولندا. يساعد هذه المجموعة عدد من المراقبين العسكريين في الجولان التابعين لهيئة الأمم المتحدة للمراقبة.

تغير المعطيات بعد الموقف الأمريكي

يدرك المتابع أن الوضع في مرتفعات الجولان بعهد الرئيس أوباما ليس كما هو بعهد ترامب، فإسرائيل التي سمحت بخروج المراقبين من الجولان 1014 هي نفسها اليوم تطالب بعودتهم، لاسيما بعد الأخبار المتواترة عن تدخل أردني – بريطاني – أمريكي في الجنوب السوري، الأمر الذي يهيئ للعديد من الحسابات الأمنية الإسرائيلية، سيما بعد التواجد الكثيف لمقاتلي مليشيا حزب الله في الجنوب والتدخلات الإيرانية لتوسيع نفوذها في الجولان، ما ينذر عن التجهيز أو السعي لتحقيق الرؤية الأمريكية في منطقة آمنة في الجنوب السوري.

ماذا عن الفصائل الثورية؟

تراقب إسرائيل ما يجري عن كثب في الداخل السوري، لا سيما في حوض اليرموك الهادئ نسبياً تجاه إسرائيل، أو أماكن انتشار الفصائل العسكرية في درعا والقنيطرة ضمن المساحات المحررة، فأكثر من 50 فصيلاً ثورياً ، تراه أغلب دول العالم على أنها فصائل معتدلة غير راديكالية ، الأمر الذي ينسجم مع المعطيات الدولية والإقليمية ، والرهان على قدرة هذه الفصائل بسد الثغرات الأمنية، وتوفير الحماية لعناصر البعثة الأممية ، والدليل على هذا وجود مركزين الأول في قرية (العشة) والثاني في قرية ( الرفيد ) ويحظيان بأمان كبير تؤمنه هذه الفصائل. 

أبو بكر الحسن الناطق الرسمي لجيش الثورة أحد أكبر الفصائل الثورية والمنضوية تحت راية الجبهة الجنوبية بيّن: "أن فصائل الجبهة الجنوبية قادرة على تقديم الحماية والجو المناسب لعمل المنظمات الدولية ومن بينها القوة الخاصة بمراقبة وقف إطلاق النار في الجولان".

وأكد الحسن أن وجود هذه القوات ضمن مناطق سيطرة الجيش الحر سيزيد في تعزيز الاعتراف بالجيش الحر كبديل عن مليشيا الأسد.

أما عن المجتمع المدني فكيف ينظر لخبر المطالبة بعودة البعثة الأممية للقنيطرة بعد انتشار خبر مفاده عن إعادة المراقبين لمركزي خان أرنبة وعين التينة ضمن اتفاق 2016 المنصرم، يقول ضرار البشير محافظ القنيطرة الحرة لأورينت نت: "نحن مع عودة الأندوف لـ مواقعها على خط وقف إطلاق النار، وذلك لتأكيد أن الجولان عربي سوري محتل".

وبيّن البشير أن الأمم المتحدة هي من وضعت قوات مراقبة وقف إطلاق النار على أعقاب حرب تشرين فإن رجعت على مواقعها تؤكد أن الشريط الشائك ليس حدوداً، وأن الجولان المحتل أرض سورية محتلة، وأنها ستعود لأهلها عاجلاً أم آجلا بالحرب أم بالسلم.

إبعاد ميليشيات إيران وحزب الله 

كما أكد الصحفي سمير السعدي لأورينت نت أن الهدف من عودة المراقبين الدوليين هو محاولة إبعاد مليشيات إيران وحزب الله عن الحدود مع الجولان المحتل.

وأوضح السعدي أن الموضوع بكل تأكيد تم بالتنسيق سواء بشكل مباشر أو غير مباشر مع نظام الأسد، الذي لم يبد أي مانع لعودتهم على العكس رحب بها أيضاً، ومن صالح إسرائيل أن تكون تلك المنطقة هادئة ولو نسبياً حفاظاً على أمنها.

وفي مستهل حديثه أكد السعدي أن الفصائل الثورية قادرة على حماية البعثة الأممية، وتوفير كل ما يلزم لذلك، لكن حتى هذه لفترات قريبة لم تحظَ بالثقة من دول المنطقة والدليل إغلاق المعابر مع الأردن، وذلك لتعدد الاتجاهات والولاءات لا سيما المتشددة منها. 

ووضع الناشط السياسي محمود الخالد عضو الهيئة السياسية للقنيطرة والجولان عدة تأويلات مفادها أن رجوع القوات الأممية اعتراف ضمني بالنظام لأن الحماية ستكون من الجهتين بموافقة النظام وإسرائيل، أو أن تكون إسرائيل قد وجهت طلباً لروسيا مقابل كبح التمدد الإيراني متمثلا بحزب الله في الجنوب السوري.

وبيّن الخالد لأورينت نت أنه ثمة تفاهمات دولية حول واقع القنيطرة، سقط النظام أم لم يسقط، فالمهم لدى هذه الدول أمن إسرائيل بالدرجة الأولى.

وتوقع الخالد عضو الهيئة السياسية للقنيطرة أنه بالقريب العاجل سوف يكون هناك تسليم لمدينة خان أرنبة ولكن العقبة التي تحول دون ذلك هم الطائفة الدرزية المتواجدة في القنيطرة ومن سيكون الضامن والحامي لهم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات