الوحدات الكردية تستنجد بالتحالف بعد القصف التركي فكيف علقت واشنطن ؟

الوحدات الكردية تستنجد بالتحالف بعد القصف التركي فكيف علقت واشنطن ؟
تتواصل تداعيات القصف التركي على مواقع ميليشيا "وحدات الحماية " الكردية في شمال سوريا، حيث عبرت واشنطن عن "قلقها العميق"، معتبرة أن أنقرة لم تحصل على موافقة التحالف لشن ضربات ضد الميليشيا الكردية، قابله تحدي أطلقه الرئيس التركي بأن العمليات ستستمر حتى القضاء على "آخر إرهابي".

وشنت مقاتلات تركية، فجر الثلاثاء، سلسلة غارات جوية على مقرات لميليشيا "وحدات الحماية" الكردية في شمال شرق سوريا، ومواقع لحزب العمال الكردستاني في سنجار شمال العراق، مما أسفر عن مقتل 70 من المسلحين الأكراد في المنطقتين، وفق بيان للجيش التركي.

واشنطن قلقة

وعبرت وزارة الخارجية الأميركية، عن "قلقها العميق" إزاء الضربات الجوية التركية، معتبرة أن أنقرة لم تحصل على موافقة التحالف الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم "الدولة"، الذي يضم نحو 60 دولة، بينها تركيا.

ونقلت وسائل إعلام عن المتحدث باسم الخارجية الأميركية، مارك تونر، في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين قوله "عبرنا عن تلك المخاوف لحكومة تركيا مباشرة.. التحالف لم يوافق على هذه الضربات التي أدت إلى خسائر مؤسفة للأرواح في صفوف قوات شريكة لنا في قتال داعش".

من جهة أخرى، حرص المتحدث الأمريكي على تلطيف الأجواء مع أنقرة، خصوصاً حين قال " الولايات المتحدة تدرك مخاوف تركيا إزاء حزب العمال الكردستاني، فإن الضربات الجوية عبر الحدود تضر بجهود التحالف لمكافحة تنظيم الدولة".

أردوغان: أبلغنا شركائنا بالضربات والعمليات مستمرة للقضاء على آخر إرهابي 

في المقابل، أكد الرئيس التركي ردب طيب أردوغان ، أن بلاده أبلغت شركاء بينهم "أميركا و روسيا و كردستان العراق" قبل العملية ضد حزب العمال الكردستاني في سنجار بالعراق.

وقال أردوغان في مقابلة مع رويترز إن العمليات ستستمر في سنجار وفي شمال سوريا حتى القضاء على "آخر إرهابي"، مشدداً على أن تركيا لن تسمح بأن تصبح سنجار قاعدة لمقاتلي حزب العمال الكردستاني.

الوحدات الكردية مصدر خلاف تركي أمريكي

وتعتبر تركيا ميليشيا "وحدات الحماية" الكردية في سوريا امتداداً لحزب العمال الكردستاني التركي، الذي يخوض حربا ضد الجيش التركي في جنوب شرق البلاد، ويقيم معسكرات في جبال قنديل داخل العراق قرب الحدود مع تركيا، لكنه أقام معسكرا جديدا له في مدينة سنجار العراقية غرب الموصل بعد إخراج تنظيم الدولة منها العام الماضي، بينما تعتبر واشنطن ميليشيا "الوحدات" الكردية حليفاً أساسياً لها في محاربة تنظيم الدولة في سوريا، وتدعمها بالمال والسلاح والخبرات العسكرية، وتعول عليها واشنطن في معركة الرقة، بحجة طرد تنظيم "الدولة"، الأمر الذي أدى إلى غضب السلطات التركية، وتسبب في فتور بين واشنطن وأنقرة.

ضباط من المارينز في موقع القصف

على الأرض، وفور الإعلان عن قصف جوي تركي لمواقع القيادة العامة لميليشيا "الوحدات" الكردية، قرب مدينة المالكية الواقعة في محافظة الحسكة عند المثلث الحدودي بين سوريا وتركيا والعراق، أظهرت صور نشرتها وكالات أنباء غربية ضباط وجنود من قوات المارينز الأميركي، برفقة قادة عسكريين من الميليشيا، خلال جولة بالمناطق التي قصفتها تركيا.

مسلم يستنجد بالتحالف

من جهته، طالب "صالح مسلم" زعيم "حزب الاتحاد الديمقراطي"  التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إلى التدخل لإيقاف الغارات الجوية التركية على ذراع حزبه العسكري "وحدات حماية" الكردية، مشيراً إلى أن الهجوم كان "متوقعاً".

وأضاف مسلم وفق وسائل إعلام كردية "نطالب التحالف الدولي بالتدخل لوقف هذه التعديات التركية"، معتبرا أنه "من غير المعقول أن نحارب على جبهة بأهمية الرقة ويقصفنا الطيران التركي في ظهرنا".

كما طالبت "وحدات الحماية" الكردية في بيان لها الثلاثاء، التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بالتدخل لوقف ما أسمته "التعديات" التركية.

ونقلت وكالة رويترز عن قيادي من "الوحدات" قوله "نطالب التحالف الدولي بالتدخل لوقف هذه التعديات التركية"، معتبراً أنه "من غير المعقول أن نحارب على جبهة بأهمية الرقة (معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا) ويقصفنا الطيران التركي في ظهرنا".

الضربة الكبرى بعد الاستفتاء

وتعتبر هذه العملية أكبر ضربة عسكرية توجهها أنقرة، إلى ميليشيا "الوحدات" الكردية، بعد نجاح الاستفتاء الذي حوّل تركيا من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، وسط ترجيحات بأن يكون القصف مقدمة لتصعيد أكبر قد يصل إلى هجوم بري، ضد ميليشيا "الوحدات" الكردية التي احتلت مؤخراً مناطق واسعة في شمال سوريا تحتل مناطق بحجة طرد تنظيم الدولة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات