ختام جاني.. رسامة من إدلب تخاطب الأمل وتتحدى الألم (صور)

ختام جاني.. رسامة من إدلب تخاطب الأمل وتتحدى الألم (صور)
تعددت طرق تجسيد السوريين لمعاناتهم ورسم صورة الواقع المرير الذي يعيشونه منذ ست سنوات، فمنهم من اختار العمل الإعلامي ومنهم من اختار الشعر وآخرون اختاروا النحت سعياً منهم للتواصل مع العالم الخارجي وإظهار حقيقة ما يجري في سوريا بطريقة فنية تكون أقرب للنفس وأقدر على التأثير في النفس البشرية.

"ختام جاني" ابنة مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، استطاعت أن تحظى بإعجاب أهالي منطقتها عندما أبدعت بلوحات فنية جسد فيها الجمال الفني لبعض المعالم الأثرية في سوريا، كقلعة حلب والجسر القديم في مدينتها من خلال الرسم بالزيت والفحم.

تقول "ختام جاني" لأورينت نت إنها تعكس من خلال لوحاتها الواقع السوري الذي تعايشه، عبر استخدام أدوات بسيطة جداً تضم أقلام من الفحم وألوان زيتية وريشة وورق كانسون (ورق مقوى سطحه خشن).

وتضيف " تنتمي لواحتي إلى المدرسة الواقعية، وأركز من خلالها على الجانب الجمالي، لأبعث برسالة مفادها بأن في سوريا أرض الجمال، وأن ما يحدث فيها هو تشويه لذلك الجانب من خلال القصف والقتل ومناظر الدماء التي تتصدر الشاشات يومياً.

وتعتبر الفنانة السورية أن عملها صنف من أصناف "المقاومة"، وتقول "أنا لست سياسية ولا مقاتلة أنا فنانة أستطيع أن أقوم بدور من خلال ما انتجه من لوحات فنية أستهدف عبرها الجمهور العربي والعالمي، وبعبارة أدق أخاطب (الإنسانية) جمعاء، فالرسم كما الموسيقا لغة عالمية يفهمها الجميع".

وتشير إلى وجود "أعمال فنية أدبية وربما إبداعات في مجالات مختلفة يكون له دور أكبر من السياسة والإعلام وغيرها في إيصال الصورة الجميلة عن سوريا، فالثورة كل من مكانه".

تؤمن "ختام" بفكرة أن "الألم يولد الإبداع"، وتشير إلى أن ما عايشته في منطقتها من ألم ومعاناة ومأسي وّلد لديها أفكار جديدة ساهمت في تطور فنها، وتلخص عملها بجملة جعلتها قاعدة وركيزة أساسية هي الرسم "جزيرة الأمل في بحر الألم". 

انقطعت "ختام جاني" فترة طويلة عن الغن بسبب بما يجري في منطقتها من قتل ومجازر وقصف وتشريد وغيرها، ثم قررت المتابعة وتقول "لأني أريد أن أكون فاعلة في مجتمعي وأخدم  قضيتي من مكاني وبما أستطيع وعدت إلى الرسم، وكانت الأفكار تتزاحم في مخيلتي وهذا ما دفعني للقول بأن الألم يولد الابداع".

تستذكر ختام جاني طفولتها ": نشأت في بيت عربي قديم يضم قناطر وشجرة ياسمين وقناطر وشبابيك عتيقة في مدينة جسر الشغور، أعطتني هذه الأشياء جرعة إضافية لاقتناص الجمال، ناهيك عن نهر العاصي الذي له دور كبير في شخصيتي الفنية".

وتابعت، كنت أصغر أخوتي، وبعد دراستي بمعهد الفنون في مدينة إدلب، قرر والدي إرسالي إلى اللاذقية لأكمل الدراسة بمركز الفنون التشكيلية وكان مشروع تخرجي قبة الصخرة وحظيت اللوحة بإعجاب المدرسين والناس من حولي لكن بعدها لم أجرؤ على نشر لوحاتي لأني اعتبرها متواضعة".

وعن مشاركاتها في معارض فنية قالت ختام: "للأسف الاهتمام قليل جداً بالفن في الفترة الحالية ولم تتح لي الفرصة، لكن أعد الآن لمعرض جديد في جسر الشغور أعتقد أنه سينال إعجاب الناس ممن يهتمون بالرسم وأصحاب الذوق الرفيع، وأتمنى أن أكون صاحبة دور في هذا المجتمع الذي يناضل من أجل الحرية، من خلال الرسائل الفنية التي أنجزها، أعتقد أنها لو أتيحت لها الفرصة في المعارض الدولية ستكون أشد تأثيراً مما عليه الآن".

التعليقات (1)

    مواطن سوري

    ·منذ 7 سنوات يوم
    ما شاء الله .. إبداع وجمال .. وعبق المجتمع السوري يفوح من هذه الأعمال الفنية الرائعة
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات