تعرف إلى مركز البحوث العلمية في جمرايا

 تعرف إلى مركز البحوث العلمية في جمرايا
يتستر مركز جمرايا "للأبحاث العلمية" شمال غرب دمشق (على بعد كيلو مترات من "القصر الجمهوري" في منطقة تحوي أهم قواعد النظام العسكرية الاستراتيجية)، وراء لافتة جهاز مدني لكنه في الحقيقة الجهة المسؤولة عن البرنامج الصاروخي للنظام وإنتاج وتخزين الأسلحة الكيماوية والمحرمة دولياً.

الموقع

يقع مركز جمرايا شمال غربي دمشق خلف جبل قاسيون في منطقة تضم أهم القواعد العسكرية الاستراتيجية للنظام، فهو قريب من مقر الكتيبة 105 بالحرس الجمهوري والفرقة الرابعة التي يرأسها ماهر الأسد،  كما يعتقد العديد أن قوات احتياط النظام تنتشر في مواقع تحت الأرض في هذه المنطقة، في حين أن موقعه القريب من الحدود اللبنانية، سهل نقل الأسلحة من وإلى ميليشيا حزب الله اللبنانية.

الموظفون 

يعتبر مركز جمرايا واحدا من أكثر المؤسسات التي تحيط بها السرية، لذا من الصعب الحصول على معلومات دقيقة بشأن ما يحتويه، حيث إن الموظفين يخضعون لمتابعة ومراقبة لمنع أي تسريبات و يمنعون من الاتصال مع أجانب أو أي وكالات أجنبية، خاصة في الوقت الحالي، حيث تجرى في هذا الموقع أهم الأبحاث، كما يتم تطوير وتخزين الأسلحة الكيماوية هناك.

يتجاوز عدد العاملين في المركز 20 ألف موظف ولهم اختصاصاتهم ضمن المعهد الذي ينتمون له ويوجد قطاع إداري للأمور القانونية والإدارية وأكثر العاملين في المركز من باحثين ومهندسين وعاملين وخريجين  كل له اختصاصه بحسب ما أكد موظف سابق منشق عن النظام لموقع "الآن".

أما بالنسبة لأسماء للموظفين فنشر مركز البحوث العلمية الخاص بالثورة السورية على موقعه أسماء المسؤولين والموظفين في مركزِ البحوث وفروعه وهم عمرو الأرمنازي المدير العام لمركز البحوث العلمية، سلام طعمة  نائب المديرِ العام، ويترأس مكتب الأمن المركزي الخاص في المركز العميد، يوسف عجيب الذي يعد فعليا محرك مركز البحوث العلمية في كل سوريا وجاء خلفاً للعميد عبد الحليم سليمان الذي قتل سنة 2012 في منطقة برزة وتم تعينه في هذا المنصب بسبب علاقته بالقصر الجمهوري حيث يعمل شقيقه (ربيع عجيب) كضابط في القصر الجمهوري ومرافق لبشار الاسد ويشغل منصب نائب رئيس المكتب العقيد حيدر المعلم ويقال أنه أحد المتورطين بإعطاء الأوامر بقصف الغوطة الشرقية عام 2013.

الأقسام والمهام 

  لدى المركز مجموعة فروع تعمل على إنتاج الأسلحة المحرمة بحسب ما نقل موقع "الآن" عن موظف سابق منشق، وهذه الفروع ترتبط بشكل مباشر مع القصر الجمهوري وهي: أولها مركز البحوث في جمرايا على جبل قاسيون، ويتبع له فرع المعهد ألف الواقع في دمشق وهو المسؤول عن إنتاج  الأنظمة الإلكترونية والحاسوبية وتطويرِها بما في ذلكَ الملاحة والتوجيه وهومعهد الكتروني يتبع التشويش والرادار، والمعهد ألفان وهو أيضا في دمشق ومسؤول عن جملة أمور تتعلق جميعها بالتطوير الميكانيكي كإنتاج قاذفات ومحركات الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى وهو قسمان البحث والتطوير وقسم فرع الصناعات يتعلق بالصواريخ والقذائف وماشابه ذلك وكل الأمور الميكانيكية، المعهد ثلاثة آلاف ويقع في برزة شرقَ دمشق، ومهمته تطوير الأسلحة الكيميائية والبيولوجية.

اما المعهد 4 آلاف هو في شمال سوريا ويسمى بالقطاع أربعة وله عدة اختصاصات منها الطيران وتصنيع الصواريخ وهو موجود في جبل تقسيس الواقع بين محافظتي حماة وحمص يطور فيه المشروع  تسعة وتسعون المسؤول عن الإنتاج الرئيس لصواريخ سكود، بالإضافة إلى الفرع أربعمئة وخمسون وهو المسؤول عن تخزين الأسلحة ويتبع للقصرِ الجمهوري مباشرة.

بعض المهام تكون لكل قسم على حدة وفي بعض الأحيان تكون مشتركة جزء يصنع في المعهد ألف وله تتمة في المعهد الفين كذلك، على سبيل المثال صناعة الصواريخ التي تم عرض أحد التجارب منها عام 2012 على تلفزيون النظام كان عملا مشتركا بين المعاهد ألف وألفين وأربعة آلاف.

متى بدأ التصنيع؟

أنشأ حافظ الأسد مركز جمرايا في 1971 (عندما كان الاتحاد السوفيتي حليفه )على أنه جهاز مدني لإجراء بحوث في مجالات سلمية مثل الطاقة الشمسية، وتكرير مخلّفات الصرف الصحي، والاتصالات، لكن المركز المدني المزعوم كان يقدم التقارير للأسد مباشرة، وكان يهدف لحيازة تكنولوجيا أوروبية مزدوجة الاستخدام تعزز برنامج الأسلحة الكيماوية، وأفلح نظام الأسد في بلوغ هدفه ودعم المركز مالياً لشراء معدات من منظمة اليونيسكو، وأرسل مهندسيه للتدرب في مكتب المركز الوطني (الفرنسي) للبحوث العلمية، وإلى مطلع التسعينات، كانت الحكومة الفرنسية تشجع شركات التكنولوجيا الفرنسية على التعامل مع جمرايا بحسب صحيفة "الحياة".

 وفي منتصف الثمانينات، مدت شركة "شوت غلاسفيركي" الألمانية الغربية المركز بأدوات زجاجية عالية المقاومة في إطار مشروع زجاجي سماه النظام آنذاك "بوروسيليكايت غلاس بروجيكت"،  لكن المشروع هذا كان في الواقع مشروع تصنيع غاز السارين، وفي 1992، كشفت أوروبا أنشطة المركز العسكرية، ولكن، بعد فوات الأوان وتخزين نظام الأسد غاز السارين وغاز (VX).

وفي التسعينات، أشارت وزارة الدفاع الأميركية إلى أن نظام الأسد باشر تصنيع قنابل محملة بغاز (VX) الذي يشل الأعصاب في موقع تحت الأرض في هذا المركز، حيث استند المركز إلى الخبرات الأوروبية في تصنيع الأسلحة الكيماوية، ففي السبعينات والثمانينات، سعى نظام الأسد إلى حيازة غاز السارين، وطلب من الشركات الأوروبية مدّه بالتكنولوجيا المناسبة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات