هذا ما يحمله مرشحو الرئاسة الفرنسية في جعبتهم لسوريا

هذا ما يحمله مرشحو الرئاسة الفرنسية في جعبتهم لسوريا
لم تكن السياسة الداخلية محوراً أساسياً في السباق الرئاسي الفرنسي لعام 2017  فحسب، إنما هيمنت المواقف الدولية للمرشحين على نتائج حملاتهم الانتخابية، لما حملته من إشارات رسمت لناخبيهم صورة توضيحية عن السياسة الفرنسية المقبلة تجاه الدول الكبرى لا سيما أمريكا وروسيا وغيرها من القضايا الهامة والصراعات الإقليمية في الشرق الأوسط والتي يأتي على رأسها الملف السوري الذي يتصدر المشهد العالمي فما هي نوايا كل واحد منهم وماموقفه من كيماوي بشار الأسد وإسقاط نظامه؟

ماكرون مؤشر إيجابي 

رغم تباين مواقف وتصريحات المرشحين بين مؤيد لروسيا وكاره للأسد أو العكس أعطى إمانويل ماكرون إشارات إيجابية من خلال آرائه بالنسبة للملف السوري، حيث دعم التدخل ضد نظام بشار الأسد تحت رعاية الأمم المتحدة إثر استخدامه الكيماوي في إدلب، كما عارض محاولات روسيا لفرض نفوذها على السياسة الداخلية لفرنسا، متهماً إياها بالعمل ضد حملته الانتخابية، ويقول ماكرون بأن العملية العسكرية يجب أن تكون جزءا من خارطة طريق دبلوماسية و سياسية.

وأعرب إمانويل ماكرون عن اهتمامه بالحلف أو ما يعرف بالثنائي الألماني الفرنسي والتقى الشهر الماضي المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وأكد على ضرورة أن يبقى الاتحاد الأوروبي قويا عبر تعزيز الشراكة الألمانية الفرنسية.

ماكرون المرشح الوسطي المستقل البالغ من العمر 39 عاماً يعد الأصغر في السباق الرئاسي، وفي العام 2006، انتسب للحزب الاشتراكي. وفي 2012، عينه فرنسوا هولاند مستشارا اقتصاديا له قبل أن يعطيه حقيبة وزارة الاقتصاد في 2014 في عهد حكومة مانويل فالس الاشتراكية، وفي 2016 أسس حركة سياسية جديدة سماها "إلى الأمام"، وعلى الرغم من انتمائه السابق للحزب الاشتراكي، إلا أن ماكرون لم يشارك في الانتخابات التمهيدية لأحزاب اليسار، ورفض عدة مرات اعتبار نفسه يسارياً، كما شدد ماكرون في خطابه السياسي على اتباعه خطاً جديداً وطريقاً مختلفاً عن باقي الأحزاب التقليدية.

 لوبين كابوس فرنسا 

أما مارين لوبين فستكون كابوس فرنسا القادم بحال وصولها إلى سدة الحكم، فهي تريد علاقات أقوى مع موسكو وتعارض التدخل ضد نظام الأسد، كما وصفته مؤخراً بأنه "الحل الأكثر طمأنينة" وذلك  في تحول جذري عن سياسة بلادها الرسمية، واعترضت  لوبين على الضربات الأمريكية على مطار الشعيرات  والتي جاءت رداً على هجوم  الأسد الكيماوي في إدلب.

لوبين رئيسة الحزب اليميني المتطرف الفرنسي (حزب الجبهة الوطنية)،  والدها جان ماري لوبان مؤسس حزب الجبهة الوطنية، احتلت المرتبة الأولى كشخص ذي نفوذ وتأثير عام 2011 بحسب مجلة The Time، وتدعم ترامب وتعد بإخراج فرنسا من الاتحاد الأوروبي، كما كانت من أشد المشجعين على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حتى أنها وضعت صورة علم المملكة المتحدة كصورة بروفايل على الفيسبوك عند صدور نتيجة البريكسيت.

 ميلينشون الأوفر حظاً 

فيما أبدى ميلينشون المرشح الأوفر حظاً مرونة في مواقفه تجاه سوريا فبعد أن عارض مرشح أقصى اليسار وصديق روسيا التدخل الذي يستهدف نظام الأسد وقال العام الماضي بأن التدخل الروسي في سوريا سيحل المشكلة ويقضي على تنظيم الدولة وأظهر تأييده لإدماج تنظيم pyd  بالعملية السياسية، غيّر ميلينشون من مواقفه بعد مجزرة الكيماوي في إدلب وطالب الأمم المتحدة بمعاقبة المسؤولين قائلاً: "إن كل من يستخدم الكيماوي يجب معاقبته"، إلا أنه تراجع عن موقفه بعد الضربة الأمركية على الشعيرات ورفض هذا العمل ووصفه بأنه خطأ كبير ومن شانه زيادة التوتر.

ميلينشون 65 عاماً زعيم حزب اليسار الصغير، يرفض قواعد الاتحاد الأوربي الخاصة بخفض العجز في الميزانية وقال إنه سيدعو إلى استفتاء على انسحاب فرنسا من الاتحاد إذا رفضت ميركل وقادة آخرون إدخال تعديلات جذرية على مسار التكتل وخاصة بالرجوع عن التقشف المالي القائم منذ سنوات.

فرانسوا يهدد استقلالية فرنسا 

وبالنسبة لفرانسوا فيلون فهو يتجه إلى توطيد علاقته مع القوى الإقليمية الكبرى حيث أكد بأنه سيعمل على توطيد علاقات فرنسا مع موسكو لكنه يريد لفرنسا أن تبقى في الوقت ذاته حليفاً قوياً للولايات المتحدة والناتو، كما يقول فرانسوا أن هناك حاجة للحوار مع الأسد وأن ذلك سيسمح للدبلوماسية الفرنسية الأوروبية بممارسة دورها في حل المشكلة، في حين أنه التزم الصمت خلال حصار حلب ودعا جميع الأطراف إلى مفاوضات.

تعرض فرانسوا للانتقاد بشدة بسبب موقفه حيث قال رئيس الوزراء السابق مانويل فالس "أجد أن هناك ميلاً داعماً لروسيا في فرانسوا فيلون يجعلني أعتقد أننا لا نحافظ على استقلالية فرنسا".

فرانسوا فيون يبلغ 63 عاماً وينتمي لحزب "الجمهوريون"، شغل منصب رئيس وزراء سابق في عهد الرئيس نيكولا ساركوزي (2007-2012) ونائب في بلدية باريس، وفي 14 آذار تعرض لفضيحة مالية أمام القضاء الفرنسي الذي وجه له الاتهام باختلاس أموال عامة في إطار التحقيق في شبهات بوظائف وهمية استفادت منها زوجته بنلوب وولداه، ماري وشارل.

ووصلت نسبة المشاركة في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية الفرنسية إلى حدود 28,54 بالمئة عند منتصف النهار وهي نسبة متقاربة مع نسبة المشاركة في الدور الأول من انتخابات 2012 والتي كانت في حدود 28,29 بالمئة، حيث بدأ الفرنسيون صباح اليوم الأحد، الإدلاء بأصواتهم وتوجهوا إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيساً جديداً للبلاد من بين 11 مرشحاً  في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية وسط حراسة أمنية مشددة بعد ثلاثة أيام على الاعتداء على جادة الشانزليزيه في قلب باريس والذي أدى إلى مقتل شرطي، وانتشر نحو خمسن ألف شرطي وسبعة آلاف عسكري لضمان حسن سير عمليات التصويت.

التعليقات (1)

    كلام فارغ بعد الاانتخاب

    ·منذ 6 سنوات 11 شهر
    يحصل تغيير كبير كحالة ترامب الذي
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات