عشية الانتخابات.. المراقبون يخشون على فرنسا من متطرفي اليمين واليسار

عشية الانتخابات.. المراقبون يخشون على فرنسا من متطرفي اليمين واليسار
يتجه يوم غد، الأحد 23 نيسان، الفرنسيون إلى صناديق الاقتراع لاختيار الرئيس الحادي عشر للجمهورية الخامسة، حيث من المتوقع أن تكون هناك جولة ثانية، في 7 أيار القادم، بحسب استطلاعات الرأي بسبب عدم قدرة أي من المرشحين تحقيق الأغلبية المطلقة يوم غد.

"الجمهورية الخامسة هي الدستور الجمهوري الفرنسي الحالي الذي وضع قيد التنفيذ في 5تشرين الأول/  أكتوبر 1958، نشأت الجمهورية الفرنسية الخامسة على أنقاض الجمهورية الفرنسية الرابعة مستبدلة الحكومة البرلمانية بنظام نصف رئاسي، ويكيبيديا."

من أقصى اليمين لأقصى اليسار

بالإضافة لسلسلة الفضائح التي ميزت الحملة الانتخابية، والتي أدت إلى تراجع حظوظ مرشح اليمين الوسط "فرانسوا فيون"، تتميز انتخابات 2017 بتصدر شخصيتين مثيرتين للجدل استطلاعات الرأي، حيث حازت مرشحة اليمين المتطرف "مارين لوبان"، زعيمة "حزب الجبهة الوطنية"، على المركز الثاني بنسبة 22%، ويقابلها "جان لوك ميلنشون" 19%، زعيم حزب "فرنسا الأبية"، القادم من أقصى اليسار، ويتميز المرشحان بآرائهما المتطرفة والحدية تجاه قضايا المهاجرين والعلاقة مع الاتحاد الأوروبي.

ولم يكن ينقص الحملة الانتخابية الرئاسية الفرنسية إلا الهجوم الذي وقع في جادة الشانزليزيه بباريس يوم الخميس الماضي، وطغى الهجوم، كما توقع عديدون، على المقابلة التي كانت قناة "فرانس 2" تعد لها مع مرشحي الرئاسة ليتحدثوا عن برامجهم السياسية، وتفردت لوبان وفيون بطرح أكثر الآراء تشدداً بحيث تم اتهامهما باستغلال الهجوم لغايات سياسية.

للمزيد: منافسة حامية الوطيس.. هكذا يُنتخَب الرئيس في فرنسا

لم تتأثر آراء الناخبين

وبالرغم من صدور تنبؤات بأن هذا الهجوم سيؤثر على آراء الناخب الفرنسي إلا أن صحيفة "لوفيغارو" قالت في تقرير لها يوم أمس الجمعة بأن استطلاعات الرأي لا تشير إلى تغييرات كبيرة في خيارات الناخبين.

وبحسب النتائج التي نشرتها مؤسسة "إيفوب" بقي "إيمانويل ماكرون"، مرشح حركة "إلى الأمام"، في المركز الأول بنسبة 24.5% تليه في المركز الثاني "مارين لوبان" 22.5% وبقي فيون 19.5% وميلنشون 18.5% يتنافسان على المركز الثالث، وتتقارب نتائج إيفوب مع باقي مؤسسات استطلاع الرأي.

 وتعتبر هذه النتائج التي صدرت، الجمعة، هي الأخيرة حيث دخلت البلاد مرحلة الصمت الانتخابي، وبناءاً عليه تتوقف المؤسسات عن إصدار أية نتائج لاستطلاعات الرأي قبل الانتخابات وتستمر كذلك حتى الساعة الثامنة إلا ربعاً من مساء يوم الأحد قبل أن تعود لإصدار توقعاتها للنتائج مع بدء الفرز الأولي للنتائج.

للمزيد: قبيل الانتخابات الفرنسية.. مقتل شرطي في إطلاق نار في "الشانزليزيه"

https://orient-news.net/news_images/17_4/1492871767.jpg'>

ما رين لوبان المرشحة عن أقصى اليمين

ماذا لو؟

وبالرغم من تصدر ماكرون نتائج الاستطلاعات إلا أن احتمال فوز الثنائي المتطرف لوبان وميلنشون بالجولة الأولى يبقى مطروحاً، الأمر الذي سيشكل، بحال تحققه، تحدياً كبيراً للشعب الفرنسي في جولة الإعادة، ومن المتوقع في هذه الحالة أن يفوز مرشح أقصى اليسار تبعاً لنظرية التصويت لمنافس لوبان أياً كان.

للمزيد عن السيناريوهات المتوقعة: سيناريوهات محتملة لانتخابات الرئاسة الفرنسية

من جانبها كانت صحيفة "لوموند" الفرنسية تناولت في تقرير لها موقف لوبان وميلنشون من سوريا، وجاء في تقرير الصحيفة، بحسب فرانس 24، أن المرشحين يخوضان المعركة نفسها لصالح بشار الأسد، وكلا المرشحين ضحيا بالشعب السوري من خلال رؤية غير إنسانية للعلاقات الدولية، واتفقا على إنكار حق الشعب السوري في تقرير مصيره بنفسه.

كما تناولت الصحف الغربية موقف الفرنسيين المسلمين من المرشحين، وفي حين أشارت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية إلى أن منظمة "مسلمو فرنسا" دعت إلى التصويت ضد حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف وزعيمته "مارين لوبان"، نشرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية تحقيقاً عن توجهات الفرنسيين المسلمين حيث لاحظت المجلة أن هناك رفضاً قاطعاً للوبان بينما هناك من يرحب بمرشح أقصى اليسار ميلنشون بسبب آرائه اتجاه المهاجرين والاقتصاد.

https://orient-news.net/news_images/17_4/1492871731.jpg'>

المرشح جان لوك ميلنشون عن أقصى اليسار

بانتظار الأحد!

فشل اليمين النتطرف الأوروبي في النمسا وهولندا وتتوجه الأنظار حاليا إلى فرنسا حيث يعود اليمين المتطرف لاختبار شعبيته وقدرته على اقناع المواطنين الفرنسيين، ومما لا شك فيه أن نتائج الانتخابات الفرنسية سيكون لها أثر كبير في تحديد مستقبل أوروبا واتحادها، وهزيمة أو فوز التطرف في فرنسا سيرخي بظلاله على أوروبا، وتبقى الإجابة على السؤال الصعب، ماذا لو تحققت المفاجأة وانحصرت خيارات الفرنسيين أمام تطرفين من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار؟، بانتظار انقضاء يوم الأحد.

للمزيد: هولندا تنجو من أسوأ كوابيسها.. حزب الشعب يحكم من جديد

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات