أورينت تكشف حقيقة خروج حزب الله من القنيطرة: ما قصة سيارات الإسعاف

واشنطن طالبت بخروج فوري لميليشيا "حزب الله" من سوريا

يبدأ تسلسل الأحداث حين طالبت واشنطن قبل أسبوعين، ميليشيا "حزب الله" بالانسحاب فوراً من سوريا والتوقف عن دعم قوات الأسد، وذلك على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية "مارك تانر"، حيث قال وقتها "عملت ميليشيا حزب الله في سوريا على دعم النظام ومساعدته على استمرار جرائمه ضد الشعب السوري من جهة، وتهديد استقرار لبنان من جهة ثانية"، وعليه فإن "واشنطن تدعو الميليشيا إلى سحب قواتها فوراً من سوريا".

بعيد الطلب الأمريكي، خرجت وسائل إعلام عربية ولا سيما لبنانية، لتسوق أن ميليشيا حزب الله سحب عدد كبير من مقاتليه من مواقع عدة في القنيطرة، ولا سيما من "مثلث الموت" المنطقة التي تصل بين ثلاث محافظات في جنوب سوريا (ريف دمشق – درعا – القنيطرة).

حزب الله لم ينسحب من القنيطرة

وبالعودة إلى رواية انسحاب حزب الله من القنيطرة، يؤكد "صهيب الرحيل" الناطق الإعلامي لـ"ألوية الفرقان" العاملة في المحافظة أن "ما تم تداوله مؤخراً حول خروج مقاتلي الحزب عاري عن الصحة تماماً، واضعاً هذه المعلومات ضمن "الدعاية" التي تسوقها الميليشيا اللبنانية، كخطة احترازية للوقاية من الغارات الإسرائيلية.

وشدد "الرحيل" في حديث لـ"أورينت نت" أن قيادات في ميليشيا حزب الله على رأس الحملة العسكرية التي تشنها قوات الأسد وميليشيات "دفاع الوطني" حالياً على البلدات المحررة في ريف القنيطرة، ولا سيما في الصمدانية الغربية ومنطقة العجرف.

وأوضح الناطق الإعلامي لـ"ألوية الفرقان" أن ميليشيا حزب الله تسعى للسيطرة على قرية الصمدانية ومنها الوصول إلى سد المنطرة، الذي يعتبر من أكبر سدود القنيطرة، بهدف قطع الطريق على الثوار بين ريفي القنيطرة الجنوبي والشمالي المحررين.

قيادات في حزب الله تنتقل عبر سيارات الاسعاف

"أبو علي جباثا" قائد لواء "شهداء خان أرنبة" التابع للجيش السوري الحر  وأحد الفصائل المنتشرة على خطوط الاشتباك في محاور القنيطرة، قال لـ"أورينت نت" أن هذه الدعاية الذي تسربت عبر وسائل الإعلام ما هي إلا إشاعة مغرضة، مشدداً على أن الحزب موجود بكامل عتاده وعدته، مشيراً في الوقت نفسه أن تحركات عناصر وقادته غدت عبر سيارات مدنيّة، وحتى بسيارات الاسعاف و "تكاسي الأجرة"، بهدف تجنب استهدافهم من قبل الطائرات الإسرائيلية .

وأضاف القائد العسكري أن عناصر حزب الله لازالت تقوم بجولاتها ورصد خطوط الجبهات بمرافقة "اللجان الشعبية" بخان أرنبة، كذلك عزز تواجده العسكري بمركز "نبع الفوار"، وبلدة "دير ماكر" ومنطقة "الحلس".

الورقة الإيرانية في الجنوب السوري

وتولي ميليشيا حزب الله أهمية كبيرة بمنطقة الجنوب السوري، وذلك بأوامر من مرشد إيران "علي خامنئي"، لكي يتم استخدام هذه الميليشيا كورقة ضغط وابتزاز وتهديد إيرانية في المسائل الإقليمية الكبرى.

وكانت القنيطرة من أوائل المناطق السورية التي دخلتها ميليشيا حزب الله، بعد مدينة القصير بريف حمص، من خلال ارسال قيادات عسكرية من الصف الأول والثاني وحتى شخصيات مقربة من رأس الهرم في الحزب المدعو "حسن نصر الله"، وهنا نذكر بأن "جهاد مغنية" نجل القيادي العسكري بالحزب "عماد مغنية" قتل مطلع عام 2015 بمحافظة القنيطرة، وقيل إن غارة إسرائيلية استهدفته، كذلك قتل "محمد أحمد عيسى" يعتقد أنه أحد مسؤولي ملفي العراق وسوريا في حزب الله، وقد أعلن الحزب أنه قُتل مع جهاد مغنية في غارة إسرائيلية، إضافة إلى أربعة عناصر آخرين.