الحريري يرد على استعراضات حزب الله: لبنان ليس ميدان حرب لصالح إيران

الحريري يرد على استعراضات حزب الله: لبنان ليس ميدان حرب لصالح إيران
تتواصل تداعيات الجولة التي نظمتها ميليشيا "حزب الله" الخميس للصحافيين في جنوب لبنان قرب المنطقة الحدودية، حيث أكد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الجمعة، أن "لا شرعية للسلاح إلا سلاح الجيش"، داعياً الأمم المتحدة إلى المساعدة في هدنة دائمة مع إسرائيل.

الحكومة اللبنانية غير معنية بجولة حزب الله

الحريري وخلال تواجده في بلدة الناقورة في جنوب لبنان، اعتبر أن الجولة التي نظمتها ميليشيا "حزب الله للصحافيين في المنطقة الحدودية أن " الحكومة اللبنانية غير معنية بها ولا تقبل بها بكل صراحة".

وأضاف الحريري إثر لقاء شارك فيه قائد الجيش العماد جوزيف عون ورئيس بعثة اليونيفيل إلى لبنان مايكل بيري في مقر قوات الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة في الناقورة، أن "الجيش اللبناني هو وحده المكلف بحماية الحدود والذي يدافع عنها بصفته القوة الشرعية التي لا قوة فوق سلطتها".

دعوة للمساعدة في هدنة دائمة مع إسرائيل

وازدادت مؤخراً التكهنات حول إمكان اندلاع حرب جديدة بين اسرائيل وحزب الله بعد أكثر من عقد على آخر حرب بينهما في العام 2006 والتي استمرت 33 يومياً وقتل خلالها 1200 شخص في لبنان معظمهم مدنيون و160 إسرائيلياً معظمهم جنود.

وانتهت حرب 2006 بصدور القرار الدولي 1701 الذي أرسى وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله وعزز انتشار قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل).

وانسحبت اسرائيل من جنوب لبنان في العام 2000 بعد احتلال استمر 22 عاماً.

وقال الحريري إن "إسرائيل تنتهك القرار 1701 ونحن كحكومة نرفع الانتهاكات للأمم المتحدة من ناحية ونذكر بضرورة الانتقال لوقف دائم لإطلاق النار لوقف هذه التعديات من ناحية أخرى".

وتابع "آن الأوان أيضا أن تفهم إسرائيل ضرورة الانتقال إلى وقف إطلاق نار".

جنوب لبنان في مهب المواجهات الأميركية-الإيرانية

إلى ذلك، قالت مصادر سياسية لبنانية لصحيفة "العرب" اللندنية، إن زيارة رئيس الحكومة اللبنانية للجنوب كانت رسالة ذات بعدين، يتمثّل الأوّل في التأكيد للمجتمع الدولي على وعي لبنان بمدى خطورة أيّ خرق للقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة صيف العام 2006، والآخر إفهام حزب الله ومن خلفه إيران أن السلطة في لبنان ليست في وارد السماح باستخدام جنوب لبنان مرّة أخرى كورقة في أيّ مواجهة أميركية-إيرانية.

وأشارت المصادر إلى أنّ زيارة الحريري للجنوب التي جاءت بعد يوم من تنظيم حزب الله لجولة إعلامية في المنطقة أظهر من خلالها وجوده المسلّح فيها، تكشف أن لبنان يأخذ على محمل الجدّ التحذيرات التي وجهت إليه من النتائج التي ستترتب على أيّ خرق للقرار 1701.

العاهل الأردني لعون: هذا سيحصل في حال المسّ بالقرار 1701

وكان لبنان تلقّى في الأشهر الأخيرة تحذيرين مباشرين من ردّ فعل إسرائيلي كبير و"مدمّر" في حال المس بالقرار 1701. كان الأوّل من سيغريد كاغ ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان والآخر من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.

وعرض العاهل الأردني على خريطة في أثناء زيارة قام بها رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون لعمّان في آذار الماضي ما الذي يمكن أن يحصل في حال المسّ بالقرار 1701.

الورقة الإسرائيلية 

وكان رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع قد أصدر بياناً مندداً بالجولة، معتبراً أنها "ليست مجرد غلطة بل خطأ استراتيجي، إذ أعطى الحزب انطباعاً وكأن لا جيش لبنانياً رسمياً مسؤولاً عن الحدود ولا دولة، والأسوأ من كل ذلك أعطى انطباعا وكأن القرار الأممي 1701 أصبح في خبر كان".

وأضاف: "في لبنان دولة وان الجيش اللبناني وحده المسؤول عن الحدود، وذلك تحسبا لأي عمليات عدوانية تفكر فيها إسرائيل حيال لبنان".

كذلك رجح النائب عن حزب الكتائب اللبنانية سامر سعادة أن تكون "عودة الحزب إلى استخدام الورقة الإسرائيلية في هذا التوقيت غير مرتبطة بملف داخلي لبناني، بل تهدف إلى تخفيف الضغط عن إيران، متمنياً "ألا يكون حزب الله قد وجد في خيار الحرب مخرجا للأزمات وتغطية لكل المشاكل التي يعاني منها البلد".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات