قطر تفرج عن مواطنيها بالعراق.. فماذا عن المعتقلين في سجون الأسد؟

قطر تفرج عن مواطنيها بالعراق.. فماذا عن المعتقلين في سجون الأسد؟
أطلقت "كتائب حزب الله" العراقية، التابعة لميليشيات "الحشد" الشيعي، اليوم الجمعة، سراح 26 قطرياً، اختطفوا جنوب العراق أواخر عام 2015، وذلك ضمن صفقة "المدن الخمس" في سوريا،  الذي تم التوصل إليه بين "هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام " تحت مظلة "جيش الفتح" من جهة، والجانب الإيراني وميليشيا حزب الله من جهة أخرى، وذلك في الوقت الذي لم يتم فيه إطلاق سراح أي معتقل سوري، من القائمة التي تضم 750 معتقلاً من سجون نظام الأسد وفق ما جاء في الاتفاق.

قطر تفرج عن مواطنيها المخطوفين في العراق

ونقلت وسائل إعلام عراقية عن مصادر رسمية تأكيدها إطلاق 26 قطرياً كانت مجموعات شيعية قد اختطفتهم قبل عامين تقريباً خلال رحلة صيد في العراق.

وأشارت المصادر العراقية أن "الصيادين القطريين هم في ضيافة"، رئيس الوزاء حيدر العبادي، حالياً، تمهيداً لتسليمهم إلى الجانب القطري.

ملايين الدولارات

وكانت تقارير صحفية قد توقعت، الخميس، الإفراج عن القطريين المخطوفين في العراق، وبينهم أفراد من العائلة الحاكمة في الدوحة، حيث نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريراً أكدت فيه أن طائرة خاصة قطرية تربض في مطار بغداد منذ عدة أيام بانتظار الإفراج عن المخطوفين.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن مسؤولين عراقيين قولهم إن "المسؤولين القطريين الذين وصلوا إلى بغداد، كانت بحوزتهم حقائب ضخمة رفضوا تفتيشها، يعتقد أنها تحوي ملايين الدولارات لا يعرف لم ستدفع".

"بند سري"

وتأتي صفقة إطلاق المخطوفين القطريين في العراق، ضمن "بند سري" للاتفاق لاتفاق عليه باسم "المدن الخمس"، الذي تم التوصل إليه بين "هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام " تحت مظلة "جيش الفتح" من جهة، والجانب الإيراني وميليشيا حزب الله اللبناني من جهة أخرى، والذي ينص أهم بنود تهجير آلاف المدنيين من 4 مناطق سورية.

وكان مدير العلاقات الإعلامية في هيئة تحرير الشام "عماد الدين مجاهد" ادعى خلال تصريح لـ"أورينت نت" بأن اتفاق "المدن الخمس" لا يتضمن أي بند يخص سراح المختطفين القطريين لدي الميليشيات الشيعية في العراق، وقال حينها "لم يتم مناقشة هذا الملف في جلسات التفاوض، ولكنه استدرك "قد يكون هناك تفاهمات إيرانية-قطرية حول هذا الأمر".

وزير الخارجية القطري قال خلال مؤتمر صحفي مشترك في موسكو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، قبل أيام " إن بلاده لن تساهم في أي تغيير ديموغرافي في سوريا ولن تكون مساهمة في إتلاف النسيج الاجتماعي السوري، وقال "نحاول فك الحصار عن حوالي 65 ألف مدني في سوريا ونرى تقدماً في التنفيذ".

نظام الأسد يتهرب من التزاماته حول الإفراج عن المعتقلين

وكان من المقرر أن يتم الإفراج عن المخطوفين القطريين يوم السبت الماضي، إلا أن التفجير الذي استهدف حافلات الخارجين من كفريا والفوعة في نقطة الراشدين غربي حلب، والذي خلف 126 قتيلاً و400 مصاباً، أجل عملية الإفراج إلى اليوم.

وفي سياق اتفاق "المدن الخمسة"، استؤنف صباح اليوم الجمعة، تنفيذ عملية تبادل الحافلات التي تقل المهجّرين من ريف دمشق والخارجين من بلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب، حيث أكد مراسلو أورينت أن 20 حافلات ترافقها سيارات إسعاف، تنقل أهالي ومسلّحي بلدتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام إلى مدينة حلب، مقابل انتظار خروج 5 حافلات تحمل مقاتلي الفصائل المهجرين من مدينة الزبداني، ومحيطها في ريف دمشق.

ومن المفترض أن يتم اليوم أيضاً الإفراج عن 700 معتقل من سجون الأسد ومعتقلاته، وفقاً لبنود المرحلة الأولى من الاتفاق، إلا أنه لم يتم إطلاق أي أسير ومعتقل سوري إلى ساعة إعداد هذا التقرير في الساعة الثالثة و30 دقيقة بتوقيت دمشق.

قوائم المعتقلين من أهالي محافظة إدلب فقط

وحول هذا الموضوع، أكد الناطق باسم حركة "أحرار الشام" الإسلامية "محمد أبو زيد" في حديث لـ"أورينت نت"، أن نظام الأسد تعنت في قضية إطلاق سراح المعتقلين، مشيراً إلى أن الوفد المفاوض عن الحركة و"هيئة تحرير الشام"، سلمتا خلال المفاوضات قوائم بأسماء المعتقلين، دون وجود تجاوب أو رد من النظام.

وحول الآلية التي تمت من خلالها وضع قوائم بأسماء المعتقلين والأسرى في سجون نظام الأسد للأفراج عنهم تطبيقاً للاتفاق، كشف "أبو زيد" أن القوائم التي سلمت تضم معتقلي أهالي محافظة إدلب، الذي اعتقلوا على خلفية مشاركتهم في الثورة، حيث تم استلامها وجمعها من قبل المجالس المحلية في مدن وبلدات وقرى المحافظة.

تعليق تنفيذ المرحلة الثانية

وطالب "أبو زيد" جميع الأطراف المعنية بالاتفاق، بالسعي الحثيث لدعم جهود العملية التفاوضية، معبراً عن أمله  في التوصل قريباً إلى إنهاء الاتفاقية بما يخدم "مصالح الثورة".

وأكد الناطق باسم حركة "أحرار الشام" الإسلامية التي كانت طرفاً في اتفاق "المدن الخمسة"، أنه تم تعليق تنفيذ المرحلة الثانية، إلى يطبق النظام التزاماته فيما يخص بند إطلاق سراح المعتقلين.

يشار هنا، أن المرحلة الثانية تشمل إخراج من تبقى من سكان كفريا والفوعة، بالمقابل إجلاء ١٠٠٠ مقاتل من هيئة تحرير الشام من منطقة مخيم اليرموك في جنوب دمشق، مع إدخال المساعدات الإنسانية إلى حي الوعر في حمص، والمناطق المحاصرة في جنوب العاصمة (يلدا – ببيلا – بيت سحم)، إلى جانب إخراج الإفراج عن الدفعة الثانية من المعتقلين في سجون الأسد، والتي تتألف من ٧٥٠ أسير.

أما المرحلة الأولى من الاتفاق، فتنص على إخراج 46 حافلة، تضم ثلاثة آلاف من مقاتلي كفريا والفوعة مع عائلاتهم، مقابل 575 مقاتلاً الزبداني ومضايا وعائلاتهم، إضافة إلى 750 معتقلًا لدى النظام.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات