هل يستدرج حزب الله إسرائيل إلى حرب جديدة لتخفيف الضغط عن إيران ؟

هل يستدرج حزب الله إسرائيل إلى حرب جديدة لتخفيف الضغط عن إيران ؟
نظمت ميليشيا حزب الله زيارة لوفد إعلامي كبير نحو الشريط الحدودي اللبناني مع إسرائيل، في خطوة فسرت بأنها للتشويش على توجه الإدارة الأميركية الجديدة المصر على محاربة النفوذ الإيراني في المنطقة.

ورافق الوفد الإعلامي في جولته ضابط من حزب الله وقام بشرح الإجراءات التي تتخذها إسرائيل في المنطقة، ورفض الضابط الإجابة المباشرة عن أسئلة الإعلاميين التي تتعلق باستعدادات حزب الله ونواياه، مشدداً على أن القرارات في هذا الصدد تتخذها القيادة.

ويرى مراقبون أن حزب الله يخطط من خلال هذه الخطوة إلى استدراج إسرائيل لمواجهة جديدة للتغطية على المآزق التي تعاني منها إيران من جهة، ولمواجهة المناخ الأميركي التصعيدي ضده والذي ينذر بشل حركته المالية، وفق صحيفة "العرب" اللندنية.

خطأ استراتيجي

في المقابل، أصدر رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع بياناً مندداً بهذه الجولة، معتبراً أنها "ليست مجرد غلطة بل خطأ استراتيجي، إذ أعطى الحزب انطباعاً وكأن لا جيش لبنانياً رسمياً مسؤولاً عن الحدود ولا دولة، والأسوأ من كل ذلك أعطى انطباعا وكأن القرار الأممي 1701 أصبح في خبر كان".

وأضاف: "في لبنان دولة وان الجيش اللبناني وحده المسؤول عن الحدود، وذلك تحسبا لأي عمليات عدوانية تفكر فيها إسرائيل حيال لبنان".

وأردف "ان الحكومة اللبنانية، ونحن ممثلون فيها، مدعوة لاستدراك الأمر والطلب من حزب الله الكف عن تصرفات من هذا النوع، وبالمقابل عليها تحمل مسؤولياتها كاملة خصوصا لجهة حسن تنفيذ القرار 1701 والإمساك بالقرار الاستراتيجي كما يجب".

وعمدت إسرائيل مؤخرا إلى حفر العشرات من الخنادق، واقتلاع المئات من الأشجار في المناطق الحدودية مع لبنان في موقف فسر على أنه تمهيد لحرب برية مع حزب الله.

تخفيف الضغط عن إيران

من جهته، يرجح النائب عن حزب الكتائب اللبنانية سامر سعادة أن تكون "عودة الحزب إلى استخدام الورقة الإسرائيلية في هذا التوقيت غير مرتبطة بملف داخلي لبناني، بل تهدف إلى تخفيف الضغط عن إيران، متمنياً "ألا يكون حزب الله قد وجد في خيار الحرب مخرجا للأزمات وتغطية لكل المشاكل التي يعاني منها البلد".

ويشدد النائب عن كتلة المستقبل خالد زهرمان على أن "المشهد الذي صممه حزب الله على الحدود اللبنانية لا يعدو كونه مشهدا إعلاميا وحسب، وهو يهدف إلى شد عصب جمهور الحزب لمواجهة توجه الإدارة الأميركية الجديدة المصر على محاربة النفوذ الإيراني في المنطقة، والذي يشكل حزب الله جزءا أساسيا منه".

يأتي ذلك، بعد المعلومات التي صدرت مؤخراً عن وجود ميل أميركي لإدراج مطار بيروت الدولي ضمن معادلة العقوبات الرامية إلى مكافحة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله، وتمت الإشارة إلى تسلم الأجهزة الأمنية اللبنانية معدات تفتيش دقيقة لاستعمالها في زيادة عملية الضبط الأمني في المطار.

ويشكل مطار بيروت المدخل الأساسي الذي يستخدمه الحزب لتهريب الأموال النقدية إلى لبنان التي تصل في طائرات إيرانية تستخدم المدرج رقم 1.

حرب عقول

في غضون ذلك، نقلت قناة "20" العبرية، عن مصدر عسكري إسرائيلي، أن حزب الله "يحاول توجيه رسالة نفسية إلى الإسرائيليين"، لكنه قلل من المعلومات التي تحدث عنها الضابط، وقال إنها مستقاة من وسائل الإعلام الإسرائيلية.

ووصفت القناة الإسرائيلية ما جاء في فيديو حزب الله بأنه "حرب عقول"، وأن خلاصة الرسالة التي أراد الحزب توصيلها هي أنه "يرى ويعرف كل ما يدور على الجانب الآخر من الحدود".

وأشار موقع القناة إلى تصريحات مصدر عسكري إسرائيلي لفت إلى أن "حزب الله" لا يمتلك معلومات استخباراتية عن الجيش الإسرائيلي، مضيفًا: "حزب الله لا يعلم شيئًا مقارنة بإسرائيل التي تعلم أكثر 1000 مرة مما كانت تعلمه العام 2006"، في إشارة إلى حرب لبنان الثانية، مضيفًا أن "حزب الله جمع المعلومات التي تنشرها وسائل الإعلام الإسرائيلية وكوّن صورة محددة، وأنه يستعيّن بمواقع الإنترنت ونشرات الأخبار الإسرائيلية التي تغطي تلك الساحة".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات