رايتس ووتش تكذب واشنطن حول مجزرة مسجد الجينة

اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية، اليوم الثلاثاء، القوات الأمريكية بالمسؤولية عن مقتل مدنيين في بلدة الجينة بريف حلب الشهر الماضي، إثر غارات جوية استهدفت مسجداً ومدرسة شرعية في قرية الجينة التابعة لمدينة الأتارب، الأمر الذي أدى إلى ارتقاء أكثر 50 من شهيداً، وجرح عشرات آخرين.

استهداف مسجد

وأكدت المنظمة في تقرير أصدرته مؤلف من 13 صفحة بعنوان "الهجوم على مسجد عمر بن الخطاب"، أنّ الولايات المتحدة فشلت في اتخاذ الاحتياطات المناسبة لتجنب استهداف مناطق المدنيين، عند قصفها مسجداً أثناء وجود عشرات المصلين في ريف حلب الغربي.

وأشار التقرير إلى أن تصريحات السلطات العسكرية الأمريكية بعد الهجوم تشير إلى عدم معرفتها أن المبنى المستهدف كان مسجداً، وأن الصلاة كانت على وشك البدء فيه، وأنه كانت هناك محاضرة دينية وقت الهجوم.

واستندت المنظمة الحقوقية على شهادات من رجال "الدفاع المدني السوري" الذين كانوا موجودين أثناء القصف، بالإضافة إلى ما يعرف بـ"المرصد السوري لحقوق الإنسان"، حيث أكدت المنظمة أن تحليل الصور ومقاطع الفيديو التي حصلت عليها، أثبت أنّ المكان الذي تعرّض للهجوم هو مسجد وذلك عبر إعادة تشكيل أبعاد المكان بشكل افتراضي.

وذكر التقرير أنّ القصف تسبب بحفرتين كبيرتين؛ الأولى نتيجة صاروخ استهدف المسجد ما دفع المصلين إلى الهروب إلى الخارج، حيث استهدفهم الصاروخ الثاني وتسبب بعشرات القتلى وحفرة كبيرة أخرى.

لا أدلة عن وجود أعضاء تنظيم "القاعدة"

وشدد التقرير على أن "هيومن رايتس ووتش" لم تجد أدلة تدعم الادعاء أن أعضاء تنظيم "القاعدة" أو أي جماعة مسلحة أخرى كانوا مجتمعين في المسجد، مشيراً إلى أن مكان القصف كان يضم مدنيين أثناء الصلاة، في حين لم يجد القائمون على إعداد التقرير أي دلائل تثبت "ادعاءات" الولايات المتحدة الأمريكية حول وجود عناصر من "هيئة فتح الشام".

مطالب بالكشف عن النتائج التفصيلية للتحقيقات

وفي السياق، قال نائب مدير برنامج الطوارئ في هيومن رايتس ووتش "أولي سولفانغ"، إن الولايات المتحدة أساءت فهم عدة أمور بشكل فادح في هذا الهجوم فدفع عشرات المدنيين الثمن، مطالباً السلطات الأمريكية بمعرفة الأخطاء التي حدثت، والقيام بما يتوجب فعله قبل شنها الغارات، وضمان عدم تكرار ذلك".

وكانت الولايات المتحدة قد روجت بعيد المجزرة أنها ستحقق في مقتل مدنيين في الهجوم، وإن كان المبنى المقصوف جزءاً من مسجد، في حين طالبت "هيومن رايتس" الحكومة الأمريكية بالإعلان عن النتائج التفصيلية للتحقيقات، وتقديم التعويض المناسب للضحايا المدنيين أو أسرهم، ومحاسبة المسؤولين عن الهجوم.

وفي مساء الـ16 من شهر آذار الماضي، أغارت الطائرات الأمريكية على موقع جنوب غرب قرية الجينة، غربي محافظة حلب ، واعترفت السلطات العسكرية الأمريكية بالغارة قائلةً إنها استهدفت اجتماعا لعناصر "القاعدة"، حيث خلفت الغارات أكثر 50 من شهيداً، وجرح عشرات آخرين.

"الهجوم كان قانونياً" !!

وفي حين أقر المسؤولون الأمريكيون بوجود مسجد قريب، الإ أنهم روجوا بأن المبنى المستهدف كان قاعة اجتماعات مبنية جزئياً، لكن تُبيّن المعلومات والصور ولقطات الفيديو للمبنى الواردة من السكان المحليين قبل الهجوم وبعده أن المبنى المستهدف كان مسجدا أيضا، وفق ما جاء في تقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش".

وعرضت "هيومن رايتس ووتش" نتائجها على القيادة المركزية الأمريكية، وقال مكتب محامي الموظفين في ردّه بتاريخ 14 نيسان الجاري ، إنه استناداً على "فحص شامل للمعلومات الاستخبارية السرية التي استُخدمت في اتخاذ قرارات الاستهداف، وعلى المعلومات الاستخبارية السرية التي برزت بعد الغارة الجوية...خلُص تحقيق إلى نتيجة أوليّة مفادها أن الهجوم كان قانونياً". 

وأدانت أنقرة، الغارات الجوية التي استهدفت مسجداً في قرية الجينة بريف حلب الغربي، معتبرة أنها "جريمة حرب"، في حين أكدت موسكو أنها تنتظر من البنتاغون مزيداً من التوضيحات بشأن مقتل عشرات المدنيين بغارة على قرية الجينة بريف حلب.

ووفق لصور بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الطائرات الأمريكية استخدمت صاروخ هيل فاير (AGM-114 Hellfire) أو "نار الجحيم" لقصف مسجد "الجينة"، وهو صاروخ أمريكى من نوع "جو – أرض"، ويمكن إطلاقه من عدة منصات لإصابة أنواع مختلفة من الأهداف، ويستخدم الصاروخ التوجيه بالليزر لإصابة الهدف، حيث يتبع الصاروخ ليزر يتم تصويبه من طائرة أو موجه على الأرض على الهدف، أما الجيل الرابع من السلاح فهو يستخدم تقنية "اطلق وانسى"، حيث إنه يستخدم الرادار للتوجيه إلى الهدف.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات