وأحبطت روسيا مشروع قدمته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لإدانة استخدام نظام الأسد السلاح الكيماوي في محافظة إدلب، في حين امتنعت الصين وكازاخستان وأثيوبيا عن التصويت في موقف لافت حيث استخدمت الصين سابقاً حق النقض إلى جانب روسيا 7 مرات دعماً لنظام الأسد.
مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن "نيكي هالي" اعتبرت روسيا أنها تعزل نفسها عن العالم بدفاعها المستمر عن جرائم الأسد، مشددة على أن أي توجه جدي لتحقيق السلام في سوريا يجب أن يتعاطى بأمانة مع دور إيران الداعم للنظام، وسعيها لتوسيع نفوذها.
وأكدت "هالي" أن بلادها لن تتسامح مع أي هجمات بأسلحة كيميائية في سوريا.
"هالي" كتبت أيضاً على حسابها في تويتر عبارات قوية على استخدام روسيا لحق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن، وقالت "اليوم بعد التصويت لمحاسبة سوريا، هذا يوم قوي للولايات المتحدة، ويوم ضعيف لروسيا، ويوم جديد للصين، ويوم القيامة لبشار الأسد".
الرئيس الفرنسي "فرنسوا هولاند" اعتبر أن روسيا "تتحمل مسؤولية ثقيلة" بعد استخدامها حق الفيتو، متهماً موسكو بأنها تحمي "حليفها الأسد بشكل منهجي" بحسب بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية.
وقال هولاند "إنها المرة الثامنة التي تختار فيها روسيا الوقوف ضد الغالبية في مجلس الأمن الدولي"، مؤكداً أن "فرنسا لم تدخر جهدا، بما في ذلك إزاء روسيا، للتوصل إلى توافق على هذا النص".
وأضاف أن روسيا "تتحمل مسؤولية ثقيلة لأنها بهدف حماية حليفها الأسد تعرقل بصورة منهجية التوصل إلى حل متعدد الأطراف للملف السوري".
بدوره، عقب وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت على الفيتو الروسي بالقول إن "هذا القرار غير مفهوم وغير مبرر".
وأضاف أن هذا الفصل الجديد يعزز عزم فرنسا تسليط الضوء على وحشية نظام بشار الأسد، التي يُعتبر الشعب السوري ضحيتها الأولى، وفق تعبيره.
ودعا أيرولت المجتمع الدولي إلى اتخاذ القرارات اللازمة بهدف وضع حد للمأساة السورية عبر حل سياسي.
في لندن، أعرب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون عن "استيائه" من لجوء روسيا إلى الفيتو، وقال في بيان صدر في لندن إن "هذا الأمر يظهر أن حجة روسيا خاطئة".
وأضاف أن "المجتمع الدولي كان يبحث عن القول بشكل واضح أن أي استخدام للأسلحة الكيميائية من أي جهة وفي أي مكان هو أمر مرفوض وأن المسؤولين عن ذلك يجب أن يتحملوا النتائج".
وتابع جونسون "بالتالي أنا مستاء لرؤية أنّ روسيا عطلّت مرة جديدة مجلس الأمن الدولي" بعد الفيتو الروسي الثامن ضد مشروع قرار حول روسيا.
وأردف "بالتالي فإن روسيا أمام خيار: يمكنها مواصلة أن تبقي نظام الأسد المجرم على قيد الحياة أو تحمّل مسؤولياتها بصفتها قوة عالمية واستخدام نفوذها على النظام لوضع حد لست سنوات من وقف إطلاق النار الذي لم يتم احترامه".
يشار أن مسودة القرار الأميركي البريطاني الفرنسي المشترك، الذي أحبطته روسيا، تدين بـ"أقوى العبارات ما أفادت به التقارير بشأن استخدام للأسلحة الكيميائية في سوريا، ولا سيما الهجوم الذي وقع على خان شيخون".
وتدعو مسودة القرار "جميع الأطراف بأن توفر إمكانية الوصول الآمن إلى موقع الحادث المبلغ عنه في خان شيخون، ويطالب البعثة بالإبلاغ عن نتائج تحقيقاتها في أقرب وقت ممكن".
كما يطالب مشروع القرار الأميركي البريطاني الفرنسي المشترك النظام السوري بتقديم معلومات كاملة عن "خطط الطيران وسجلات الرحلات وأي معلومات أخرى عن العمليات الجوية، بما في ذلك جميع خطط الطيران أو سجلات الرحلات المودعة في 4 نيسان 2017".
كذلك يطالب بأسماء جميع الأفراد الذين يقودون أي سرب من الطائرات العمودية وترتيب الاجتماعات المطلوبة، بما في ذلك مع الجنرالات أو غيرهم من الموظفين، وإتاحة الوصول فورا إلى القواعد الجوية ذات الصلة التي تعتقد البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية أنها قد شنت هجمات تنطوي على مواد كيماوية كأسلحة.
كما تشير المسودة أيضاً إلى قرار مجلس الأمن رقم 2118 الذي يقضي في حالة انتهاكه بفرض إجراءات بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وهو ما يعني جواز استخدام القوة العسكرية لتنفيذ القرار.
التعليقات (2)