ويطالب القرار الذي أعاقته روسيا نظام الأسد بالتعاون الكلي مع لجنة التحقيق وتشمل خطط الطيران وسجلات الرحلات، وتفتيش المطارات العسكرية، في حين أعلنت موسكو بانها ستستخدم حق النقض ضد مشروع القرار البريطاني الفرنسي الأمريكي.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن مستوى الثقة بين واشنطن وموسكو تآكل منذ أن تولى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه، فيما ردد وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الكلام ذاته بعد اجتماعاته مع المسؤولين الروس في موسكو قائلا إن العلاقات وصلت إلى مستوى متدن مع تراجع في الثقة داعياً إلى رحيل الأسد عن السلطة في نهاية المطاف.
من جهتها دعت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هيلي موسكو إلى التوقف عن حماية الأسد وقالت إن الولايات المتحدة تريد العمل مع روسيا صوب حل سياسي للصراع السوري.
وأضافت هيلي لمجلس الأمن المكون من 15 دولة "روسيا اختارت مرة أخرى الانحياز إلى الأسد حتى في الوقت الذي تجمع فيه إلى حد بعيد باقي (دول) العالم بما في ذلك العالم العربي لإدانة هذا النظام القاتل، وأضافت "إذا كان النظام بريئا مثلما تدعي روسيا لأثبتت المعلومات التي طلبها هذا القرار صحة هذه الادعاءات."
بالمقابل قال نائب المبعوث الروسي لدى الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف: "إن مشروع القرار أنحى باللائمة على الحكومة السورية قبل إجراء تحقيق مستقل" على حد وصفه ، وأضاف "أنا مندهش من الوصول لهذه النتيجة. موقع الجريمة لم يزره أحد حتى الآن. كيف عرفتم ذلك؟" وتابع إن "الهجوم الأمريكي على القاعدة الجوية السورية نفذ في انتهاك للمعايير الدولية".
إعلان مسبق
وكان غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أعلن أن موسكو ستستخدم حق النقض ضد مشروع القرار البريطاني الفرنسي الأمريكي إلى مجلس الأمن الدولي حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، ونقلت وكالة "إنترفاكس" عن غاتيلوف قوله: "إن مشروع القرار هذا في صيغته الحالية غير مقبول بالنسبة لنا، ولن ندعمه بالطبع. سنصوت ضده إذا لم يستجب شركاؤنا لدعواتنا ويستمروا في الترويج للمشروع بشكل اصطناعي، بهدف وحيد، وهو جعل روسيا تستخدم الفيتو مجددا".
وأضاف: "لا نرى أي حاجة إلى قرار إضافي من مجلس الأمن بهذا الخصوص، إن القرارات المتخذة سابقا تخلق أرضية كافية لإجراء التحقيق".
ترامب حذر
في غضون ذلك أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حذره بشأن علاقته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقال إنه سينتظر ليرى مستقبل الروابط مع موسكو، في حين قال خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض إن اجتماعات وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في موسكو هذا الأسبوع، والتي شملت لقاء مع بوتين، تمت بشكل أفضل من المتوقع.
حق النقض "الفيتو"
يشار إلى أن هذه المرة تعتبر المرة الثامنة التي تستخدم فيها روسيا الفيتو، حيث عطل فيتالي تشوركين في الرابع من تشرين الأول عام 2011، مشروعاً دولياً بشأن فرض عقوبات على نظام الأسد، إذا ما استمر في استخدام العنف ضد الشعب السوري، بينما كان الفيتو الثاني في الرابع من شباط 2012، حين عطّل مشروعاً حمّل رئيس النظام مسؤولية إراقة الدماء في البلاد، وقتها تذرّع بمنع الولايات المتحدة والغرب من استخدام القرارات الأممية وسيلة للتدخّل العسكري في سوريا.
أما الفيتو الثالث فكان في الـ 19 من تموز 2012، حيث منع صدور قرار آخر في مجلس الأمن يقضي بفرض عقوبات على نظام الأسد، وذلك "لمنع الغرب من التدخّل في سوريا"، على حد زعم تشوركين.
كما استخدم الفيتو الرابع في الـ 22 من أيار 2014 ضد مشروع قرار يقضي بإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم حرب، وحينها دافع تشوركين عن موقف بلاده بأن هذا المشروع "من شأنه أن يضعف فرص الحل السلمي للأزمة السورية".
وفي الثامن من تشرين الأول 2016، استخدم آخر فيتو لبلاده ضد مشروع القرار الفرنسي - الإسباني المشترك، والمتعلّق بوقف إطلاق النار في حلب، بعد أن صوّت لصالحه 11 عضواً من أعضاء مجلس الأمن، واستخدم تشوركين حق نقض ضد مشروع قانون في مجلس الأمن الدولي يطالب بهدنة مدتها سبعة أيام في حلب.
التعليقات (3)